سلمية
يزين قلوب أبنائها قول الامام علي ابن ابي طالب : لاغنى كالعقل و لا فقر كالجهل و لا ميراث كالأدب .
وهي قانعة بقول الامام علي أيضا : شر عيوبنا اهتمامنا بعيوب الناس .
لكنها مدينة لا ترحم أبناءها ان لم يتابعوا تعليمهم . قد يتفق أبناؤها على محبة محمد الماغوط و فايز خضور وعلي الجندي و أنور الجندي لكنهم يختلفون في السياسة : فماركس هناك مازال يحاور أنطون سعاده .
يختلفون لأنهم يحللون كثيرا و يقرؤون و يتابعون .
و حسب تقديرات د. ابراهيم فاضل الاحصائية فإن عدد سكانها نحو مئتين و عشرون ألف نسمة , من ضمنهم مئة ألف طالب و طالبة , و خمسة ألاف مدرس و معلم , و الف و مئتا قانوني و ستمئة مهندس و ثلاثمئة طبيب . و لا يخلوا بيت من فيلسوف أو كاتب أو شاعر أو رسام أو نحات أو رياضي أو حاسوبي صاعد .
يشربون المته بنهم , و يخلطونها بالسياسة و الشعر , يتحاورون في أمور البلد كأنهم يتحدثون عن شؤن بيوتهم و أبنائهم .
قالت الأديبة أنيسة عبود في وصفها حين وصلت لم أعرف كيف أبدأ البسملة على بيوت منغلقة على تعب الرمل و صراخ القصيدة ؟ بيوت صغيرة تتجاور بالفرح و القهر بالحب و العطاء , بيوت تؤجل شراء الخبز لتشتري ربطة قصائد يانعة .
و حين زارها فنان الكاريكاتير علي فرزات قال في وصفها : في كل مدينة في سورية يوجد مركز ثقافي , لكني وجدت هنا المدينة كلها تعيش داخل المركز الثقافي .
سلمية العطشى منذ ثلاثين عاما تنتظر أن يأتي إليها نهر الفرات و حتى الأن لم يصل الماء .
شبابها يهاجرون الى كل أصقاع العالم حتى يؤمنوا فرصا للعمل , فتراهم على أبواب السفارات حاملين شهاداتهم العلمية و أحلامهم المؤجلة .
سلمية العنيدة و الحنون . المشاكسة و الصبور . تنام و البلد يلفحها لكن أحلام أبنائها الكبيرة تجعلها مطمئنة للمستقبل .
المدينة هي الناس و الوطن هو الناس ايضا .
اذا لم تعرفوا مكانها على خريطة البلد فاسألوا المتنبي و ديك الجن عنها .
مصطفى علوش ...( كاتب من سلمية )
– المقالة منشورة في جريدة النور منذ خمس سنوات تقريبا (لا اعرف أي عدد)
يزين قلوب أبنائها قول الامام علي ابن ابي طالب : لاغنى كالعقل و لا فقر كالجهل و لا ميراث كالأدب .
وهي قانعة بقول الامام علي أيضا : شر عيوبنا اهتمامنا بعيوب الناس .
لكنها مدينة لا ترحم أبناءها ان لم يتابعوا تعليمهم . قد يتفق أبناؤها على محبة محمد الماغوط و فايز خضور وعلي الجندي و أنور الجندي لكنهم يختلفون في السياسة : فماركس هناك مازال يحاور أنطون سعاده .
يختلفون لأنهم يحللون كثيرا و يقرؤون و يتابعون .
و حسب تقديرات د. ابراهيم فاضل الاحصائية فإن عدد سكانها نحو مئتين و عشرون ألف نسمة , من ضمنهم مئة ألف طالب و طالبة , و خمسة ألاف مدرس و معلم , و الف و مئتا قانوني و ستمئة مهندس و ثلاثمئة طبيب . و لا يخلوا بيت من فيلسوف أو كاتب أو شاعر أو رسام أو نحات أو رياضي أو حاسوبي صاعد .
يشربون المته بنهم , و يخلطونها بالسياسة و الشعر , يتحاورون في أمور البلد كأنهم يتحدثون عن شؤن بيوتهم و أبنائهم .
قالت الأديبة أنيسة عبود في وصفها حين وصلت لم أعرف كيف أبدأ البسملة على بيوت منغلقة على تعب الرمل و صراخ القصيدة ؟ بيوت صغيرة تتجاور بالفرح و القهر بالحب و العطاء , بيوت تؤجل شراء الخبز لتشتري ربطة قصائد يانعة .
و حين زارها فنان الكاريكاتير علي فرزات قال في وصفها : في كل مدينة في سورية يوجد مركز ثقافي , لكني وجدت هنا المدينة كلها تعيش داخل المركز الثقافي .
سلمية العطشى منذ ثلاثين عاما تنتظر أن يأتي إليها نهر الفرات و حتى الأن لم يصل الماء .
شبابها يهاجرون الى كل أصقاع العالم حتى يؤمنوا فرصا للعمل , فتراهم على أبواب السفارات حاملين شهاداتهم العلمية و أحلامهم المؤجلة .
سلمية العنيدة و الحنون . المشاكسة و الصبور . تنام و البلد يلفحها لكن أحلام أبنائها الكبيرة تجعلها مطمئنة للمستقبل .
المدينة هي الناس و الوطن هو الناس ايضا .
اذا لم تعرفوا مكانها على خريطة البلد فاسألوا المتنبي و ديك الجن عنها .
مصطفى علوش ...( كاتب من سلمية )
– المقالة منشورة في جريدة النور منذ خمس سنوات تقريبا (لا اعرف أي عدد)