في هذا الوقت بالذات، لم أعد أشعر ان بإمكاني تجاهل ما يجري من حولي من فزلكات و "التطنيش " على ما أسمعه وأشاهده، فالأمر بات يدعو الى الغثيان أو المرض وربما الانفلونزا باعتبارها "صايرة وصايرة".
وللحقيقة لا اعلم ما يمكن ان ادعوا تلك التصرفات والسلوكيات التي أخذت تنتشر بيننا أكثر وأكثر ونرقبها ونلاحظها لدى البعض من تقليد أعمى بشع ومخزي ، ان كان يدل على شيء فهو يدل -برأيي المتواضع- على فراغ وقصور عقلي وربما نفسي عند من يقوم بها ...
منذ فترة كنت أتابع وتنتقل عيناي بين المحطات الفضائية وإذ بي أتوقف بوجه مشدوه لا اراديا أمام مقدم برامج ( على أساس رجّال " .! ولهلأ ما عرفت بصراحة شو هو) ، يقدم برنامجا حواريا على احدى الفضائيات السورية الجديدة .. "وفرصة للمباركة... ألف مبروك "
وللحقيقة ما جعلني " فاغرة الفاه " ليس صوته غير الذكوري فقط بل كلماته التي لم اعرف في اي خانة اضعها او أي تسمية يمكن ان تليق بها .. كان "صاحبنا" بين كل كلمة عربية وأخرى " يمرق" شي خمس أو ست كلمات أجنبية مع ميل مفرط الى النعومة ، وينهيها بـ " هئ هئ هئ ".. .. بكل عبط وسعادة .
"واااااااااو "شو كانت الحفلة حلوة ونايس ، و " ياااااااي "مو معقول هيك "انتسي" .. وبين هذه الجملة وما قبلها بتمرق "الاوكيه" وأكيد "الميرسي" كدلالة على سعة الثقافة و "بتطلع الجملة بالأخير مفشكلة ومو مفهوم أولها من آخرها ". .
سألت نفسي على من يجب أن نلقي اللوم في مثل هذه الظاهرة ، هل على مقدم البرامج نفسه الذي اذا سلمنا جدلاً انه يعاني من شيء "اللهم عافينا "؟! أم على إدارة المحطة التي سمحت له باستخدام مفردات لا تقدم ولا تغني عن شيء ، الا اذا كانت من وجهة نظرهم تعني إبهار المشاهد بالرقي والانفتاح والتطور .
ولا شك ونعلم جميعنا أن ثمة مفردات دخيلة على لغتنا وكلامنا اليومي ،قد نستخدمها كلنا سواء عن معرفة أم عن غير قصد وقد تكاد تكون اعتيادية رغما عنا، وبعضها لا أكون شخصيا مقتنعة به ، لكن أن نصل الى درجة بتنا فيها نتفاخر ببعض تلك المصطلحات والكلمات بل ونتبارى بمن يملك عددا اكبر من كلمات لا معنى لها الا انها تنقص من رجولة رجالنا وتزيد من مياعة بناتنا فبرأيي هنا تكمن " الطامة الكبرى ".
اذكر أنني يوما وفور خروجي من منزلي في طريقي الى العمل ، أقود سيارتي وأقوم بترتيب افكاري مع بداية يوم عمل أحاول ان ارسم له صورة جميلة في مخيلتي ، لتصطدم هذه الصورة فجأة بكلمات خرجت من المذياع في احدى المحطات الاذاعية . كلمات خرجت باستحياء من ثغر أحد المذيعين مع " لوقة لسان " غريبة هذه المرة، بلكي بيصير يشبه اخواننا اللبنانية شوي وبيصير مميز وبيطلع عن التقليد !!.
أينما اتجهت لا اسمع من حولي سوى كلمات " oooPS ..... و Shet " , “بعد التشفير تعني "تبا لك" ، وبتباً كبيرة و"عذرا منكم " اسأل ..ألم نعد نستطيع ان نتألم سوى بالأجنبية وهل نعبر عن ألمنا هكذا بشكل أفضل ؟ .
روى لي صديق وزميل ذات مرة وهو يقسم ايماناً - مافي داعي للحلفان-ان صديقا له كان قد شاهد فيلما أجنبياً بطله يدعى ستيف ، واذ به يأتي بعد الفيلم ويطلب من صديقي ان يناديه باسم البطل قائلا له "يا ريت وقت تحكي معي تصير تناديني "ستيف " وعندما سأله عن السبب وعيناه مفتوحتين على آخرهما ..والدهشة تأكله أجابه ..يا أخي لازم نطلع من التقليدية بحياتنا !؟ . كم ضحكت بأسى على تفكير شاب لا يتلهف الا لتقليد الغرب بالأسماء وطريقة المعيشة والملبس .
ماذا ينقصنا وكل الحضارة بدأت وخرجت من عندنا ؟ سؤال يتردد في ذهني ويرافقه كل الخوف والخشية بل يرافقه الرعب أحيانا من أن نتحول بعد كل هذا من مجتمع عربي كان أبطاله وبطلاته زنوبيا وخالد بن الوليد وصلاح الدين .. الى مجتمع لا نعرف له تسمية ، مجتمع نبحث فيه عن أبطال فلا نجد الا "أبطال السوسو والياي " .
ارحمونا شوي يا شباب ....بيكفي .
بقلم : رانيا معلوف
وللحقيقة لا اعلم ما يمكن ان ادعوا تلك التصرفات والسلوكيات التي أخذت تنتشر بيننا أكثر وأكثر ونرقبها ونلاحظها لدى البعض من تقليد أعمى بشع ومخزي ، ان كان يدل على شيء فهو يدل -برأيي المتواضع- على فراغ وقصور عقلي وربما نفسي عند من يقوم بها ...
منذ فترة كنت أتابع وتنتقل عيناي بين المحطات الفضائية وإذ بي أتوقف بوجه مشدوه لا اراديا أمام مقدم برامج ( على أساس رجّال " .! ولهلأ ما عرفت بصراحة شو هو) ، يقدم برنامجا حواريا على احدى الفضائيات السورية الجديدة .. "وفرصة للمباركة... ألف مبروك "
وللحقيقة ما جعلني " فاغرة الفاه " ليس صوته غير الذكوري فقط بل كلماته التي لم اعرف في اي خانة اضعها او أي تسمية يمكن ان تليق بها .. كان "صاحبنا" بين كل كلمة عربية وأخرى " يمرق" شي خمس أو ست كلمات أجنبية مع ميل مفرط الى النعومة ، وينهيها بـ " هئ هئ هئ ".. .. بكل عبط وسعادة .
"واااااااااو "شو كانت الحفلة حلوة ونايس ، و " ياااااااي "مو معقول هيك "انتسي" .. وبين هذه الجملة وما قبلها بتمرق "الاوكيه" وأكيد "الميرسي" كدلالة على سعة الثقافة و "بتطلع الجملة بالأخير مفشكلة ومو مفهوم أولها من آخرها ". .
سألت نفسي على من يجب أن نلقي اللوم في مثل هذه الظاهرة ، هل على مقدم البرامج نفسه الذي اذا سلمنا جدلاً انه يعاني من شيء "اللهم عافينا "؟! أم على إدارة المحطة التي سمحت له باستخدام مفردات لا تقدم ولا تغني عن شيء ، الا اذا كانت من وجهة نظرهم تعني إبهار المشاهد بالرقي والانفتاح والتطور .
ولا شك ونعلم جميعنا أن ثمة مفردات دخيلة على لغتنا وكلامنا اليومي ،قد نستخدمها كلنا سواء عن معرفة أم عن غير قصد وقد تكاد تكون اعتيادية رغما عنا، وبعضها لا أكون شخصيا مقتنعة به ، لكن أن نصل الى درجة بتنا فيها نتفاخر ببعض تلك المصطلحات والكلمات بل ونتبارى بمن يملك عددا اكبر من كلمات لا معنى لها الا انها تنقص من رجولة رجالنا وتزيد من مياعة بناتنا فبرأيي هنا تكمن " الطامة الكبرى ".
اذكر أنني يوما وفور خروجي من منزلي في طريقي الى العمل ، أقود سيارتي وأقوم بترتيب افكاري مع بداية يوم عمل أحاول ان ارسم له صورة جميلة في مخيلتي ، لتصطدم هذه الصورة فجأة بكلمات خرجت من المذياع في احدى المحطات الاذاعية . كلمات خرجت باستحياء من ثغر أحد المذيعين مع " لوقة لسان " غريبة هذه المرة، بلكي بيصير يشبه اخواننا اللبنانية شوي وبيصير مميز وبيطلع عن التقليد !!.
أينما اتجهت لا اسمع من حولي سوى كلمات " oooPS ..... و Shet " , “بعد التشفير تعني "تبا لك" ، وبتباً كبيرة و"عذرا منكم " اسأل ..ألم نعد نستطيع ان نتألم سوى بالأجنبية وهل نعبر عن ألمنا هكذا بشكل أفضل ؟ .
روى لي صديق وزميل ذات مرة وهو يقسم ايماناً - مافي داعي للحلفان-ان صديقا له كان قد شاهد فيلما أجنبياً بطله يدعى ستيف ، واذ به يأتي بعد الفيلم ويطلب من صديقي ان يناديه باسم البطل قائلا له "يا ريت وقت تحكي معي تصير تناديني "ستيف " وعندما سأله عن السبب وعيناه مفتوحتين على آخرهما ..والدهشة تأكله أجابه ..يا أخي لازم نطلع من التقليدية بحياتنا !؟ . كم ضحكت بأسى على تفكير شاب لا يتلهف الا لتقليد الغرب بالأسماء وطريقة المعيشة والملبس .
ماذا ينقصنا وكل الحضارة بدأت وخرجت من عندنا ؟ سؤال يتردد في ذهني ويرافقه كل الخوف والخشية بل يرافقه الرعب أحيانا من أن نتحول بعد كل هذا من مجتمع عربي كان أبطاله وبطلاته زنوبيا وخالد بن الوليد وصلاح الدين .. الى مجتمع لا نعرف له تسمية ، مجتمع نبحث فيه عن أبطال فلا نجد الا "أبطال السوسو والياي " .
ارحمونا شوي يا شباب ....بيكفي .
بقلم : رانيا معلوف