الشبح
(إلى جوزيف ف.ي.ج ستالين)
أيها الطاغية السيبيري الجميل
يا سيف الفقراء المكسور
أين ستارك الحديدي؟
وحواجبك المقفلة ؟
واليد الممدودة تحت المطر أناء الليل و أطراف النهار
لتشرب العصافير وتعود إلى أقفاصها بالحسنى ؟
وضحكتك الريفية المجلجلة المبشرة
تلف روسيا من أقصاها إلى أقصاها
كأجراس الميلاد؟
***
بل أين ذلك الرعب القديم المتقن كصور بوذا ويسوع ؟
وأدوات التعذيب المبعثرة أو المعلقة وراء كل باب
كأدوات المطبخ أو التنظيف ؟
أين فرق تفتيشك , وإعدامك ؟
وهم يغادرون البيوت والحانات , والقطارات , والقرى النائية,
وأجمل قصائد روسيا
مطبوعة على نعالهم ,وحوافر خيولهم , إلى الأبد .
لقد انتهى الأبد منذ لحظات
ولكنه مستمر بأشكال مختلفة
فلكل طاغية الآن أبده"الخاص "
يتوقف طوله أو قصره
على يقظة حراسه , وغباء شعبه , وخاصة وضعه الصحي
حيث يقاس الآن بميزان الحرارة
عن طريق الفم , أو الإبط , أو المؤخرة !
***
في مسقط رأسك
حيث تمثالك المائل من ثقل المسؤولية , لا من خطأ معماري,
يغطي الشمس والمستقبل
أدركنا نحن السياح العقائديين
الثمن الباهظ الذي سندفعه بكل سرور
اتقاء شرر عينيك,
وخديك المنتفخين بالخمر والتبغ وتقل القرارات .
***
وعلى سريرك المتواضع كمكتبك
وفي غرفة السكير المناضل
والأمم العربيدة
حيث الترنح سمة العصر
كانت روسيا تنام والمكنسة بيدها
لتنظيف الطريق أمام رعاع العالم ...
تنام والمطرقة والمنجل بيدها .
تبني ليقيم الآخرون
وتزرع ليأكلوا ويبصقوا في الصحن
وهاهي أضرحة المؤسسين العظام
تبعد وتنقل تحت جنح الظلام
من مكان إلى مكان
كالحواجز الطيارة , وخيام الغجر.
***
أعرف سجلك العدلي صفحة صفحة
أربعة ملايين فلاح , وبلبل ,
وغزال , وزنبقة , وبجع , وقبره ,
لتثبيت الإصلاح الزراعي على الأرض
ودبوس الحزب في عنق الثورة
***
يا عدو الأفق
وصديق التراب
ومتعقب الأحلام من شارع إلى شارع , ومن بيت إلى بيت
معتقلوك لم يختفوا أبداً
كما تقول الدعايات المغرضة , وأعداء الشعب ...
لقد رآهم باسترناك في حقيبة الدكتور "جيفاغو"
وسبح معهم تشايكوفسكي في بحيرة البجع
وعزف لهم رحمانينوف أروع ألحانه حول الموقد
وصافحهم ترو تسكي فرداً فرداً
مع عائلاتهم وأطفالهم , ومات بينهم وبأيديهم .
بينما ماياكوفسكي يرسل قبلاته
إلى إلزا , وأراغون , والسماء
ويطلق الرصاص على رغيف الثورة
***
نم قرير العين أيها الحمل الوديع
أيها الهادئ هدوء المحيط
فملايين الفقراء في العالم
تهتف باسمك , وتصلي لروحك
فبالخبز وحده يحيا الإنسان ويلف ساقاً على ساق.
جوزيف ستالين !...
إنني أخاطبك من المرعى ...
...........محمد الماغوط .......... سياف الزهور .......
(إلى جوزيف ف.ي.ج ستالين)
أيها الطاغية السيبيري الجميل
يا سيف الفقراء المكسور
أين ستارك الحديدي؟
وحواجبك المقفلة ؟
واليد الممدودة تحت المطر أناء الليل و أطراف النهار
لتشرب العصافير وتعود إلى أقفاصها بالحسنى ؟
وضحكتك الريفية المجلجلة المبشرة
تلف روسيا من أقصاها إلى أقصاها
كأجراس الميلاد؟
***
بل أين ذلك الرعب القديم المتقن كصور بوذا ويسوع ؟
وأدوات التعذيب المبعثرة أو المعلقة وراء كل باب
كأدوات المطبخ أو التنظيف ؟
أين فرق تفتيشك , وإعدامك ؟
وهم يغادرون البيوت والحانات , والقطارات , والقرى النائية,
وأجمل قصائد روسيا
مطبوعة على نعالهم ,وحوافر خيولهم , إلى الأبد .
لقد انتهى الأبد منذ لحظات
ولكنه مستمر بأشكال مختلفة
فلكل طاغية الآن أبده"الخاص "
يتوقف طوله أو قصره
على يقظة حراسه , وغباء شعبه , وخاصة وضعه الصحي
حيث يقاس الآن بميزان الحرارة
عن طريق الفم , أو الإبط , أو المؤخرة !
***
في مسقط رأسك
حيث تمثالك المائل من ثقل المسؤولية , لا من خطأ معماري,
يغطي الشمس والمستقبل
أدركنا نحن السياح العقائديين
الثمن الباهظ الذي سندفعه بكل سرور
اتقاء شرر عينيك,
وخديك المنتفخين بالخمر والتبغ وتقل القرارات .
***
وعلى سريرك المتواضع كمكتبك
وفي غرفة السكير المناضل
والأمم العربيدة
حيث الترنح سمة العصر
كانت روسيا تنام والمكنسة بيدها
لتنظيف الطريق أمام رعاع العالم ...
تنام والمطرقة والمنجل بيدها .
تبني ليقيم الآخرون
وتزرع ليأكلوا ويبصقوا في الصحن
وهاهي أضرحة المؤسسين العظام
تبعد وتنقل تحت جنح الظلام
من مكان إلى مكان
كالحواجز الطيارة , وخيام الغجر.
***
أعرف سجلك العدلي صفحة صفحة
أربعة ملايين فلاح , وبلبل ,
وغزال , وزنبقة , وبجع , وقبره ,
لتثبيت الإصلاح الزراعي على الأرض
ودبوس الحزب في عنق الثورة
***
يا عدو الأفق
وصديق التراب
ومتعقب الأحلام من شارع إلى شارع , ومن بيت إلى بيت
معتقلوك لم يختفوا أبداً
كما تقول الدعايات المغرضة , وأعداء الشعب ...
لقد رآهم باسترناك في حقيبة الدكتور "جيفاغو"
وسبح معهم تشايكوفسكي في بحيرة البجع
وعزف لهم رحمانينوف أروع ألحانه حول الموقد
وصافحهم ترو تسكي فرداً فرداً
مع عائلاتهم وأطفالهم , ومات بينهم وبأيديهم .
بينما ماياكوفسكي يرسل قبلاته
إلى إلزا , وأراغون , والسماء
ويطلق الرصاص على رغيف الثورة
***
نم قرير العين أيها الحمل الوديع
أيها الهادئ هدوء المحيط
فملايين الفقراء في العالم
تهتف باسمك , وتصلي لروحك
فبالخبز وحده يحيا الإنسان ويلف ساقاً على ساق.
جوزيف ستالين !...
إنني أخاطبك من المرعى ...
...........محمد الماغوط .......... سياف الزهور .......