ورد ...
يسعدني أن أراكِ تبدئين نهارك بالاعتناء بنباتات حديقتك .
لكن حذار أن تتحرشي بشجرة الذكريات .أن تسقيها في كل مناسبة بالحنين والإنتظار ...ثم تتعجبي ألا يعطي النسيان ورداً .
لايطرح النسيان ورداً في الموسم الأول . يحتاج إلى فصلين أو ثلاثة قبل أن يزهر . في البدء يهديك شوكه ،لاتكوني على عجل ولا تقلقي .. سيجىء فصل القطاف ...فللحب روزنامة لا علاقة لها بمنطق الفصول .
ليس ثمة نسيان جميل أو سريع .لا أحد في إمكانه أن يهديك النسيان قبل وقته أو يبيعك إياه قبل أن يتفتح على أغصانه .عليك أن تقتنيه بألمك وأرقك ودموعك .
هذه هي العملة الوحيدة التي تتعامل بها الأحاسيس في مواجهة الفقدان الكبير ....
ثم تذكري ..نحن لا ننسى إلا حين نريد ذلك حقاً .
كوني صادقة في إصرارك على النسيان .
ينجح الرجال في النسيان بسرعة لأنهم يريدونه حقاً (لبدء علاقة جديدة ) ، وتفشل النساء لأنهن يخفنه أصلاً (لخوفهن من الإقدام على تجربة جديدة ) على أساس " ذاكرة في اليد ...خير من نسيان على الشجرة " فالمرأة تخاف أن يطير مع النسيان آخر عصفور أمسكت به . كلما أحبت ، توقعت ألا تهديها الحياة حباً بعد ذلك الحب .
من هنا جاء هوسها بكلمة "إلى الأبد " التي يطمئنها بها الرجل إلى حين يطير ..إلى الأبد .
على النساء أن يشفين من خوفهن الأنثوي من المجهول .فليس الرجال أقل منا خوفاً ولا أكثر طمأنينة لما ينتظرهم فهم فقط أكثر خيانة وتنصلاً من وعودهم .
النسيان خُطىً يبلغ المرء في نهايتها مشارف حب جديد .لكن بعض الناس عندما يطول بهن الطريق يعتدنه لذا يفشلن في الخروج من هذه الحالة لاستغراقهن في التلذذ بألم النسيان فيصبح الطريق لعذابه حينها ممتعاً حد شغلهن عن أي حب جديد .
ذلك أن في تكوين المرأة جانباً مازوشياً لايوجد عند الرجل ..السادي في تكوينه .
فليكن . انتهى زمان " أنساك ده كلام / أنساك يا سلام / أهو ده اللي مش ممكن أبداً / ولا أفكر فيه أبداً.
بربكنَ ألا يبدو هاذ الكلام سخيفاً عندما تقرأنه هكذا ،عارياً من صوت أم كلثوم الذي لجماله في إمكانه إقناعنا بأي شيىء ؟؟
كان في إمكاننا أن نصدقه ونموت من أجله ونخرج في مظاهرات نسائية حاشدة تندد بالنسيان كأحد أوجه الإمبريالية ونتهمه بالمشاركة في المؤامرة الكبرى على المستقبل العاطفي للأمة العربية ،
لو أننا رأينا الرجال يهتفون كما يهتفون للزعماء " بالروح بالدم نفديك يا وفاء "
الذي حدث أنهم أقنونا منذ عصور أن النسيان ممكن جداً .ولا نريد سوى إشعارهم بأن النسيان ليس حكراً عليهم !! .
بقلم أحلام مستغانمي .
من إحدى كتاباتها الحديثة .
كلمة عالهامش :
إليكِ:
لا زلت تسافرين بنا الى البعيد البعيد .... تخترقين كل التعابيرالإنسانية...... تحدثي أفكارنا وتتغلغلين بروحنا ...... تحلّقين بنا إلى حيث لاندري ولكن..... هل يمكن أن يكون ذلك إلى الأبد ؟
منقولة
يسعدني أن أراكِ تبدئين نهارك بالاعتناء بنباتات حديقتك .
لكن حذار أن تتحرشي بشجرة الذكريات .أن تسقيها في كل مناسبة بالحنين والإنتظار ...ثم تتعجبي ألا يعطي النسيان ورداً .
لايطرح النسيان ورداً في الموسم الأول . يحتاج إلى فصلين أو ثلاثة قبل أن يزهر . في البدء يهديك شوكه ،لاتكوني على عجل ولا تقلقي .. سيجىء فصل القطاف ...فللحب روزنامة لا علاقة لها بمنطق الفصول .
ليس ثمة نسيان جميل أو سريع .لا أحد في إمكانه أن يهديك النسيان قبل وقته أو يبيعك إياه قبل أن يتفتح على أغصانه .عليك أن تقتنيه بألمك وأرقك ودموعك .
هذه هي العملة الوحيدة التي تتعامل بها الأحاسيس في مواجهة الفقدان الكبير ....
ثم تذكري ..نحن لا ننسى إلا حين نريد ذلك حقاً .
كوني صادقة في إصرارك على النسيان .
ينجح الرجال في النسيان بسرعة لأنهم يريدونه حقاً (لبدء علاقة جديدة ) ، وتفشل النساء لأنهن يخفنه أصلاً (لخوفهن من الإقدام على تجربة جديدة ) على أساس " ذاكرة في اليد ...خير من نسيان على الشجرة " فالمرأة تخاف أن يطير مع النسيان آخر عصفور أمسكت به . كلما أحبت ، توقعت ألا تهديها الحياة حباً بعد ذلك الحب .
من هنا جاء هوسها بكلمة "إلى الأبد " التي يطمئنها بها الرجل إلى حين يطير ..إلى الأبد .
على النساء أن يشفين من خوفهن الأنثوي من المجهول .فليس الرجال أقل منا خوفاً ولا أكثر طمأنينة لما ينتظرهم فهم فقط أكثر خيانة وتنصلاً من وعودهم .
النسيان خُطىً يبلغ المرء في نهايتها مشارف حب جديد .لكن بعض الناس عندما يطول بهن الطريق يعتدنه لذا يفشلن في الخروج من هذه الحالة لاستغراقهن في التلذذ بألم النسيان فيصبح الطريق لعذابه حينها ممتعاً حد شغلهن عن أي حب جديد .
ذلك أن في تكوين المرأة جانباً مازوشياً لايوجد عند الرجل ..السادي في تكوينه .
فليكن . انتهى زمان " أنساك ده كلام / أنساك يا سلام / أهو ده اللي مش ممكن أبداً / ولا أفكر فيه أبداً.
بربكنَ ألا يبدو هاذ الكلام سخيفاً عندما تقرأنه هكذا ،عارياً من صوت أم كلثوم الذي لجماله في إمكانه إقناعنا بأي شيىء ؟؟
كان في إمكاننا أن نصدقه ونموت من أجله ونخرج في مظاهرات نسائية حاشدة تندد بالنسيان كأحد أوجه الإمبريالية ونتهمه بالمشاركة في المؤامرة الكبرى على المستقبل العاطفي للأمة العربية ،
لو أننا رأينا الرجال يهتفون كما يهتفون للزعماء " بالروح بالدم نفديك يا وفاء "
الذي حدث أنهم أقنونا منذ عصور أن النسيان ممكن جداً .ولا نريد سوى إشعارهم بأن النسيان ليس حكراً عليهم !! .
بقلم أحلام مستغانمي .
من إحدى كتاباتها الحديثة .
كلمة عالهامش :
إليكِ:
لا زلت تسافرين بنا الى البعيد البعيد .... تخترقين كل التعابيرالإنسانية...... تحدثي أفكارنا وتتغلغلين بروحنا ...... تحلّقين بنا إلى حيث لاندري ولكن..... هل يمكن أن يكون ذلك إلى الأبد ؟
منقولة