[size=21]لما اشتعلت الغيمة بالسؤال ، وكان الدمع محور الوقت والشمس لا تزال طفلة ، كحل الفجر عيون الطير وضيع ارتعاشات الهزيع الأخير من الليل بأغانيه وكلماته الخاوية الباحثة عن اللاجدوى.
ومنذ انفلات الصخر نحو مستنقع العدم ، هام على وجهه العجوز يبحث عن العين الزجاجية التي كان يشعر بها تراقب كل تحركاته منذ أول صرخة أطلقها معلناً ندمه على هذا القدوم بعد مخاض عسير.
استبشر بآب يخراً وتوجس من أيلول شراً وفهم كل شئ في تشرين ، اختلطت نقائضه وغادره الراحل من الوقت – دوماً –وترك شهود عليه فرشاة الأسنان ومنفضة سجائر ومعجون الحلاقة وساعة اليد التي فقدها في آخر الشرارات.
ذابت قصائده مثل دمعة في بحر ولملم سكاكينه قاصداً اللامكان ، مقوس الأحلام يا بس الظهر والوقت ما زال طفلا يحبو نحو الذاكرة المتجلدة ، فلا أصابعها تعني له شيئاً بعد انزياح شعره الكث ولا صدرها يثيره بعد انزياح رجولته عن مكاتبه الضيقة وساعات العمل الطويلة.
أغلق الباب وعينيه الطيبتين ومضى بلا انفعال لا يلوي على شئ.
هاجمته قطعان اليأس ممزقة كل شرايينه ولم يعد يكترث كثيراً بالغفران ولا لوح الخطايا وعلم أن دور المتفائل القوي لا يليق به بعد اليوم ، إخفاق تلاه إخفاق وقامات الهم تحاصره من كل حدب وصوب على أفراس من أفكار مجنونة سوداوية تحتل تفاصيله ولا تترك مسامة واحدة لتنفس خلاياه او ليمر منه الماء ولا حتى الهواء.
فشلت مورفينات الحلم بأن تحافظ عليه نائماً وبات " المستفيق " الدائم تأكله مرارة الهزيمة وفقد الإحساس بالأشياء ينهشه بتؤدة.
فالطريق غير الطريق والطاولة غير الطاولة .. وكل ذاك التناغم والنسيج الملون بات شبحاً لأفكارٍ لا يمكن تحقيقها بل مستحيلة التحقيق.
وبثل بندول ساعة روسية قديمة يتراقص أمامه سؤال " ماذا بعد؟؟ " ليذهب في نوم مغناطيسي – لم يرده- وكأنه في يقظة من نوع آخر.
ما أن غيبه المنعطف الأخير نحو مسافات قصية وتلقى بطاقة الصعود ، حتى استرجع وجوه الركاب وقاطعاي التذاكر .. وجهاً .. وجهاً.. بكل تشابهاتها واختلافاتها كان هو القاسم الوحيد بينها والغريب أنه فشل في استرجاع وجهه الذي نسيه قرب مرآته ومعجون حلاقته الذي لم يمس!!
تسدل الستارة على خشبة تشبه الصندوق ولم يعرف كيف احتوته بداخلها مثل رحم مظلم واشتم رائحة تشبه رائحة الدم وكانت تراباً وأحاطته عتمة غريبة بالغة الثقل ، لتجتاحه موجة من الحسرة تستلقي على مرج أخضر ووجه طفلة تقطف شقائق النعمان الكثيرات اللاتي ملأن المرج فرحاً بالربيع ودموعاً على الحسين بن علي وتموز وغيرهما من الشهداء ..
أنا هو فكان سرعان ما يبكي .. يحبو.. يمشي .. يركض.. يتلاشى.. يمد يده نحو السحاب... مع أنه كان " لا يرى – لا يسمع لايتكلم " !!!
تمت[/size]
ومنذ انفلات الصخر نحو مستنقع العدم ، هام على وجهه العجوز يبحث عن العين الزجاجية التي كان يشعر بها تراقب كل تحركاته منذ أول صرخة أطلقها معلناً ندمه على هذا القدوم بعد مخاض عسير.
استبشر بآب يخراً وتوجس من أيلول شراً وفهم كل شئ في تشرين ، اختلطت نقائضه وغادره الراحل من الوقت – دوماً –وترك شهود عليه فرشاة الأسنان ومنفضة سجائر ومعجون الحلاقة وساعة اليد التي فقدها في آخر الشرارات.
ذابت قصائده مثل دمعة في بحر ولملم سكاكينه قاصداً اللامكان ، مقوس الأحلام يا بس الظهر والوقت ما زال طفلا يحبو نحو الذاكرة المتجلدة ، فلا أصابعها تعني له شيئاً بعد انزياح شعره الكث ولا صدرها يثيره بعد انزياح رجولته عن مكاتبه الضيقة وساعات العمل الطويلة.
أغلق الباب وعينيه الطيبتين ومضى بلا انفعال لا يلوي على شئ.
هاجمته قطعان اليأس ممزقة كل شرايينه ولم يعد يكترث كثيراً بالغفران ولا لوح الخطايا وعلم أن دور المتفائل القوي لا يليق به بعد اليوم ، إخفاق تلاه إخفاق وقامات الهم تحاصره من كل حدب وصوب على أفراس من أفكار مجنونة سوداوية تحتل تفاصيله ولا تترك مسامة واحدة لتنفس خلاياه او ليمر منه الماء ولا حتى الهواء.
فشلت مورفينات الحلم بأن تحافظ عليه نائماً وبات " المستفيق " الدائم تأكله مرارة الهزيمة وفقد الإحساس بالأشياء ينهشه بتؤدة.
فالطريق غير الطريق والطاولة غير الطاولة .. وكل ذاك التناغم والنسيج الملون بات شبحاً لأفكارٍ لا يمكن تحقيقها بل مستحيلة التحقيق.
وبثل بندول ساعة روسية قديمة يتراقص أمامه سؤال " ماذا بعد؟؟ " ليذهب في نوم مغناطيسي – لم يرده- وكأنه في يقظة من نوع آخر.
ما أن غيبه المنعطف الأخير نحو مسافات قصية وتلقى بطاقة الصعود ، حتى استرجع وجوه الركاب وقاطعاي التذاكر .. وجهاً .. وجهاً.. بكل تشابهاتها واختلافاتها كان هو القاسم الوحيد بينها والغريب أنه فشل في استرجاع وجهه الذي نسيه قرب مرآته ومعجون حلاقته الذي لم يمس!!
تسدل الستارة على خشبة تشبه الصندوق ولم يعرف كيف احتوته بداخلها مثل رحم مظلم واشتم رائحة تشبه رائحة الدم وكانت تراباً وأحاطته عتمة غريبة بالغة الثقل ، لتجتاحه موجة من الحسرة تستلقي على مرج أخضر ووجه طفلة تقطف شقائق النعمان الكثيرات اللاتي ملأن المرج فرحاً بالربيع ودموعاً على الحسين بن علي وتموز وغيرهما من الشهداء ..
أنا هو فكان سرعان ما يبكي .. يحبو.. يمشي .. يركض.. يتلاشى.. يمد يده نحو السحاب... مع أنه كان " لا يرى – لا يسمع لايتكلم " !!!
تمت[/size]