الحزام الناقل
The Conveyor Belt
The Conveyor Belt
تزايد انتاج اكسيد البوتاسيوم جنوب شرق فلسطين على شاطئ البحر الميت من قبل شركة "البحر الميت"( تقوم بانتزاع البوتاسيوم من التربة السفلية للبحر وتحويله الى اكسيد البوتاسيوم ) من 600.000 طون سنويا إلى 1.000.000 طون سنويا.
مما زاد المشكلة تفاقما لدى الشركة.
المشكلة كانت تتعلق بطريقة نقل هذه الكميات الهائلة من اكسيد البوتاسيوم الى شواطئ البحر المتوسط, حيث تعد للشحن .
في البداية كان اكسيد البوتاسيوم ينقل على شكل مجموعات بواسطة شاحنات تسير على طريق طوله 40 كم لثصل الى محطة السكك الحديدية حيث ينقل بعد ذلك بواسطة العربات الى ميناء التصدير, مع العلم ان منسوب موقع الانتاج يصل الى 400 م تحت سطح البحر, في حين يبلغ منسوب محطة السكك 400 م فوق سطح البحر, ولذلك قان نقل هذه الكميات الكبيرة بالشاحنات كان يتطلب عمل شاق واستهلاك كبير من الوقود بالاضاقة الى عرقلة السير على الطريق ( هذه الشاحنات كانت تسير ابطئ من غيرها ) وتعمل على تخريب الطريق وزيادة التلوث.
وقد كان الحل العملي لهذه المشكلة اما بتوسيع الطريق او بتمديد خط السكة الحديدية, ولكن لم يكن اي من هاذان الحلان مقنع للشركة المنتجة ( شركة البحر الميت ) والتي اختارت حلا اكثر فعالية:
انشاء حزام ناقل بطول 18 كم يصل بين اماكن الانتاج ومحطة السكك الحديدية, هذا الحزام الناقل سوف يكون الثالث الاطول في العالم, انه تحد لعبور تضاريس صحراوية شديدة الانحدار.
وفي حين ان الحزام الناقل هذا سيتم تركيبه جنوب شرق صحراء النقب والتي تمتلك مواقع اثرية هامة اضافة الى بعض النباتات والحيوانات النادرة, فقد دعى ذلك الى تدخل مايسمى - سلطة الثروة الطبيعية (NRA )- في اختيار شركات التصميم والاشراف لهذا المشروع.
في النهاية تم الاجماع على المعماري "شلومو ارونسون" , ولد ارونسون في حيفا عام 1936 , وتعلم الهندسة المعماري في الولايات الامريكية, بعد تخرجه تم تعيينه في القسم الهندسي التابع لمجلس مدينة القدس, افتتح مكتبه في القدس عام 1969 وقد صمم قيه اشهر اعماله( نزهة القدس – موقع عام لمدينة ايلات ), كما انه كان محاضرا في جامعة القدس وقد نال جوائز معمارية عديدة.
وفي عام 1980 بدأ مشروع ارونسون للحزام الناقل بتاسيس الطريق التي سوف يتبعها الحزام وقد رافق ذلك وضع دراسة للتائيرات البيئية المترتبة من جراء هذا المشروع.
بعد ذلك تم انشاء طريق تخديمي جانبي يستمر على طول الحزام ويبلغ عرضه 7 م .
وقد اعتمد على طريقة انشاء مخفية مما ساعد الحزام على التأقلم مع التضاريس الصحراوية .
اما فكرة الانشاء فتعتمد على نفق اسطواني محمول على تعاقب جسور معدنية( 60 جسر ) ممتدة فوق هضبات و وديان صحراء النقب, تم اعتماد هذه الطريقة مسايرة للدراسة البيئية حيث يمكن تفكيك الهيكل في المستقبل بدون اي اضرار في حال اكتشاف حل افضل لعمليات النقل.
لم يكن للجسور المعدنية الحاملة للانشاء اي تاثير سلبي على الموقع, حيث انها لم تشكل عقبة في طريق الحيوانات البرية, ولم تشوه المظهر الجيولوجي بممرات اول اي كتل غريبة .
وقد خلق هذا التصميم نوع من التواصل والانسجام بين الهيكل المنشأ من جهة والتضاريس المحيط به من جهة اخرى, كما اخذ لون البيج الفاتح ليمتزج مع لون الرمال الصحراوية.