شن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مساء الأحد 28-12-2008 هجوما لاذعا على مصر، مطالبا إياها بفتح معبر رفح لفك الحصار عن قطاع غزة، وداعيا الشعب المصري إلى "الخروج بالملايين إلى الشارع" لفتح المعبر بالقوة.
وقال نصر الله -في كلمة بثتها شاشة عملاقة أمام الآلاف من أنصاره في ضاحية بيروت الجنوبية- "أيها المسؤولون المصريون إن لم تفتحوا معبر رفح فأنتم شركاء في الجريمة، وفي القتل، وفي الحصار، وفي صنع المأساة الفلسطينية".
وأضاف "الموقف المصري هو حجر الزاوية فيما يجري في غزة", داعيا الشعب المصري إلى "الخروج بالملايين إلى الشارع" للضغط على حكومته، ومتسائلا "هل يمكن للشرطة أن تقتل الملايين؟".
وقال متوجها إلى المصريين "يجب أن تفتحوا هذا المعبر يا شعب مصر بصدوركم".
كما توجه إلى "ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية", معتبرا "أنهم ما زالوا على أصالتهم العروبية وعلى موقفهم المعادي من الصهاينة"، ومطالبا إياهم بالضغط "على القيادة السياسية" لفتح المعبر. لكن الأمين العام لحزب الله أكد أنه "لا يدعو إلى انقلاب في مصر".
ودعا "كل الشعوب العربية والإسلامية إلى الخروج إلى الشارع؛ لتطالب النظام المصري" بفتح المعبر الحدودي مع قطاع غزة المحاصر؛ "ليصل الغذاء والماء وحتى السلاح لأهلنا في غزة"، حيث أدت الغارات الجوية العنيفة التي تشنها إسرائيل منذ السبت على مواقع حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى مقتل حوالي 300 فلسطيني.
وقال إن "الحكومات التي لم تحرك ساكنا على شعوبها أن تفرض عليها أن تتحرك"، معتبرا أنه "ليس مبررا أمام الشعوب أن يقال إننا أمام أنظمة قمعية (...) فلو أطلقت على صدورنا الرصاص هذا أمر واجب، ومن يسقط هو شهيد على طريق القدس".
وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قال -في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس- إن حماس "لا تسمح للجرحى" الفلسطينيين بعبور منفذ رفح إلى مصر التي عرضت تقديم العلاج لهم.
استعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي
وقال نصر الله إن حزب الله مستعد "لمواجهة أي عدوان إسرائيلي على لبنان"، وكشف أنه طلب من عناصر المقاومة في الجنوب "أن يكونوا محتاطين وحذرين".
وأضاف نصر الله "لا يرعبنا ولا يخيفنا ما جرى في يوليو/تموز 2006 ولا ما جرى ويجري في غزة. نحن على استعداد لمواجهة أي عدوان على أرضنا وبلدنا وكرامتنا". وتابع "أنا طلبت من الإخوة في المقاومة في الجنوب أن يكونوا متواجدين ومحتاطين وحذرين؛ لأننا أمام عدو مجرم وغدار".
وأشار نصر الله إلى تعزيزات وتدابير اتخذتها القوات الإسرائيلية، وتحدثت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية.
واعتبر أن هناك احتمالين "احتمال أن يكون (ذلك) إجراءات وقائية خشية حصول شيء من الجبهة اللبنانية (..)، واحتمال آخر هو أن يلجأ العدو إلى عدوان تجاه لبنان مستغلا تواطؤ بعض الأنظمة العربية، وفي ظل فراغ دولي وانشغال العالم بأزمته المالية والفراغ السياسي في القرار الأميركي".
ودعا نصر الله إلى تجمع كبير الاثنين في الضاحية الجنوبية تضامنا مع غزة والى يوم حداد.
وقال "أدعوكم غدا بعد الظهر إلى تجمع حاشد وكبير في ملعب الراية (في الضاحية الجنوبية)؛ للمشاركة في هذا الحداد، وفي تأبين الشهداء، وللتعبير عن تضامننا"، مشيرا إلى وجوب "بذل كل جهد للدفاع عن أهلنا".
كما دعا إلى إلغاء المجالس العاشورائية في كل المناطق غدا بعد الظهر، والتجمع في الضاحية.
وقال "ليجئ الجميع, الرجال, النساء, الأطفال... يجب أن نلتقي غدا في موقف تضامني مع غزة وشهدائها".
وأضاف "يجب أن نعلن للعالم أننا موجودون هنا، ولا يمكن أن يخضعنا لا قتل ولا ترهيب". وختم "غدا يوم عاشوراء, كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء. غدا نداء للحسين وتلبية للحسين".