الأخوة القراء:
يوم الخميس 25/12/2008رحل هارولد بينتر عن عمر يناهز (78 )عاما
فيما يلي نبذة عن الكاتب البريطاني من أصل يهودي هارولد بينتر:
لا أحسب أن هناك الكثير مما ليس يعرفه أي مهتم بأدب المسرح عن المسرحي الانجليزي الشهير هارولد بينتر ، فعدد كبير من مسرحياته قد تم نقله إلى العربية مصحوبا بسجل وافر
- يشبه الببلوجرافيا _ عن حياته وأعماله ..
ولد الكاتب الانجليزي المعاصر هارولد بينتر عام 1930 لأب يعمل حائكا للملابس بحي "ايست ايفا" بلندن ، ذلك الحي الشهير الذي كان مسرحا لأحداث العنف والجريمة قبل وبعد الحرب العالمية الثانية ، الأمر الذي جعل بينتر يتخذ ، في صباه ، موقفا معاديا من الحرب تمثل في رفضه تأدية الخدمة العسكرية معلنا انه "معارض حي الضمير" وهو تعبير معناه أن لدى المرء عقيدة تحرم عليه الحرب وهو طبقا للقانون الانجليزي قد يبرر الإعفاء من التجنيد بشروط .. لم يستطعها بينتر بطبيعة الحال مما عرضه لتجربة السجن في تلك الفترة
المبكرة من حياته .
وقد نال بينتر قسطا ضئيلا من الاهتمام الرسمي في مدارس لندن القديمة ، شغل على أثرها عددا كبيرا من الوظائف قبل أن يحترف التمثيل عام 1949، كان منها بوابا لأحد أندية البلياردو وسائقا بناد أخر، وممثلا احتياطيا يقوم بدور أي ممثل يتغيب عن العرض . وكان إن بدأ حياته الأدبية كشاعر أول الأمر، فنشر عددا كبيرا من قصائده في مجلة الشعر اللندنية عام 1950. وبديهي أن تلك البداية قد أثرت على عمله _ فيما بعد _ ككاتب مسرحي تقوم نصوصه _ في الأساس _على رؤى وجدانية أكثر من اشتمالها على أحداث متكاملة أو قصص متماسكة بالمعنى التقليدي للكلمة . أما حياته المسرحية فبدأت كممثل في فرقة "بروفينشيال ديبرتوري" تحت اسم مستعار هو "ديفيا بارون" ثم زواجه من الممثلة الشهيرة "فيفيان ميرسانت "، التي قامت بتمثيل معظم الشخصيات النسائية في مسرحياته . وكانت مسرحية "الغرفة " 1957 هي أول أعماله المسرحية . وهي مسرحية ذات فصل واحد. وفي العام نفسه كتب مسرحية "النادل الأخرس " ثم أول مسرحية طويلة له وهي "حفل عيد الميلاد"التي رغم تحمس النقاد لها إلا أنها فشلت عند عرضها بلندن ، وان كانت قد حققت نجاحا كبيرا عند انتاجها للتليفزيون . اما نصه المسرحي «الحارس » 1960 فهو العمل الذي ضمن لبنتر مكانة مرموقة بين رفاقه من كتاب الدراما في بريطانيا بل والعالم ، مما جعل الناقد البريطاني "هارولد هوبسون " يذهب إلى أن ثمة شيئا عن هارولد بينتر "يوحي بأنه الرجل الذي يجدر به أن يعتلي مكانة بارزة بين كتاب مسرح الرويال كورت " وهو يقصد جون أوسبورن ، وجون آردن وأرنولد ويسكر ممن شكلوا حركة الستينات في المسرح الانجليزي والتي اصطلح على تسمية أصحابها "كتاب الغضب "، الذين بشرت بهم مسرحية جون أوسبورن الشهيرة : "انظر الى الخلف في غضب " 1956.
وبعد النجاح الذي حققه بينتر بمسرحية «الحارس » كتب : التشكيلة 1961، العاشق 1963، حفلة شاي 1965، العودة إلى البيت 1965، مشهد طبيعي 1961، الصمت 1969، الليل 1969 ، الأيام الخوالي 1970، الإرث الحرام 1974، الخيانة 1978، والتي تعتبر ارتدادا إلى الدراما الاجتماعية في مسرح بينتر، ثم البيت الزجاجي، أو بيت الثبات ،وهي مسرحية طويلة ، ربما أطول مسرحيات بينتر ، كتب نسختها الأولى عام 958آ ، ثم أعيد النظر فيها وقدمت ´عام 1981، وأخيرا «لغة الجبل » التي قدمت عام 1989 بعد صمت دام أربع سنوات ، وقام بإخراجها بنفسه على خشبة المسرح . بالإضافة إلى إعداده التليفزيوني لعدد كبير من الأعمال الروائية ، كان آخرها: حرارة النهار للكاتبة الانجليزية
إليزابيث برين .
الحقيقة أن هارولد بينتر يعتبر آخر كتاب العبث الذين ظهروا بعد الحرب العالمية الثانية ولو أنه يعتبر أقلهم غموضا فلقد انخرط بالقضايا السياسية اليومية وانتقد توني بلير وبوش كثيرا الأمر الذي ابتعد عنه من سبقه من العبثيين ك( صموئيل بيكيت ويونيسكو وإلبي وأداموف وغيرهم ) .
رحل بينتر تاركا خلفه إرثا أدبيا مسرحيا لا يمكن تجاهله والجدير ذكره أن البعض من مسرحياته تم عرضها على المسارح السورية لبعض المخرجين مثل (التشكيلة التي قدمتها الفرقة المركزية لإتحاد الطلبة في سوريا من إخراج :إسماعيل ديركي في المهرجان الجامعي ونالت جائزة أفضل عرض .وكذلك شركة العين الثالثة للإنتاج الفني قدمت (الخادم الأخرس ) من إخراج زهير البقاعي وقد قدم هذا العرض في العديد من المهرجانات .
مع محبتي
مولود داؤد
يوم الخميس 25/12/2008رحل هارولد بينتر عن عمر يناهز (78 )عاما
فيما يلي نبذة عن الكاتب البريطاني من أصل يهودي هارولد بينتر:
لا أحسب أن هناك الكثير مما ليس يعرفه أي مهتم بأدب المسرح عن المسرحي الانجليزي الشهير هارولد بينتر ، فعدد كبير من مسرحياته قد تم نقله إلى العربية مصحوبا بسجل وافر
- يشبه الببلوجرافيا _ عن حياته وأعماله ..
ولد الكاتب الانجليزي المعاصر هارولد بينتر عام 1930 لأب يعمل حائكا للملابس بحي "ايست ايفا" بلندن ، ذلك الحي الشهير الذي كان مسرحا لأحداث العنف والجريمة قبل وبعد الحرب العالمية الثانية ، الأمر الذي جعل بينتر يتخذ ، في صباه ، موقفا معاديا من الحرب تمثل في رفضه تأدية الخدمة العسكرية معلنا انه "معارض حي الضمير" وهو تعبير معناه أن لدى المرء عقيدة تحرم عليه الحرب وهو طبقا للقانون الانجليزي قد يبرر الإعفاء من التجنيد بشروط .. لم يستطعها بينتر بطبيعة الحال مما عرضه لتجربة السجن في تلك الفترة
المبكرة من حياته .
وقد نال بينتر قسطا ضئيلا من الاهتمام الرسمي في مدارس لندن القديمة ، شغل على أثرها عددا كبيرا من الوظائف قبل أن يحترف التمثيل عام 1949، كان منها بوابا لأحد أندية البلياردو وسائقا بناد أخر، وممثلا احتياطيا يقوم بدور أي ممثل يتغيب عن العرض . وكان إن بدأ حياته الأدبية كشاعر أول الأمر، فنشر عددا كبيرا من قصائده في مجلة الشعر اللندنية عام 1950. وبديهي أن تلك البداية قد أثرت على عمله _ فيما بعد _ ككاتب مسرحي تقوم نصوصه _ في الأساس _على رؤى وجدانية أكثر من اشتمالها على أحداث متكاملة أو قصص متماسكة بالمعنى التقليدي للكلمة . أما حياته المسرحية فبدأت كممثل في فرقة "بروفينشيال ديبرتوري" تحت اسم مستعار هو "ديفيا بارون" ثم زواجه من الممثلة الشهيرة "فيفيان ميرسانت "، التي قامت بتمثيل معظم الشخصيات النسائية في مسرحياته . وكانت مسرحية "الغرفة " 1957 هي أول أعماله المسرحية . وهي مسرحية ذات فصل واحد. وفي العام نفسه كتب مسرحية "النادل الأخرس " ثم أول مسرحية طويلة له وهي "حفل عيد الميلاد"التي رغم تحمس النقاد لها إلا أنها فشلت عند عرضها بلندن ، وان كانت قد حققت نجاحا كبيرا عند انتاجها للتليفزيون . اما نصه المسرحي «الحارس » 1960 فهو العمل الذي ضمن لبنتر مكانة مرموقة بين رفاقه من كتاب الدراما في بريطانيا بل والعالم ، مما جعل الناقد البريطاني "هارولد هوبسون " يذهب إلى أن ثمة شيئا عن هارولد بينتر "يوحي بأنه الرجل الذي يجدر به أن يعتلي مكانة بارزة بين كتاب مسرح الرويال كورت " وهو يقصد جون أوسبورن ، وجون آردن وأرنولد ويسكر ممن شكلوا حركة الستينات في المسرح الانجليزي والتي اصطلح على تسمية أصحابها "كتاب الغضب "، الذين بشرت بهم مسرحية جون أوسبورن الشهيرة : "انظر الى الخلف في غضب " 1956.
وبعد النجاح الذي حققه بينتر بمسرحية «الحارس » كتب : التشكيلة 1961، العاشق 1963، حفلة شاي 1965، العودة إلى البيت 1965، مشهد طبيعي 1961، الصمت 1969، الليل 1969 ، الأيام الخوالي 1970، الإرث الحرام 1974، الخيانة 1978، والتي تعتبر ارتدادا إلى الدراما الاجتماعية في مسرح بينتر، ثم البيت الزجاجي، أو بيت الثبات ،وهي مسرحية طويلة ، ربما أطول مسرحيات بينتر ، كتب نسختها الأولى عام 958آ ، ثم أعيد النظر فيها وقدمت ´عام 1981، وأخيرا «لغة الجبل » التي قدمت عام 1989 بعد صمت دام أربع سنوات ، وقام بإخراجها بنفسه على خشبة المسرح . بالإضافة إلى إعداده التليفزيوني لعدد كبير من الأعمال الروائية ، كان آخرها: حرارة النهار للكاتبة الانجليزية
إليزابيث برين .
الحقيقة أن هارولد بينتر يعتبر آخر كتاب العبث الذين ظهروا بعد الحرب العالمية الثانية ولو أنه يعتبر أقلهم غموضا فلقد انخرط بالقضايا السياسية اليومية وانتقد توني بلير وبوش كثيرا الأمر الذي ابتعد عنه من سبقه من العبثيين ك( صموئيل بيكيت ويونيسكو وإلبي وأداموف وغيرهم ) .
رحل بينتر تاركا خلفه إرثا أدبيا مسرحيا لا يمكن تجاهله والجدير ذكره أن البعض من مسرحياته تم عرضها على المسارح السورية لبعض المخرجين مثل (التشكيلة التي قدمتها الفرقة المركزية لإتحاد الطلبة في سوريا من إخراج :إسماعيل ديركي في المهرجان الجامعي ونالت جائزة أفضل عرض .وكذلك شركة العين الثالثة للإنتاج الفني قدمت (الخادم الأخرس ) من إخراج زهير البقاعي وقد قدم هذا العرض في العديد من المهرجانات .
مع محبتي
مولود داؤد
