يتحدثون عن تلك الزهرة في اعلى الجبل
يقولون انها حمراء او قد تكون صفراء او بيضاء او أي لون تريد
في هذا المكان لم يشاهدها احد قط
كلهم يقولون سمعنا انها موجودة !
في يوم من الأيام الموحلة
وحل قادم من بعيد ومن غير تراب هذه الأرض
كان محملا على ظهر غيمة مجهولة تاريخ الميلاد والمكان
في ذلك اليوم كان قرار فارس القرية ان يصعد الجبل
شده الشوق الى تلك الزهرة
لم يعد يطيق الانتظار
فالأقاويل كثيرة
وما عاد يصدق كل ما يقال
يريد ان يقطفها
كانوا يقولون ان فيها عطر الدنيا
فيها الدواء لكل داء
قالوا الوانها زاهية تلون كل الأماني
قالوا انها لاتنبت في وطن واحد أو زمن واحد
فهي مخلوقة لكل ارض وكل زمان
لاتعرف الحدود
ولاتحب السهول
ولاتحب الشعر والموسيقا والمديح
عصية على الحشرات والديدان
ورغم كل محاولات الفتك والاحتواء
ورغم بناء سور حولها.... قادرة على النفاذ
ويمكن رؤيتها من خلف الأسوار
قدرتها لانهائية في اختراق الأشياء
وفي اختزال المعاني في ذاتها
هي الكل والجزء في ذات الوقت
ليست ملكا لأحد عينه انها ملك لكل احد
عندما قرر فارس القرية الحصول عليها
قالوا له لن تستطيع
يشاع انها لنا جميعا وانت واحد منا
يجب ان نكون معا
يجب علينا جميعا اذلال ذلك الجبل
يجب اخضاع صخوره وفتح طريق
الاتعلم ايها الفارس ان تلك الزهرة لنا جميعا
انها لاتسعد مع فارس واحد
تعطي جسدها لكل المتعبين من هول صعود الجبل
تعطي جسدها لمن يرويها من دمائه
تعطي السعادة للجميع ومرة واحدة
عد ايها الفارس ....ارجع ايها الفارس
وحتى ان وصلت فلن تقبل ان تكون لك وحدك
لن ترضى ان تغادر الجبل معك وحدك
ولو اردت تقديمها لاسعادنا
تريدنا ان نصعد اليها
لنسعد وتسعد بنا وتغدق علينا الحب الوانا
وتغسل تعبنا
عندها تطير بذورها الى جبل آخر
فهي للجميع
ولن تشعر بالغيرة الا اذاكانت لغيرنا من دوننا او لنا دون غيرنا لن نختلف على تسميتها قصة - شعر - خاطرة