كيف تبدأ الانجازات العظيمة ... هي حاجة يشعر بها الانسان يبحث عن طريقة لسدها وقهر العوز... كانت فكرة اثارتها حاجة سكان قرية تقع على تخوم البادية تعاني انحباس المطر .... منع الزراعة والتشجير ...البدء بالهجرة وتحول سكانها الى عمالة في المدن الكبرى .
الدكتور محمد الدبيات وباهتمام خاص بهموم سكان هذه القرية وبخبرته وتواصله الدائم مع الآخر استطاع اكتشاف كنز حقيقي لو استغل بشكل سليم استطاع توفير فرصة لإعادة احياء هذه القرية بل ويمكن ان تستفيد منها القرى المجاورة وسلمية وبالتالي تكون الفائدة اعم واشمل على مستوى القطر فالسائح يحتاج الى المميز فقد ملَّ السكن في البيوت المدروسة بأدق التفاصيل في كل زاوية من زواياها وبكل حركة من حركات سكانها ورتابة الحياة المدنية وصخبها .
من هنا كانت فكرة السياحة الثقافية واستغلال هذه البيوت المميزة في الشيخ هلال والتي لها طابع (القبة ) المبنية من الطين بالاضافة الى البيئة الصحراوية المشمسة النقية ووجود مواقع اثرية والتي تشكل عامل جذب للسياح هذا من جهة اما مايمكن ان ينتج عن هذه السياحة من لقاء بين حضارات وايجاد قواسم وتقاطعات يمكن ان يتم البناء عليها لتعاون بين تلك الحضارات مايرفد الانسانية بفكر ينأى عن فكرة الصدام والتناحر .
في البداية عندما طرح الدكتور "محمد الدبيات " الفكرة على جمعية اصدقاء سلمية والتي يشغل فيها رئيس مجلس الادارة لاقت ترحيبا من جميع الأعضاء مع تحفظ داخلي باستحالة تنفيذ مشروع كهذا فهناك عوامل كثيرة يمكن ان تحبط المرء منها امكان عدم تقبل سكان القرية المحافظين لسائح فربما يكونوا قد كونوا حكما مسبقا متأثرا بما يصل اليهم من تصورات في اكثرها مجرد استنتاجات خاطئة نتيجة ظروف قد يكون احدها البعد وعدم التواصل .
العائق الآخر التمويل وعوامل اخرى كثيرة منها المتطوعون لهذا العمل واستمرارية خدمتهم له .
بالرغم من كل ذلك اندفع اعضاء الجمعية وكلهم امل في تحقيق ذلك وكان الأمل يكبر كل يوم عن سابقه .
وبعد عملية احصاء عدد القبب والدراسة الاقتصادية مع تشجيع السكان لتقبل الفكرة وبعد الانتهاء من الدراسة النظرية بدأ البحث عن ممول وكان يتم اثناء ذلك استضافة بعض الوفود الأجنبية بالتعاون مع بعض السكان المتحمسين للعمل .. حتى اتت الموافقة على تمويل المشروع من قبل الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (ccfd)
وظهر المشروع للنور ليعانق الواقع فيهب الأمل والاستقرار للسكان في بيوتهم ولتصبح الشيخ هلال اول قرية للسياحة الثقافية في سورية لا بل في الوطن العربي بعد المغرب .
لقد نالت الفكرة اعجاب السيد محافظ حماه بعد ان عرضت عليه من قبل مجلس ادارة الجمعية وشجعها على الاستمرار .
و اليوم في 27/4/2009 الاثنين قام السيد المحافظ وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي والقائم بأعمال السفارة السويسرية واعضاء جمعية اصدقاء سلمية ومجموعات من السواح يستقبلهم سكان قرية الشيخ هلال بفرح وبما يشبه العرس بافتتاح وتدشين هذا المشروع رسميا .
ا استهل حفل التدشين الدكتور محمد الدبيات بكلمة رحب فيها بالضيوف وأثنى على تشجيع الدولة والاستقبال الحافل من قبل سكان القرية وتعاونهم وقد اكد من خلال كلمته ع على ان المشروع سيؤمن القاء بين الحضارات واما من يؤمن بالصراع فهم قلة من الدول الهامشية .
السيد القائم بأعمال السفارة السويسرية اكد على نجاح المشروع وقد اثار اعجابه شكل البناء والأعمال التي تم انجازها من ترميم وتنظيم ووعد باستمرار دعم هذه الخطوة
والقبت كلمة بالنيابة عن رئيس مجلس القرية اكد من خلالها على شكر وامتنان سكان القرية على هذه البادرة الطيبة
وتكلمت احدى السيدات اللائي تدربن من خلال المشروع على الأعمال اليدوية وتمكن من تحصيل دخل قديكون في البداية متواضعا ولكنه يدعم السيدة واسرتها ماديا .
شكرا لكل من ساهم وشجع في مشروعنا هذا وانا ارى ان هذا هو باكورة اعمالنا في جمعية اصدقاء سلمية وسوف يكون هناك بالتأكيد اعمالا اخرى تنموية وثقافية وبيئية تسجل في سجل الجمعية والذي سيكون ناصعا بما فيه من خدمة لسلمية وبالتالي للوطن
لجنة مشروع الشيخ هلال تتألف من السادة
رئيسا الدكتور محمد الدبيات
المهندسة نجوى محفوظ
المهندس محمد سلهب
الأستاذعلي الجندي مجاز علوم اقتصادية
الأستاذ توفيق سلهب معلم من القرية
الأستاذ جلال الشعار محاسب
عدل سابقا من قبل سمير جمول في السبت مايو 02, 2009 5:15 am عدل 1 مرات