بعد طول انتظار
أخيراً ... وصل القطار
صعدت المرأة متعبة وأظهرت تذكرتها للمساعد الذي أرشدها لحجرتها
دخلتها وجلست على مقعدها تطالع منظر المحطة والركاب الذين فيها, كانت الحجرة في الدرجة الأولى تحتوي على معقدين متقابلين وفي الجهة المقابلة للباب تمتد على عرض الغرفة نافذة زجاجية لتمتع الناظر من خلالها بالمناظر الجميلة على طول الطريق للمدينة التالية.
قبيل انطلاق القطار بلحظات سمعت صرير باب الحجرة يفتح ليدخل شاب في عشرينياته يحمل موبايله وكمبيوتره المحمول ومفكرته وبعض الكتب التي نثرها على المقعد الفارغ
نظرت إليه المرأة الخمسينية وقالت في نفسها : يا الله , شو هالحظ اللي علي , من بين كل الركاب المنتظرين بالمحطة ما بيشاركني هالحجرة غير هالغليظ المغرور!!!!
سلم عليها وجلس
ردت السلام وهي تتذكر ساعات الانتظار الخمسة التي قضتها في المحطة وكيف أن هذا الشاب صدف أن جلس إلى جانبها على مقاعد الانتظار وبدأ بسيل من الأسئلة التي لاتنتهي ولا يربطها ببعضها سوى أنها صادرة من نفس الفم الذي لا يكاد أن ينغلق حتى يفتح ثانية بجملة استفهامية أو موضوع ينم عن غروره بمعرفته الزائدة عن العادة
في محطة الانتظار استطاعت التملص منه ولكنها الآن حبيسة بنفس الحجرة معه
أدارت وجهها إلى النافذة وأخذت تطالع المدينة والقطار يغادرها ويدخل السهول الخضراء المزهرة
ساد الصمت لدقائق ثم ما لبث أن بدأ الشاب بسيل الأسئلة نفسها:
هل تعرفين أن سرعة القطار الآن هي 50 كيلومتر بالساعة ؟
هل أنت متزوجة؟
كم لديك من الأولاد؟
أنا اعرف كل شيء عن هذا القطار, هل تعرفين أي نوع من الوقود يستخدم ؟
لماذا تسافرين وحدك؟
و
و
و
وغيرها من الأسئلة وعرض العضلات على انه اينشتاين زمانو
لم تلتفت إليه وإنما أظهرت لا مبالاتها بما يقول بإبقاء وجهها موجها تلقاء النافذة بانتظار الفرج
دق باب الحجرة ,فتنهدت " لعله الفرج"
دخل المساعد لتفقد التذاكر فسألته عن إمكانية تبديل الحجرة فأخبرها بعدم إمكانية ذلك
بعد خروجه أعادت نظراتها نحو الزجاج مستاءة
قال الشاب: مارأيك أن نلعب لعبة , أنا أسألك سؤالا , فإذا عرفت الجواب أعطيك خمسين ليرة وان لم تعرفيه تعطيني خمسين ليرة
ثم يأتي دورك فتسأليني سؤالا : فإن عرفته تعطيني خمسين ليرة, وان لم اعرفه أعطيك خمسمائة ليرة (قالها واثقا انه لايمكن أي يصعب عليه سؤال)
استدارت نحوه مهتمة وابتسمت ابتسامة غريبة وقالت له ابدأ!!!!
سألها: ما هو اكبر شيء في العالم ؟
قبل أن يكمل أخرجت خمسين ليرة من محفظتها وأعطته إياها وقالت: لا أعرف, جاء دوري
سألته: من هو الحيوان الذي يصعد الجبل بأربعة أرجل وينزل الجبل برجلين اثنتين فقط؟؟
فكر
وفكر
وفكر
فتح الكمبيوتر , بحث في مفكرته , اتصل بأصدقائه دون جدوى.
ناولها خمسمائة ليرة وقال: لا أعرف, جاء دوري
ماهو جواب سؤالك ؟
بسرعة
أعطته خمسين ليرة وهي ضاحكة وقالت: لااااااااااااااااا أعرف !!!!!!
وعادت لمطالعة المناظر الخلابة من النافذة بعد أن ساد الصمت أرجاء الحجرة
_
أخيراً ... وصل القطار
صعدت المرأة متعبة وأظهرت تذكرتها للمساعد الذي أرشدها لحجرتها
دخلتها وجلست على مقعدها تطالع منظر المحطة والركاب الذين فيها, كانت الحجرة في الدرجة الأولى تحتوي على معقدين متقابلين وفي الجهة المقابلة للباب تمتد على عرض الغرفة نافذة زجاجية لتمتع الناظر من خلالها بالمناظر الجميلة على طول الطريق للمدينة التالية.
قبيل انطلاق القطار بلحظات سمعت صرير باب الحجرة يفتح ليدخل شاب في عشرينياته يحمل موبايله وكمبيوتره المحمول ومفكرته وبعض الكتب التي نثرها على المقعد الفارغ
نظرت إليه المرأة الخمسينية وقالت في نفسها : يا الله , شو هالحظ اللي علي , من بين كل الركاب المنتظرين بالمحطة ما بيشاركني هالحجرة غير هالغليظ المغرور!!!!
سلم عليها وجلس
ردت السلام وهي تتذكر ساعات الانتظار الخمسة التي قضتها في المحطة وكيف أن هذا الشاب صدف أن جلس إلى جانبها على مقاعد الانتظار وبدأ بسيل من الأسئلة التي لاتنتهي ولا يربطها ببعضها سوى أنها صادرة من نفس الفم الذي لا يكاد أن ينغلق حتى يفتح ثانية بجملة استفهامية أو موضوع ينم عن غروره بمعرفته الزائدة عن العادة
في محطة الانتظار استطاعت التملص منه ولكنها الآن حبيسة بنفس الحجرة معه
أدارت وجهها إلى النافذة وأخذت تطالع المدينة والقطار يغادرها ويدخل السهول الخضراء المزهرة
ساد الصمت لدقائق ثم ما لبث أن بدأ الشاب بسيل الأسئلة نفسها:
هل تعرفين أن سرعة القطار الآن هي 50 كيلومتر بالساعة ؟
هل أنت متزوجة؟
كم لديك من الأولاد؟
أنا اعرف كل شيء عن هذا القطار, هل تعرفين أي نوع من الوقود يستخدم ؟
لماذا تسافرين وحدك؟
و
و
و
وغيرها من الأسئلة وعرض العضلات على انه اينشتاين زمانو
لم تلتفت إليه وإنما أظهرت لا مبالاتها بما يقول بإبقاء وجهها موجها تلقاء النافذة بانتظار الفرج
دق باب الحجرة ,فتنهدت " لعله الفرج"
دخل المساعد لتفقد التذاكر فسألته عن إمكانية تبديل الحجرة فأخبرها بعدم إمكانية ذلك
بعد خروجه أعادت نظراتها نحو الزجاج مستاءة
قال الشاب: مارأيك أن نلعب لعبة , أنا أسألك سؤالا , فإذا عرفت الجواب أعطيك خمسين ليرة وان لم تعرفيه تعطيني خمسين ليرة
ثم يأتي دورك فتسأليني سؤالا : فإن عرفته تعطيني خمسين ليرة, وان لم اعرفه أعطيك خمسمائة ليرة (قالها واثقا انه لايمكن أي يصعب عليه سؤال)
استدارت نحوه مهتمة وابتسمت ابتسامة غريبة وقالت له ابدأ!!!!
سألها: ما هو اكبر شيء في العالم ؟
قبل أن يكمل أخرجت خمسين ليرة من محفظتها وأعطته إياها وقالت: لا أعرف, جاء دوري
سألته: من هو الحيوان الذي يصعد الجبل بأربعة أرجل وينزل الجبل برجلين اثنتين فقط؟؟
فكر
وفكر
وفكر
فتح الكمبيوتر , بحث في مفكرته , اتصل بأصدقائه دون جدوى.
ناولها خمسمائة ليرة وقال: لا أعرف, جاء دوري
ماهو جواب سؤالك ؟
بسرعة
أعطته خمسين ليرة وهي ضاحكة وقالت: لااااااااااااااااا أعرف !!!!!!
وعادت لمطالعة المناظر الخلابة من النافذة بعد أن ساد الصمت أرجاء الحجرة
_