قد يلاحظ المستهلك في السعودية ودول الخليج وجود أكياس وعلب لمشروب عشبي يسمى "المتة" في أقسام بيع الشاي والبابونج وغيرهما في مراكز التسوق، وخاصة تلك التي يرتادها المقيمون السوريون، ولكنه يتجاهل شرائها أو حتى قراءة ما يدون على غلاف العلبة لعدم معرفته بخواصها وفوائدها، إلا أن هذه النبتة تعد من أهم أنواع المشروبات في سوريا ولها عادات وطقوس خاصة بها.
تقدم "المتة" في كأس صغيرة تملأ حتى النصف بهذه النبتة، وتشرب عن طريق مصاص حديدي له ثقوب في أسفله، يساعد على مرور الماء الفاتر المضاف إليها، بعضهم يفضلها مع السكر، والبعض الآخر مع البابونج أو النعناع وبعضهم يستبدل الماء الفاتر بالحليب.
ويقتصر شرب المتة على المنازل، لصعوبة الحفاظ على درجة حرارة المياه الفاترة، وكثرة ما تتطلبه المتة من تجديد وإعادة تعبئة في الكأس، إلا أن مقهى وحيدا في دمشق تخطى هذه العقبة وبدأ بتقديمها لزبائنه.
يقول عاصم سيدا مدير مطعم النخيل في دمشق " ظهرت المتة منذ عشرين سنة ، وهناك كثيرون يحبون تناولها، ورغم صعوبة تقديمها في المقاهي، إلا أننا استطعنا إيجاد طريقة لتقديم المياه الفاترة بين الحين والآخر للزبون، للمحافظة على نكهتها وعدم إتلافها"، مشيرا إلى أن أغلب شاربي المتة من أهل مدن السلمية والقلمون والساحل والسويداء ومنطقة الغاب، وهي معروفة بتهدئة الأعصاب وتخفيف القلق.
وعن طريقة تقديمها قال "تقدم المتة بعدة أشكال، فهناك المتة السادة والمتة مع البابونج والنعناع والخلطات العشبية والحليب"، مشيرا إلى أن سعر "الضرب" الطلب الواحد 35 ليرة سورية أي أقل من دولار واحد)، ويشمل الضرب تقديم كأس المتة الصغيرة مع المصاص وإبريق يمكن تسخينه مرارا.
ويقول محمد النحلاوي (أحد تجار المتة ومستلزماتها في دمشق) "للمتة كأس خاصة مصنوعة من الخشب يسمى (الجوزة) ، ويصنع من نبات القرع، حيث يجفف بعد أن ينضج ويصبح قاسيا، ثم يفرغ من داخله، ويضاف إليه السكر والفحم والماء، ويرج جيدا، وبعد تنظيفه يصبح جاهزا للاستخدام ، وكانت الجوزة قديما تصنع في الصين خصيصا لسوريا ومنها إلى لبنان".
وأضاف النحلاوي "الطريف في الأمر أن السائحين يقبلون على شراء مستلزمات المتة بالكامل وشربها حسب تقاليدها وأصولها، خاصة بعد أن يتعرفوا على فوائدها، وبعضهم يعرفها جيدا خاصة أهل الأرجنتين، وهي بلد المنشأ لهذه النبتة وسكان بلاد أمريكا الجنوبية، وتسمى عندهم بنفس الاسم (متة) ، ويشربونها بنفس الطريقة ، باعتبارها أفضل من الشاي، خاصة وأنها تساعد على غسل الأمعاء والقضاء على الرمل وتفتيت الحصى في المرارة والكلية، إضافة إلى أن الإكثار منها لا يؤدي إلى توتر الأعصاب كما يحدث في الشاي، كما أنها تمنع ظهور الكرش وتذيبه عند من يعانون منه".
ويقول الدكتور فارس هلال (طبيب تغذية واختصاصي بالمعالجة العشبية) "يعود تاريخ اكتشاف المتة إلى أزمنة قديمة جدا، فهي تعاصر فترة ظهور الشاي، وأصل منبتها في أمريكا الجنوبية، وتصلنا حاليا من الأرجنتين التي تعتبر أكثر الدول تصديرا لها، وقد وصلت إلى سوريا عن طريق المغتربين الذين قدموا من تلك البلاد".
وأضاف الدكتور هلال: "عشبة المتة عبارة عن ساق رفيعة حولها أوراق، ويتم قطف الساق كاملا ما عدا الجذر وطحنه، وتختلف نكهاتها بحسب طريقة إعدادها في المعمل أو المختبر، وتعقم عن طريق صعقة الغاز كباقي الأعشاب كي لا تفقد خواصها العلاجية، ثم تغلف بإحكام لعدم تعريضها للضوء، وبعد تفريغها من الهواء تصبح جاهزة للاستخدام وللحفظ فترات طويلة، ويتم تناول المتة عن طريق النقع في مياه فاترة درجة حرارتها 80 درجة مئوية ثم تشرب"، مشيرا إلى أن إضافة الماء المغلي يفقد المتة عناصرها الدوائية.
وعن الخواص العلاجية للمتة يقول الدكتور هلال"من خواص المتة إدرار البول، والمساعدة على التنبيه، ولكنها أقل تركيزا من باقي الأعشاب في خواصها، فهي مدرة قليلا ومنبهاتها أقل من الشاي والقهوة، لذا يمكن اعتبارها النبتة الوسط، فهي تحتوي على مجمل الخواص العلاجية، ولكن بنسب وسطية، ما يسبب فعاليتها العلاجية ، لذا تجدها مرغوبة من قبل المستهلكين، وغير مستخدمة في المختبرات في صناعة الأدوية".
وأشار الدكتور هلال إلى أن من مميزاتها أنها مدرة للبول ومدرة أيضا للحليب لدى المرضعات، ومنبهة، وتعمل على تفتيح الذهن، وتخفف الشهية للطعام، وتساعد على تخفيف الوزن، كما أنها مفيدة بالنسبة للمدخنين، حيث تعمل على تطهير مجاري التنفس .
وأوضح اختصاصي المعالجة العشبية أن الاستخدام المتكرر للمتة يسبب نوعا من التعود كالتعود على شرب الشاي والقهوة، وفي بعض الحالات العلاجية النادرة والمقتصرة فقط على الاستخدام الطبي يمكن وضع وريقات المتة على لوح حامٍ واستنشاق الدخان المتصاعد منها ، ويكون لذلك نفس التأثير في حالة الشرب.
هدية تأتي من الأرجنتين فما هي؟
يشربه الجميع من المحافظ حتى أفقر الناس وذلك بالأرجنتين . يحبه الأرجنتينيون وهو الشراب الانفع، فهومادة غذائية غنية بفيتامين/c/ تحوي مواد منبهة، هكذا يقال عندهم.
اعتقد الهنود الحمر المسمون/ هواراني/ ان هذا الشراب المدعو النبيذ يقوي الجسم، وبذلك استهلكوه كأي نبات طبي آخر.
وفي الأرجنتين يسمى شراب الرجال(أو) الهاوتشو الأرجنتيني/ فاستهلكوا في غذائهم: فقط اللحم والمتة، ولم يمرضوا اويصابوا بأي عرض من أعراض نقص الفيتامينات وهذا ماكان سابقاً.
الشجرة التي تعطي المتة تسمى شجرة /بادوب/
المسماة لاتينياًilexparaguariensis، او تسمى ايضاً شاي الجزويتparyuaytea يعتبر موطنها الاصلي امريكا الجنوبية( الارجنتين، البرازيل، البراغواي) وتنمو بكثرة في شمال الارجنتين، كذلك في جنوب البرازيل والبراغواي، وهي عبارة عن شجرة يصل ارتفاعها الاعظمي حتى /8/ أمتار وليس كما يذكر 15 متراَ، الاوراق بيضوية مسننة الحافة جلدية القوام، طعمها مرورائحتها عطرة، الازهار بيضاء اللون، الثمرة صغيرة حمراء اللون. من أوراقها تعطي الانتاج المطلوب، حيث ان الاوراق تقطف من الاشجار بعمر أربع سنوات على الاقل. وتحتوي هذه الاوراق على المكونات الفعالة التالية من خلال الدراسة التحليلية المخبرية بالمتوسط( قلويد الكافيئين بنسبة 35،0% *7،1%، كما تحتوي قليلاً من الثيوبرومين واثاراً من الثيوفيلين، وتحتوي ايضاً على مواد عفصية بنسبة 4*16 % بشكل حمضي ومكونات اخرى..»
ان الاسبان عرفوا شجرة المتة في البراغواي وذلك في اواسط القرن السادس عشر، وهذا موثق في الوثائق القديمة واول من جرب شراب المتة هم/ الايزويتي/ الذين نشروا الديانة المسيحية كمبشرين في امريكا الجنوبية/ العالم الجديد.. في الاول كان شراب المتة طعمه وشكله غير عادي، لذلك رفضوه، بعدها لوحق كل من يتناول او يشرب المتة، وسمي الذين تعودوا على تناول المتة منذ القديم بعبدة الشيطان، وفسروا ذلك بأنه يستدعي الشيطان من خلال صوت الوشوشة، واستمرت الملاحقة حتى اصبحت تجارة المتة مسموحة ورابحة في ايدي الايزويتي الاسبان ..بعدها تم تطوير صناعة وتجارة المتة، فكان الهنود يجمعونها ثم يحضرون الاوراق ليجففوها ويطحنوها.
اعتقد الرهبان الاوائل ان مادة المتة هي عشب مجفف وليس اوراق اشجار تم تجفيفها وطحنها، فمنهم قديماً من تناوله كشراب الشاي، اما لفظه فكان بالصيني/ تشا/ وبالبرتغالي/ شا/ وبالاهواراني / كا/. اما التسمية العشبية( تي*د يل، ماته )فهي التسمية الحالية للمتة، اما التسمية العشبية/ جيربا/ فقد جاءت من الهواراني وانتقلت الى الاسبان، وكلمة ماتة اتت من جذور لغة اخرى لشعب يدعى/ كاتشوا/ وهذا ماعرفه الايزويتي من هذه اللغة، وهذه التسمية التي عرفها ونقلها الايزويتي/
من لغات شعب الهنود الحمر ( الاهواراني) صعبة اللفظ وتعني شيئاً غير مستحب للاسبان، لذلك حذفت تسمية/ جيربا/ ووضعت تسمية اخرى/ متة ،وكلمة/ متة/ تعني حجم/ سعة/ او كأساً ومع مرور العصور اصبحت تسمية/ متة/ واسعة الانتشار.
التقيت مع اخ لمنتج ومصنع للمتة وهو/ خوسيه مورينو عندما كنا ندرس معاً في بلد الايفاد/ حيث وضع امامي عدداً من الكؤوس التي تشرب فيها المتة، وهي من ثمار القرع ان الكؤوس التقليدية لتجهيز شراب المتة هي من ثمار تشبه القرع تسمى( قرع القارورة )او قرع الزجاجة* وتسمى عندهم ثمار لاهينارية.
حيث ان كلمة/ لاهينارية/ تعني القارورة ثم بعد ذلك صنعت كؤوس المتة من مواد اخرى مثل: قرون الابقار، ثمار جوز الهند، خزف، بورسلان، خشب، بلاستيك، معدن، فضة.. اما الكؤوس المصنوعة من الذهب فهي قليلة جداً. والكؤوس الفضية موجودة بالمتاحف وفي البيوت الغنية، وعند محبي جمع التحف القديمة، وقد نجد على بعضها رسوماً رائعة كأشكال الطيور كالبجع والنعام او كأشكال آلات موسيقية مثل الكيتار، وقديماً وضع على كؤوس المتة اجراس، لاستدعاد الخدم عندما يريد مالكهم شرب المتة، وذلك لتحضير الشراب، او قد يكون الكأس على شكل صندوق عند فتحه يعزف موسيقا مثل الحان / الفالس او الحان /بولكا/ او موسيقا شعبية من تقاليد شعب امريكا الجنوبية، حيث ان هذه الكؤوس تهدى بالمناسبات والاعياد. والذ انواع شراب المتة هي المحضرة في كؤوس عادية من ثمار القرع لان سطح القرع الاسفنجي الداخلي يعطي منقوع المتة او شرابه طعماً لذيذاً اخر وليس فقط كأس المتة المصنوع من ثمار القرع يجب توفر مايسمى (بمبيليا)و(بافا) وبمبيليا تعني: أنبوب المتة التي استبدلت لاحقاً من انبوب خشبي صنع من عشب طبيعي يشبه عندنا نبات القصب الى انبوب معدني في نهايته السفلى انتفاخ على شكل فلتر مثقب، وذلك لمص وشرب شراب المتة فقط.وعندما يبدأ الشراب تنتقل هذه المصاصة من يدالى يد اخرى وذلك لشرب المتة، ولهذه العادة اهمية كبيرة عند الهنود الحمر، فهي تعني السلام مثل تدخين التبغ بالغليون الواحد من قبل جميع الحضور، وذلك عند عقد اتفاقيات السلام سابقاً بين قبائل الهنود الحمر فهي مشابهة عند العرب بشراب القهوة المرة. وهذه العادة اي استعمال بمبيليا واحدة كانت تعد مفاجأة كبيرة للمهاجرين الجدد الذين اتوا الى امريكا الجنوبية من دول مختلفة، ولتغيير هذه العادة بدأ المهاجرون الاوروبيون الاوائل يحملون مصاصاتهم ( البمبيليا) في جيوبهم، عندما يذهبون لزيارة احدهم، وهذا ادى لانزعاج شديد لدى السكان الاصليين حيث انهم يحدقون تجاه هذا الانسان بغضب وزعل شديدين وذلك لمن يحمل بمبيليا خاصة به في جيبه.
عند صناعة الكؤوس من الفضة سابقاً صنعت لكل كأس المصاصة الخاصة به اي كطقم لتجهيز وشرب المتة، عليهما الرسوم نفسها للمصنع نفسه، وقد كانت لكل طقم رسومه الخاصة. وهذه الطقوم قليلة جداً في الوقت الحاضر.
اما الـ / بافا/ فهو مثل اباريق الشاي، يحوي يداً لحمله عند اللزوم، وزلومة، وفيه يسخن الماء لتحضير شراب المتة ومعنى كلمة/بافا/ باللغة الارجنتينية القديمة الاسبانية هي نفسها معنى /بافا/ باللغة الروسية.
ومع مرور الوقت اخذ معنى بافا/ يتغير فبالروسي كلمة/ بافا/ تعني طير الطاووس المؤنث، وباللهجة العامية القديمة تعني المرأة ذات القوام الممشوق، وذات الخطوات الهادئة . أما في اللغة الاسبانية فتعني كلمة/ بافا/ طير الحبش المؤنث وباللهجة العامية تعني المرأة غير الجميلة وغير المتناسقة.
ان للبافا اي ابريق المتة زلومة تشبة رقبة انثى طير الحبش السمين، فعند الهنود تعني الـ /بافا/ الابريق الضروري وجوده في المطبخ.
تحضير شراب المتة ليس بالشيء اليسير والسهل، فبكل عائلة يوجد سر لتحضير هذا الشراب من المتة يورث من جيل الى جيل، لذلك يعتبر مشروباً بيتياً وعائلياً وليس مشروب المطاعم العادية اومطاعم الفنادق الفاخرة.
والان يوجد في العاصمة الارجنتينية بوينس ايرس مدرسة للتقاليد الشعبية، تدرب الجيل الجديد دورات تدريبية عن كيفية تحضير المتة، شرابهم المفضل وذلك لترسيخ هذه التقاليد اما اشكال هذا الشراب فهي:
1* الشراب المز: هو شراب الرجال، يقولون انه يجعل الانسان بحال الحزن يفكر بشكل افضل ليضع الحلول لمشاكله.
2* الشراب الحلو يتم بوضع قطعة سكر في الفم وليس في الكأس للمحافظة على مذاق وطعم الشراب.
3* أشكال اخرى للشراب: قد يضاف للمتة قشر ثمرة الليمون او البرتقال او مع اوراق المليسة او اوراق النعنع، او يضاف له الحليب( ابقار، ماعز) او يشرب مع السكر المكرمل، اومع القهوة، وقد يخلط مع صفار البيض دون البياض وقد تقدم المتة بعد غليها لتشرب مثل الشاي ولكن اوراقها تكون غير مقطعة بشكل ناعم.
قد يختلف شراب المتة كذلك حسب مكان تناوله فقد يكون:
1* في سرير النوم: فيسمى شراب النوم او السرير.
2* متة الركاب: اي تشرب المتةمن قبل رجال وهم على ظهور خيلهم.
3* متة التنزه: اي تشرب من قبل اناس وهم سائرون على اقدامهم.. الخ.
ومن خلال النظر لما سبق نجد انه من غير الممكن لاي ارجنتيني ان يتخلى عن متته وبالعادات والقانون الشعبي: ان من يحضر شراب المتة عليه اولا تذوقه وبعد ذلك يقدم للاخرين( اي مثل القهوة المرة عند العرب) ثم يبصق على الجهة اليمنى اوالجهة اليسرى من كتفيه وذلك لطرد الشياطين..
اما في حال الرغبة بتحضير المتة بشكل جيد فيجب ان لانقوم بصب الماء وهو بدرجة الغليان على مسحوق المتة مباشرة. بل يجب ان يكون ساخناً فقط، لان الماء المغلي يأخذ من هذا المسحوق كل عناصر الطعم والمذاق والرائحة ويخرب العناصر الغذائية بسرعة وبالتالي نحصل على مرة واحدة من الشراب اللذيذ. اما كيفية تناول الشراب فيتم ببطء وبتأن فنأخذ من 2*3 بلعات لكل كأس، بعدها يضاف الماء الساخن مرة اخرى ،وهكذا .. الخ حتى تفقد المتة طعمها وخواصها الاخرى شيئاً فشيئاً.
يعتمد الهنودعلى معرفة مدى سخونة الماء ليس فقط بالنظر او باللسان بل بالصوت،ولاجل ذلك يؤخذ ابريق الشاي عن النار ويصب الماء الساخن على الارض فيحدث صوت انفجار يؤدي لطرطشة الماء وهذا الصوت كلما كان شديداً دل على سخونة الماء وبالتالي يحددون سخونة الماء المناسبة لصبه على المتة للحصول على الشراب المرغوب.
* أما سخونة او برودة الماء الذي يضاف لمسحوق المتة فله دلالته فلو أضيف ماء بارد او مغلي دل ذلك على معان سيئة ورديئة، وذلك دون توجيه اي كلمة الى الانسان الاخر الذي تكرهه والجالس معك، وهذه المعاني تتلخص بـ:
* عند تحضير الفتاة للشاب الذي اتى لزيارتهم شراب متة لذيذاً له رغوة ورائحة لذيذة فهذا يدل على انها تحبه* واذا كان هذا الشراب في قمة السخونة، فهذا دلالة على انها تحبه جداً وهي ولعانة ومتعلقة بحبه، اما لوكان هذا الشراب ناتجاً عن اضافة ماء بدرجة الغليان فهذا يعني ان تلك الفتاة تريد حرق لسان هذا الشاب وانها تريده ان لايذكرها ابداً ولاتريد حتى رؤيته نهائياً، اما لوكان الشراب بارداً فذلك يدل على انها تحتقره، والشراب الحلو المذاق اي عندما توضع قطعة سكر بجانب كأس المتة، فتعني هذه الفتاة انه على هذا الشاب ان يطلبها بسرعة من اهلها، ولو كان الشراب بطعم البرتقال فهذا يدل على ان الفتاة تريد من الشاب ان يأتي اليها فهي تنتظره، والشراب مع القرفة يعني كذلك ان الفتاة التي تقدم الشراب تفكر بهذا الشاب الذي اعجبها، وعندما تقدم مع شراب المتة سكر مكرمل دل ذلك على ان هذه الفتاة تريد القول انها زعلانة كثيراً لانه شاب بكلامه اصبح مزعجاً وغيرمريح. اما عندنا في بعض من الدول العربية( سورية، لبنان، فلسطين) حيث المهاجرون الى امريكا اللاتينية، انتشرت المتة واصبحت شراباً يحتل المرتبة الاولى قبل القهوة والشاي، ليشرب اثناء العمل والدراسة وفي اوقات الفراغ، ويقدم للضيوف بشكل مستمر، وأخذ حيزاً كبيراً من مطبخ كل انسان في تلك المناطق، لاسيما المناطق الساحلية السورية. أما علب المتة باختلاف انواعها واشكالها فهي موجودة عند كل البائعين( بقالية، مكتبة، محال، البسة..) حتى في الصيدليات.وكثيراً ممن يشربون شراب المتة لايعرفون شيئاً عن فوائده او مضاره فمنهم من يظن ان لايحمل اي فائدة ومسحوق المتة عبارة عن قش جاف لافائدة منه. ان المتة المستهلكة عندنا ذات نوعية منخفضة لكثرة العيدان فيها، وهي التي تقسم الورقة لنصفين، حيث نحن نستهلك الجزء الخلفي للورقة من ناحية اتصالها بفرعها.
من خلال الدراسات الاستقصائية والتجريبية يمكن ان نجمل أهم الخواص التي يتمتع بها شراب المتة، فنحن نعرف انه قبل استعمال اوراق المتة يتم تجفيفها بسرعة بصوان على لهب ثم تحميصها لقتل انزيمات التخمر والحفاظ على اللون الاخضر من ان يتحول الى اسود عند التجفيف الطبيعي، ثم تجرش، وتعبأ في عبوات خاصة كالعبوات المعروفة في بلادنا حيث تصبح جاهزة للاستعمال يستعمل منقوع المتة الساخن الذي قد يحلى قليلاً بالسكر بديلاً للشاي والقهوة في عدم الشعور بالعطش ويزيد من الحركات التقلصية للامعاء ( قرقعة البطن صباحاً عند مدمنيها)، ونتيجة لاحتواء الاوراق على قلويد الكافئين فإن استعمالها يؤدي الى تنبيه الجملة العصبية المركزية مشابهة بذلك للتأثير الناتج عن شرب القهوة و الشاي. ومن خلال حضوري لكثير من المؤتمرات العلمية التي تهتم بالنباتات الطبية و العطرية، والمناقشات التي تتم في هامش تلك المؤتمرات، طرح موضوع فوائد ومضار المتة، وقد قمت بدراسات احصائية في المناطق التي يستعمل فيها منقوع المتة الساخن كشراب واسع الانتشار لاسيمافي سورية ولبنان* ووجدت وبنسبة عالية ان له يعود بعض مسببات( الالتهابات البولية* الرمال البولية* والحصاة الكلسية خاصة،..) والتي لاتخلو منها عائلة تقريباً وخاصة بساحلنا السوري، مع احتوائه على بعض المغذيات والفيتامينات(b,e,a,c) والتي يفتقر بها مسحوق المتة المباع عندنا فهو من النصف الخلفي للورقة كما ذكرت سابقاً وكذلك العناصر المعدنية مثل الحديد والمغنزيوم وعلى رأسيهما عنصر البوتاسيوم والكالسيوم اما عن علاقة المتةبالاصابة بالسرطانات المختلفة( المثانة، البلعوم، الجهاز الهضمي..) فهي مجرد دراسات اولية غير مثبت صحتها حتى الان.
اما الانتاج فيصل احياناً في الارجنتين حتى حوالي 100000 طن، الارغواي 18000 طن ، تشيلي 7000 طن وهكذا..
واخيراً وليس آخراً* ان المتة هل تفرق؟ او توحد الانسان؟ سؤال مهم تسأله هذه الشجرة العظيمة المقدسة عند الهنود الحمر، واذا جربته وشربته في بيت وكان شراباً لذيذاً فدائماً ستعود الى ذلك البيت الذي ستكن له أجمل الذكريات والامنيات.
هل هناك انواع أخرى من المته؟
جزء من النص محذوف................
.
تقدم "المتة" في كأس صغيرة تملأ حتى النصف بهذه النبتة، وتشرب عن طريق مصاص حديدي له ثقوب في أسفله، يساعد على مرور الماء الفاتر المضاف إليها، بعضهم يفضلها مع السكر، والبعض الآخر مع البابونج أو النعناع وبعضهم يستبدل الماء الفاتر بالحليب.
ويقتصر شرب المتة على المنازل، لصعوبة الحفاظ على درجة حرارة المياه الفاترة، وكثرة ما تتطلبه المتة من تجديد وإعادة تعبئة في الكأس، إلا أن مقهى وحيدا في دمشق تخطى هذه العقبة وبدأ بتقديمها لزبائنه.
يقول عاصم سيدا مدير مطعم النخيل في دمشق " ظهرت المتة منذ عشرين سنة ، وهناك كثيرون يحبون تناولها، ورغم صعوبة تقديمها في المقاهي، إلا أننا استطعنا إيجاد طريقة لتقديم المياه الفاترة بين الحين والآخر للزبون، للمحافظة على نكهتها وعدم إتلافها"، مشيرا إلى أن أغلب شاربي المتة من أهل مدن السلمية والقلمون والساحل والسويداء ومنطقة الغاب، وهي معروفة بتهدئة الأعصاب وتخفيف القلق.
وعن طريقة تقديمها قال "تقدم المتة بعدة أشكال، فهناك المتة السادة والمتة مع البابونج والنعناع والخلطات العشبية والحليب"، مشيرا إلى أن سعر "الضرب" الطلب الواحد 35 ليرة سورية أي أقل من دولار واحد)، ويشمل الضرب تقديم كأس المتة الصغيرة مع المصاص وإبريق يمكن تسخينه مرارا.
ويقول محمد النحلاوي (أحد تجار المتة ومستلزماتها في دمشق) "للمتة كأس خاصة مصنوعة من الخشب يسمى (الجوزة) ، ويصنع من نبات القرع، حيث يجفف بعد أن ينضج ويصبح قاسيا، ثم يفرغ من داخله، ويضاف إليه السكر والفحم والماء، ويرج جيدا، وبعد تنظيفه يصبح جاهزا للاستخدام ، وكانت الجوزة قديما تصنع في الصين خصيصا لسوريا ومنها إلى لبنان".
وأضاف النحلاوي "الطريف في الأمر أن السائحين يقبلون على شراء مستلزمات المتة بالكامل وشربها حسب تقاليدها وأصولها، خاصة بعد أن يتعرفوا على فوائدها، وبعضهم يعرفها جيدا خاصة أهل الأرجنتين، وهي بلد المنشأ لهذه النبتة وسكان بلاد أمريكا الجنوبية، وتسمى عندهم بنفس الاسم (متة) ، ويشربونها بنفس الطريقة ، باعتبارها أفضل من الشاي، خاصة وأنها تساعد على غسل الأمعاء والقضاء على الرمل وتفتيت الحصى في المرارة والكلية، إضافة إلى أن الإكثار منها لا يؤدي إلى توتر الأعصاب كما يحدث في الشاي، كما أنها تمنع ظهور الكرش وتذيبه عند من يعانون منه".
ويقول الدكتور فارس هلال (طبيب تغذية واختصاصي بالمعالجة العشبية) "يعود تاريخ اكتشاف المتة إلى أزمنة قديمة جدا، فهي تعاصر فترة ظهور الشاي، وأصل منبتها في أمريكا الجنوبية، وتصلنا حاليا من الأرجنتين التي تعتبر أكثر الدول تصديرا لها، وقد وصلت إلى سوريا عن طريق المغتربين الذين قدموا من تلك البلاد".
وأضاف الدكتور هلال: "عشبة المتة عبارة عن ساق رفيعة حولها أوراق، ويتم قطف الساق كاملا ما عدا الجذر وطحنه، وتختلف نكهاتها بحسب طريقة إعدادها في المعمل أو المختبر، وتعقم عن طريق صعقة الغاز كباقي الأعشاب كي لا تفقد خواصها العلاجية، ثم تغلف بإحكام لعدم تعريضها للضوء، وبعد تفريغها من الهواء تصبح جاهزة للاستخدام وللحفظ فترات طويلة، ويتم تناول المتة عن طريق النقع في مياه فاترة درجة حرارتها 80 درجة مئوية ثم تشرب"، مشيرا إلى أن إضافة الماء المغلي يفقد المتة عناصرها الدوائية.
وعن الخواص العلاجية للمتة يقول الدكتور هلال"من خواص المتة إدرار البول، والمساعدة على التنبيه، ولكنها أقل تركيزا من باقي الأعشاب في خواصها، فهي مدرة قليلا ومنبهاتها أقل من الشاي والقهوة، لذا يمكن اعتبارها النبتة الوسط، فهي تحتوي على مجمل الخواص العلاجية، ولكن بنسب وسطية، ما يسبب فعاليتها العلاجية ، لذا تجدها مرغوبة من قبل المستهلكين، وغير مستخدمة في المختبرات في صناعة الأدوية".
وأشار الدكتور هلال إلى أن من مميزاتها أنها مدرة للبول ومدرة أيضا للحليب لدى المرضعات، ومنبهة، وتعمل على تفتيح الذهن، وتخفف الشهية للطعام، وتساعد على تخفيف الوزن، كما أنها مفيدة بالنسبة للمدخنين، حيث تعمل على تطهير مجاري التنفس .
وأوضح اختصاصي المعالجة العشبية أن الاستخدام المتكرر للمتة يسبب نوعا من التعود كالتعود على شرب الشاي والقهوة، وفي بعض الحالات العلاجية النادرة والمقتصرة فقط على الاستخدام الطبي يمكن وضع وريقات المتة على لوح حامٍ واستنشاق الدخان المتصاعد منها ، ويكون لذلك نفس التأثير في حالة الشرب.
هدية تأتي من الأرجنتين فما هي؟
يشربه الجميع من المحافظ حتى أفقر الناس وذلك بالأرجنتين . يحبه الأرجنتينيون وهو الشراب الانفع، فهومادة غذائية غنية بفيتامين/c/ تحوي مواد منبهة، هكذا يقال عندهم.
اعتقد الهنود الحمر المسمون/ هواراني/ ان هذا الشراب المدعو النبيذ يقوي الجسم، وبذلك استهلكوه كأي نبات طبي آخر.
وفي الأرجنتين يسمى شراب الرجال(أو) الهاوتشو الأرجنتيني/ فاستهلكوا في غذائهم: فقط اللحم والمتة، ولم يمرضوا اويصابوا بأي عرض من أعراض نقص الفيتامينات وهذا ماكان سابقاً.
الشجرة التي تعطي المتة تسمى شجرة /بادوب/
المسماة لاتينياًilexparaguariensis، او تسمى ايضاً شاي الجزويتparyuaytea يعتبر موطنها الاصلي امريكا الجنوبية( الارجنتين، البرازيل، البراغواي) وتنمو بكثرة في شمال الارجنتين، كذلك في جنوب البرازيل والبراغواي، وهي عبارة عن شجرة يصل ارتفاعها الاعظمي حتى /8/ أمتار وليس كما يذكر 15 متراَ، الاوراق بيضوية مسننة الحافة جلدية القوام، طعمها مرورائحتها عطرة، الازهار بيضاء اللون، الثمرة صغيرة حمراء اللون. من أوراقها تعطي الانتاج المطلوب، حيث ان الاوراق تقطف من الاشجار بعمر أربع سنوات على الاقل. وتحتوي هذه الاوراق على المكونات الفعالة التالية من خلال الدراسة التحليلية المخبرية بالمتوسط( قلويد الكافيئين بنسبة 35،0% *7،1%، كما تحتوي قليلاً من الثيوبرومين واثاراً من الثيوفيلين، وتحتوي ايضاً على مواد عفصية بنسبة 4*16 % بشكل حمضي ومكونات اخرى..»
ان الاسبان عرفوا شجرة المتة في البراغواي وذلك في اواسط القرن السادس عشر، وهذا موثق في الوثائق القديمة واول من جرب شراب المتة هم/ الايزويتي/ الذين نشروا الديانة المسيحية كمبشرين في امريكا الجنوبية/ العالم الجديد.. في الاول كان شراب المتة طعمه وشكله غير عادي، لذلك رفضوه، بعدها لوحق كل من يتناول او يشرب المتة، وسمي الذين تعودوا على تناول المتة منذ القديم بعبدة الشيطان، وفسروا ذلك بأنه يستدعي الشيطان من خلال صوت الوشوشة، واستمرت الملاحقة حتى اصبحت تجارة المتة مسموحة ورابحة في ايدي الايزويتي الاسبان ..بعدها تم تطوير صناعة وتجارة المتة، فكان الهنود يجمعونها ثم يحضرون الاوراق ليجففوها ويطحنوها.
اعتقد الرهبان الاوائل ان مادة المتة هي عشب مجفف وليس اوراق اشجار تم تجفيفها وطحنها، فمنهم قديماً من تناوله كشراب الشاي، اما لفظه فكان بالصيني/ تشا/ وبالبرتغالي/ شا/ وبالاهواراني / كا/. اما التسمية العشبية( تي*د يل، ماته )فهي التسمية الحالية للمتة، اما التسمية العشبية/ جيربا/ فقد جاءت من الهواراني وانتقلت الى الاسبان، وكلمة ماتة اتت من جذور لغة اخرى لشعب يدعى/ كاتشوا/ وهذا ماعرفه الايزويتي من هذه اللغة، وهذه التسمية التي عرفها ونقلها الايزويتي/
من لغات شعب الهنود الحمر ( الاهواراني) صعبة اللفظ وتعني شيئاً غير مستحب للاسبان، لذلك حذفت تسمية/ جيربا/ ووضعت تسمية اخرى/ متة ،وكلمة/ متة/ تعني حجم/ سعة/ او كأساً ومع مرور العصور اصبحت تسمية/ متة/ واسعة الانتشار.
التقيت مع اخ لمنتج ومصنع للمتة وهو/ خوسيه مورينو عندما كنا ندرس معاً في بلد الايفاد/ حيث وضع امامي عدداً من الكؤوس التي تشرب فيها المتة، وهي من ثمار القرع ان الكؤوس التقليدية لتجهيز شراب المتة هي من ثمار تشبه القرع تسمى( قرع القارورة )او قرع الزجاجة* وتسمى عندهم ثمار لاهينارية.
حيث ان كلمة/ لاهينارية/ تعني القارورة ثم بعد ذلك صنعت كؤوس المتة من مواد اخرى مثل: قرون الابقار، ثمار جوز الهند، خزف، بورسلان، خشب، بلاستيك، معدن، فضة.. اما الكؤوس المصنوعة من الذهب فهي قليلة جداً. والكؤوس الفضية موجودة بالمتاحف وفي البيوت الغنية، وعند محبي جمع التحف القديمة، وقد نجد على بعضها رسوماً رائعة كأشكال الطيور كالبجع والنعام او كأشكال آلات موسيقية مثل الكيتار، وقديماً وضع على كؤوس المتة اجراس، لاستدعاد الخدم عندما يريد مالكهم شرب المتة، وذلك لتحضير الشراب، او قد يكون الكأس على شكل صندوق عند فتحه يعزف موسيقا مثل الحان / الفالس او الحان /بولكا/ او موسيقا شعبية من تقاليد شعب امريكا الجنوبية، حيث ان هذه الكؤوس تهدى بالمناسبات والاعياد. والذ انواع شراب المتة هي المحضرة في كؤوس عادية من ثمار القرع لان سطح القرع الاسفنجي الداخلي يعطي منقوع المتة او شرابه طعماً لذيذاً اخر وليس فقط كأس المتة المصنوع من ثمار القرع يجب توفر مايسمى (بمبيليا)و(بافا) وبمبيليا تعني: أنبوب المتة التي استبدلت لاحقاً من انبوب خشبي صنع من عشب طبيعي يشبه عندنا نبات القصب الى انبوب معدني في نهايته السفلى انتفاخ على شكل فلتر مثقب، وذلك لمص وشرب شراب المتة فقط.وعندما يبدأ الشراب تنتقل هذه المصاصة من يدالى يد اخرى وذلك لشرب المتة، ولهذه العادة اهمية كبيرة عند الهنود الحمر، فهي تعني السلام مثل تدخين التبغ بالغليون الواحد من قبل جميع الحضور، وذلك عند عقد اتفاقيات السلام سابقاً بين قبائل الهنود الحمر فهي مشابهة عند العرب بشراب القهوة المرة. وهذه العادة اي استعمال بمبيليا واحدة كانت تعد مفاجأة كبيرة للمهاجرين الجدد الذين اتوا الى امريكا الجنوبية من دول مختلفة، ولتغيير هذه العادة بدأ المهاجرون الاوروبيون الاوائل يحملون مصاصاتهم ( البمبيليا) في جيوبهم، عندما يذهبون لزيارة احدهم، وهذا ادى لانزعاج شديد لدى السكان الاصليين حيث انهم يحدقون تجاه هذا الانسان بغضب وزعل شديدين وذلك لمن يحمل بمبيليا خاصة به في جيبه.
عند صناعة الكؤوس من الفضة سابقاً صنعت لكل كأس المصاصة الخاصة به اي كطقم لتجهيز وشرب المتة، عليهما الرسوم نفسها للمصنع نفسه، وقد كانت لكل طقم رسومه الخاصة. وهذه الطقوم قليلة جداً في الوقت الحاضر.
اما الـ / بافا/ فهو مثل اباريق الشاي، يحوي يداً لحمله عند اللزوم، وزلومة، وفيه يسخن الماء لتحضير شراب المتة ومعنى كلمة/بافا/ باللغة الارجنتينية القديمة الاسبانية هي نفسها معنى /بافا/ باللغة الروسية.
ومع مرور الوقت اخذ معنى بافا/ يتغير فبالروسي كلمة/ بافا/ تعني طير الطاووس المؤنث، وباللهجة العامية القديمة تعني المرأة ذات القوام الممشوق، وذات الخطوات الهادئة . أما في اللغة الاسبانية فتعني كلمة/ بافا/ طير الحبش المؤنث وباللهجة العامية تعني المرأة غير الجميلة وغير المتناسقة.
ان للبافا اي ابريق المتة زلومة تشبة رقبة انثى طير الحبش السمين، فعند الهنود تعني الـ /بافا/ الابريق الضروري وجوده في المطبخ.
تحضير شراب المتة ليس بالشيء اليسير والسهل، فبكل عائلة يوجد سر لتحضير هذا الشراب من المتة يورث من جيل الى جيل، لذلك يعتبر مشروباً بيتياً وعائلياً وليس مشروب المطاعم العادية اومطاعم الفنادق الفاخرة.
والان يوجد في العاصمة الارجنتينية بوينس ايرس مدرسة للتقاليد الشعبية، تدرب الجيل الجديد دورات تدريبية عن كيفية تحضير المتة، شرابهم المفضل وذلك لترسيخ هذه التقاليد اما اشكال هذا الشراب فهي:
1* الشراب المز: هو شراب الرجال، يقولون انه يجعل الانسان بحال الحزن يفكر بشكل افضل ليضع الحلول لمشاكله.
2* الشراب الحلو يتم بوضع قطعة سكر في الفم وليس في الكأس للمحافظة على مذاق وطعم الشراب.
3* أشكال اخرى للشراب: قد يضاف للمتة قشر ثمرة الليمون او البرتقال او مع اوراق المليسة او اوراق النعنع، او يضاف له الحليب( ابقار، ماعز) او يشرب مع السكر المكرمل، اومع القهوة، وقد يخلط مع صفار البيض دون البياض وقد تقدم المتة بعد غليها لتشرب مثل الشاي ولكن اوراقها تكون غير مقطعة بشكل ناعم.
قد يختلف شراب المتة كذلك حسب مكان تناوله فقد يكون:
1* في سرير النوم: فيسمى شراب النوم او السرير.
2* متة الركاب: اي تشرب المتةمن قبل رجال وهم على ظهور خيلهم.
3* متة التنزه: اي تشرب من قبل اناس وهم سائرون على اقدامهم.. الخ.
ومن خلال النظر لما سبق نجد انه من غير الممكن لاي ارجنتيني ان يتخلى عن متته وبالعادات والقانون الشعبي: ان من يحضر شراب المتة عليه اولا تذوقه وبعد ذلك يقدم للاخرين( اي مثل القهوة المرة عند العرب) ثم يبصق على الجهة اليمنى اوالجهة اليسرى من كتفيه وذلك لطرد الشياطين..
اما في حال الرغبة بتحضير المتة بشكل جيد فيجب ان لانقوم بصب الماء وهو بدرجة الغليان على مسحوق المتة مباشرة. بل يجب ان يكون ساخناً فقط، لان الماء المغلي يأخذ من هذا المسحوق كل عناصر الطعم والمذاق والرائحة ويخرب العناصر الغذائية بسرعة وبالتالي نحصل على مرة واحدة من الشراب اللذيذ. اما كيفية تناول الشراب فيتم ببطء وبتأن فنأخذ من 2*3 بلعات لكل كأس، بعدها يضاف الماء الساخن مرة اخرى ،وهكذا .. الخ حتى تفقد المتة طعمها وخواصها الاخرى شيئاً فشيئاً.
يعتمد الهنودعلى معرفة مدى سخونة الماء ليس فقط بالنظر او باللسان بل بالصوت،ولاجل ذلك يؤخذ ابريق الشاي عن النار ويصب الماء الساخن على الارض فيحدث صوت انفجار يؤدي لطرطشة الماء وهذا الصوت كلما كان شديداً دل على سخونة الماء وبالتالي يحددون سخونة الماء المناسبة لصبه على المتة للحصول على الشراب المرغوب.
* أما سخونة او برودة الماء الذي يضاف لمسحوق المتة فله دلالته فلو أضيف ماء بارد او مغلي دل ذلك على معان سيئة ورديئة، وذلك دون توجيه اي كلمة الى الانسان الاخر الذي تكرهه والجالس معك، وهذه المعاني تتلخص بـ:
* عند تحضير الفتاة للشاب الذي اتى لزيارتهم شراب متة لذيذاً له رغوة ورائحة لذيذة فهذا يدل على انها تحبه* واذا كان هذا الشراب في قمة السخونة، فهذا دلالة على انها تحبه جداً وهي ولعانة ومتعلقة بحبه، اما لوكان هذا الشراب ناتجاً عن اضافة ماء بدرجة الغليان فهذا يعني ان تلك الفتاة تريد حرق لسان هذا الشاب وانها تريده ان لايذكرها ابداً ولاتريد حتى رؤيته نهائياً، اما لوكان الشراب بارداً فذلك يدل على انها تحتقره، والشراب الحلو المذاق اي عندما توضع قطعة سكر بجانب كأس المتة، فتعني هذه الفتاة انه على هذا الشاب ان يطلبها بسرعة من اهلها، ولو كان الشراب بطعم البرتقال فهذا يدل على ان الفتاة تريد من الشاب ان يأتي اليها فهي تنتظره، والشراب مع القرفة يعني كذلك ان الفتاة التي تقدم الشراب تفكر بهذا الشاب الذي اعجبها، وعندما تقدم مع شراب المتة سكر مكرمل دل ذلك على ان هذه الفتاة تريد القول انها زعلانة كثيراً لانه شاب بكلامه اصبح مزعجاً وغيرمريح. اما عندنا في بعض من الدول العربية( سورية، لبنان، فلسطين) حيث المهاجرون الى امريكا اللاتينية، انتشرت المتة واصبحت شراباً يحتل المرتبة الاولى قبل القهوة والشاي، ليشرب اثناء العمل والدراسة وفي اوقات الفراغ، ويقدم للضيوف بشكل مستمر، وأخذ حيزاً كبيراً من مطبخ كل انسان في تلك المناطق، لاسيما المناطق الساحلية السورية. أما علب المتة باختلاف انواعها واشكالها فهي موجودة عند كل البائعين( بقالية، مكتبة، محال، البسة..) حتى في الصيدليات.وكثيراً ممن يشربون شراب المتة لايعرفون شيئاً عن فوائده او مضاره فمنهم من يظن ان لايحمل اي فائدة ومسحوق المتة عبارة عن قش جاف لافائدة منه. ان المتة المستهلكة عندنا ذات نوعية منخفضة لكثرة العيدان فيها، وهي التي تقسم الورقة لنصفين، حيث نحن نستهلك الجزء الخلفي للورقة من ناحية اتصالها بفرعها.
من خلال الدراسات الاستقصائية والتجريبية يمكن ان نجمل أهم الخواص التي يتمتع بها شراب المتة، فنحن نعرف انه قبل استعمال اوراق المتة يتم تجفيفها بسرعة بصوان على لهب ثم تحميصها لقتل انزيمات التخمر والحفاظ على اللون الاخضر من ان يتحول الى اسود عند التجفيف الطبيعي، ثم تجرش، وتعبأ في عبوات خاصة كالعبوات المعروفة في بلادنا حيث تصبح جاهزة للاستعمال يستعمل منقوع المتة الساخن الذي قد يحلى قليلاً بالسكر بديلاً للشاي والقهوة في عدم الشعور بالعطش ويزيد من الحركات التقلصية للامعاء ( قرقعة البطن صباحاً عند مدمنيها)، ونتيجة لاحتواء الاوراق على قلويد الكافئين فإن استعمالها يؤدي الى تنبيه الجملة العصبية المركزية مشابهة بذلك للتأثير الناتج عن شرب القهوة و الشاي. ومن خلال حضوري لكثير من المؤتمرات العلمية التي تهتم بالنباتات الطبية و العطرية، والمناقشات التي تتم في هامش تلك المؤتمرات، طرح موضوع فوائد ومضار المتة، وقد قمت بدراسات احصائية في المناطق التي يستعمل فيها منقوع المتة الساخن كشراب واسع الانتشار لاسيمافي سورية ولبنان* ووجدت وبنسبة عالية ان له يعود بعض مسببات( الالتهابات البولية* الرمال البولية* والحصاة الكلسية خاصة،..) والتي لاتخلو منها عائلة تقريباً وخاصة بساحلنا السوري، مع احتوائه على بعض المغذيات والفيتامينات(b,e,a,c) والتي يفتقر بها مسحوق المتة المباع عندنا فهو من النصف الخلفي للورقة كما ذكرت سابقاً وكذلك العناصر المعدنية مثل الحديد والمغنزيوم وعلى رأسيهما عنصر البوتاسيوم والكالسيوم اما عن علاقة المتةبالاصابة بالسرطانات المختلفة( المثانة، البلعوم، الجهاز الهضمي..) فهي مجرد دراسات اولية غير مثبت صحتها حتى الان.
اما الانتاج فيصل احياناً في الارجنتين حتى حوالي 100000 طن، الارغواي 18000 طن ، تشيلي 7000 طن وهكذا..
واخيراً وليس آخراً* ان المتة هل تفرق؟ او توحد الانسان؟ سؤال مهم تسأله هذه الشجرة العظيمة المقدسة عند الهنود الحمر، واذا جربته وشربته في بيت وكان شراباً لذيذاً فدائماً ستعود الى ذلك البيت الذي ستكن له أجمل الذكريات والامنيات.
هل هناك انواع أخرى من المته؟
جزء من النص محذوف................
.