الشاعر اسماعيل ونوس قصيده لسلميه
في كتاب الهوى سطورٌ وِضاء = دبّجتها صبيّةٌ سمــــــــــــراءُ
عذبةُ الريق , في لماها احتراقٌ = وعلى ثغرها الجميل اشتهــاء
شَعرها يستريحُ فوقَ ذراعيهــا = ومن وجهها يشعُّ الضّّيـــــــاء
كم سعى خاطباً إليها أميـــــــــرٌ = ومشى راغباً بها أمــــــــــراء
وقفَتْ في العراء تنتظرُ البـــــدرَ = طلوعاً وفـي يديهـا دعـــــــــاء
لم تزلْ بانتظارِ عودةِ بلعـــــــاسَ = فيحيا الربيعُ عندها والرّجــــاء
لفتاها الّذي تحبّ وعـــــــــــــودٌ = قطعتها , وللمحبّ وفـــــــــــاء
صنعت من سنابل القمح طوقــاً = طرّزته الزنابقُ الحمــــــــــــراء
من أنين العشّاقِِ تغزلُ لحنــــــاً = ومن الشوقِ شدوها والغنـــــــاء
تتلاقى الأطيارُ فوق روابيهــــا = وفي دوحها يقيل الرِّعــــــــــــاء
هي بنت الصحراءِ بوّأها الدهرُ = وفي سوقها التقى الشّعـــــــــــراء
هي بلُّ الغليلِ , فالماءُ يجري = في ســواقٍ تحوطها الأفيـــــــــاء
قام فيها الصّفصافُ وارتفع الحورُ = وغنّـــت بأ رضها الورقـــــــــاء
أهلُها قومُ منعةٍِ وإبـــــــــــــاءٍ = وسيوفٌ عزيزةٌ عربــــــــــــــــاء
ورثوا الكبرَ فاستقاموا عليــــــه = لا رُعاعٌ هُمـو ولا بُغثـــــــــــــاء
عرفوا الفقرَ والغنى في حِمــــاها = واتاهم من الزمانِ ابتـــــــــــــلاء
عمّروها بهمّــــــةٍ وجِــــــــــلادٍ = وسقتها عروقهــم والدّمـــــــــــاء
زرعوا أرضها وأعلوا بنــــــاها = فتسامى عمرانُهم والبنـــــــــــــاء
وحَموها من الغزاةِ فما لانَــــــت = قناةٌ لهــــم أو تنــــــــــــــــــــاءَوا
عـَرَبٌ خلّـصٌ أباةٌ كــــــــــرامٌ = مُضَريّــون , عصبةٌ نُجَبَــــــــاء
حملوا رايةَ العروبة دومــــــــاً = ما استكانوا ولا اعتراهم عَنَــــاء
عشقُهم للحِمى , فإن عضّ دهرٌٌ = نَفَروا عِزةً وضـجّ النّـــــــــداء
هذهِ بلدتي سَلَمْيَـــةُ إمّـــــــــــا = قد سألتم عنها أيَا أصــدقــــــــاء
محضَنُ العمرِ والطفولةِ والذكرى = وأرضٌ وريفةٌ خضــــــــــــــراء
ليلها الشعرُ والنجومُ قــــــــوافٍ = والمواويلُ مَظعَـنٌِِ وحـــــــــــداء
عطرُها الوردُ والعبيرُ شذاهـــــا = والرّياحي، مسكُهـا والــــــــــرّواء
النّدى زرعُهـا , فأنّـى تلفّــــــتَ = فملقىً حلــوٌ وبيتٌ مُضـــــــــــاء
العتابا وميجَنــــا ورَبـــــــابٌ = وسهارى وبيــدرٌ وسمــــــــــــاء
فاشربوا نخبهـا وكونوا السّكـــارى = إنْ سقتكم من كفّها السّمــــــــــراء
وانشروا ذكرهـا بكلّ مكـــــــانٍ = فقليــلٌ علــى المِلاحِ الثّنـــــــــــاء
[/size]