هاهم الروم وقد أتوا فى جمع عظيم فى مؤتة بلغ مائتى ألف ناهيك عن سلاحهم وعتادهم وكان المسلمون عددهم ثلاثة آلاف مقاتل أى بمثابة ساقية فى محيط وظن البعض أن هذا عذر للرجوع والنكوص عن قتال الروم
فيرد قائل من المسلمين :
""والله ما نقاتلهم بعدد ولا عدة وإنما نقاتلهم بهذا الدين
ويقتل القواد الثلاثة ويستلم الراية خالدبن الوليد سيف الله
فيسأله رجل :
إلى أين الملجأ والمهرب.. إلى سلمى وأجا(6)
فيجيب خالد بلسان المؤمن الواثق بالله :
لا إلى سلمى ولا إلى أجا *** ولكن إلى الله الملتجا
وهو ما عبّر عنه صلى الله عليه وسلم لأبى بكر الصديق وها فى الغار وقد احتوشهما الكفار: ""ما ظنك باثنين الله ثالثهما"، هذا اليقين وهذا النصر هو ثمار ظلال العبودية لله وحده الذي يلتجأ إليه."
فتوكلوا على الله وقطع فى يد خالد تسعة أسياف وثبتت فى يده صحيفة يمانية وكان النصر لأوليائه
إن العقيدة في قلوب رجالها *** من ذرة أقوى وألف مهند
و سل خالدا يوم اليرموك ، كان عدد المسلمين 36ألفا وقد جاء الروم بجيش يضم نحو 250 ألف مقاتل،لهم دويٌّ كدوي الرعد، ودخل منهم ثلاثون ألفًا كل عشرة في سلسلة حتى لا يفروا، قد رفعوا صلبانهم، وأقبل معهم الأساقفة والرهبان والبطارقة.
وقد سمع جنديا مسلما قد انخلع قلبه لمَّا رأى منظر الروم، يقول:
ما أكثر الروم وأقل المسلمين-
فانزعج من قولته وقال له:
بل ما أقل الروم وأكثر المسلمين، إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال، أبالروم تخوّفني؟!
فينصره الله الذي التجأ إليه وتوكل عليه.
لا سلطان هاهنا إلا الله
خرج ألب أرسلان -رحمه الله- في يوم الجمعة 463 هجرية في خمسة عشر ألف فارس فقط ليقابل'رومانوس ديوجين'إمبراطور بيزنطة الذى خرج في جحافل أمثال الجبال، في نحوٍ من أربعمائة ألف مقاتل ، كلما مر ببلدٍ من بلاد المسلمين أقطعها بطارقته وقال: هذه لك يا فلان، وهذه لك يا فلان، يوزعها عليهم حتى وزع بغداد عاصمة الخلافة،
وكان من عادة هذا السلطان الصالح أن يصطحب معه في غزواته وحملاته الجهادية العديد من العلماء والفقهاء والزهاد كقيادة روحية ومرجعية دينية،
وكان معه في هذه المرة الفقيه [أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري] الذي قال لألب أرسلان هذه العبارة الرائعة
[إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح فالقهم يوم الجمعة بعد الزوال في الساعة التي يكون الخطباء فيها على المنابر فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر] .
وصلى بالناس وبكى خشوعاً وتأثراً ودعا الله عز وجل طويلاً ومرغ وجهه في التراب تذللاً بين يدي الله واستغاث به، ثم لبس كفنه وتحنط وعقد ذنب فرسه بيديه
ثم قال للجنود،: أنا صابرٌ في هذه الغزاة صبر المحتسبين، وملاقيهم وحسبي الله عز وجل،
{من أراد منكم أن يرجع فليرجع فإنه لا سلطان هاهنا إلا الله}
قالوا: نحن معك تبعناك وأعناك فافعل ما تريد،
فلبس الكفن الأبيض وتحنط -أي: وضع من الطيب ما يوضع للميت-ثم امتطى جواده ونادى بأعلى صوته في أرض المعركة{إن هزمت فإنى لا أرجع أبداً فإن ساحة الحرب تغدو قبري}
وقال: ليودع كل واحدٍ صاحبه، وتواعدوا على الموت،
وبهذا المشهد الرهيب الذى تخشع أمامه أشقى النفوس
استطاع 'ألب أرسلان' أن يحول 15 ألف جندي إلى 15 ألف أسد كاسر ضاري ،صاروا على قلب رجل واحد
وعند وقت الزوال من يوم الجمعة اصطدم الجيشان وألب أرسلان على رأس جيشه يصول ويجول كالأسد الهصور ودارت معركة طاحنة في منتهي العنف حاول البيزنطيون حسم المعركة مبكراً مستغلين كثرتهم العددية الضخمة، ولكن ثبات المسلمين أذهلهم وأنساهم كل المعارك التي خاضوها من قبل حتى أصيب الروم بالتعب والإرهاق وذلك عند غروب الشمس،
ثم حاول 'رومانوس' الانسحاب إلى الخلف قليلاً للراحة ومواصلة القتال في اليوم التالي، وعندها انتهز الأسد الباسل الفرصة وشد بكامل جيشه على الرومان حتى أحدث بصفوفهم المنسحبة ثغرة،
أنسال منها فرسان الإسلام إلى قلب الجيش البيزنطي وأمطروهم بوابل من السهام المميتة فوقعت مقتلة عظيمة وانكشفت صفوف البيزنطيين وركبوا بعضهم بعضاً وفرت الفرق الفرنجية المرتزقة من أرض المعركة ووقع في الأسر أعداد كبيرة منهم الإمبراطور 'رومانوس' نفسه!!!.
أسره مملوكٌ من مماليك المسلمين، فلما جيء به إلى ألب أرسلان وفي عنق النصراني حبل ملك النصارى،
فقال: ما تصنعوا بي؟
قال ألب أرسلان: ما تظن أني صانعٌ بك؟
قال: لا أشك أنك تقتلني،
قال: أنت أقل في عيني من أن أقتلك، اذهبوا به فبيعوه،
فطافوا به جميع العسكر والحبل في عنقه ينادى عليه بالدراهم والفلوس فما يشتريه أحد من المسلمين، حتى انتهوا في آخر العسكر إلى رجل من المسلمين قال:إن بعتمونيه بهذا الكلب الذي معي اشتريته!!!
فجاءوا بالجندي ومعه الكلب الثمن، وبملك النصارى إلى ألب أرسلان مجروراً بالحبل، فأخبروه بأن هذا يريد شراءه بالكلب، فقال ألب أرسلان:
الكلب خير منه؛ لأنه ينفع، وهذا لا ينفع، لكن خذوا الكلب، وادفعوا له هذا الكلب!!!
وضربه بيده ثلاث مقارع ووضع قدمه على هامة 'رومانوس' تحقيراً وإذلالاً له وجعله يقبل الأرض باتجاه بغداد حيث الخليفة العباسي لإظهار عز الإسلام وأهله .
ثم أمر بإطلاقه وجعل الكلب قريناً له مربوطاً في عنقه وأوصله إلى بلاده؛ نظير دفع فدية كبيرة وفك أسر كل الأسرى المسلمين في سائر بلاد الروم وإلزامه بالقسم بأغلظ الأيمان على عدم العودة مرة أخرى لقتال المسلمين
فلما رأى الروم ما حل بملكهم عزلوه وكحلوا عينيه
إذا أردت قوة القلب وشجاعته وثباته وتحديه للأعداء
فعليك بالتوكل على الله لحديث(... ومن سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله...) (8)
وإذا أردت العزة فعليك بالتوكل على الله
قال تعالى (وتوكل على العزيز الرحيم) ، (ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم) ،( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ...) آل عمران : 160(وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً)الأحزاب
إذا أردت الغنى فعليك بالتوكل على الله
عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً. (9)
قال الحسن: العز والغنى يجولان في طلب التوكل فإذا ظفرا أوطنا .
إذا أردت الحفظ والوقاية من الشيطان فعليك بالتوكل على الله
قال تعالى (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) وفي حديث( إذا خرج الرجل من باب بيته كان معه ملكان موكلان به فإذا قال:بسم الله قالا:هديت فإذا قال:لا حول ولا قوة إلا بالله قالا:وقيت فإذا قال:توكلت على الله قالا:كفيت قال: فيلقاه قريناه فيقولان:ماذا تريدان من رجل قد هدي ووقي وكفي). (10)
إذا أردت دخول الجنة فعليك بالتوكل على الله
لحديث ابن عباس في السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر. قال في وصفهم: هم الذين لا يتطيرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون . متفق عليه
منقول بتصرف
=======================================
فيرد قائل من المسلمين :
""والله ما نقاتلهم بعدد ولا عدة وإنما نقاتلهم بهذا الدين
ويقتل القواد الثلاثة ويستلم الراية خالدبن الوليد سيف الله
فيسأله رجل :
إلى أين الملجأ والمهرب.. إلى سلمى وأجا(6)
فيجيب خالد بلسان المؤمن الواثق بالله :
لا إلى سلمى ولا إلى أجا *** ولكن إلى الله الملتجا
وهو ما عبّر عنه صلى الله عليه وسلم لأبى بكر الصديق وها فى الغار وقد احتوشهما الكفار: ""ما ظنك باثنين الله ثالثهما"، هذا اليقين وهذا النصر هو ثمار ظلال العبودية لله وحده الذي يلتجأ إليه."
فتوكلوا على الله وقطع فى يد خالد تسعة أسياف وثبتت فى يده صحيفة يمانية وكان النصر لأوليائه
إن العقيدة في قلوب رجالها *** من ذرة أقوى وألف مهند
و سل خالدا يوم اليرموك ، كان عدد المسلمين 36ألفا وقد جاء الروم بجيش يضم نحو 250 ألف مقاتل،لهم دويٌّ كدوي الرعد، ودخل منهم ثلاثون ألفًا كل عشرة في سلسلة حتى لا يفروا، قد رفعوا صلبانهم، وأقبل معهم الأساقفة والرهبان والبطارقة.
وقد سمع جنديا مسلما قد انخلع قلبه لمَّا رأى منظر الروم، يقول:
ما أكثر الروم وأقل المسلمين-
فانزعج من قولته وقال له:
بل ما أقل الروم وأكثر المسلمين، إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال، أبالروم تخوّفني؟!
فينصره الله الذي التجأ إليه وتوكل عليه.
لا سلطان هاهنا إلا الله
خرج ألب أرسلان -رحمه الله- في يوم الجمعة 463 هجرية في خمسة عشر ألف فارس فقط ليقابل'رومانوس ديوجين'إمبراطور بيزنطة الذى خرج في جحافل أمثال الجبال، في نحوٍ من أربعمائة ألف مقاتل ، كلما مر ببلدٍ من بلاد المسلمين أقطعها بطارقته وقال: هذه لك يا فلان، وهذه لك يا فلان، يوزعها عليهم حتى وزع بغداد عاصمة الخلافة،
وكان من عادة هذا السلطان الصالح أن يصطحب معه في غزواته وحملاته الجهادية العديد من العلماء والفقهاء والزهاد كقيادة روحية ومرجعية دينية،
وكان معه في هذه المرة الفقيه [أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري] الذي قال لألب أرسلان هذه العبارة الرائعة
[إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح فالقهم يوم الجمعة بعد الزوال في الساعة التي يكون الخطباء فيها على المنابر فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر] .
وصلى بالناس وبكى خشوعاً وتأثراً ودعا الله عز وجل طويلاً ومرغ وجهه في التراب تذللاً بين يدي الله واستغاث به، ثم لبس كفنه وتحنط وعقد ذنب فرسه بيديه
ثم قال للجنود،: أنا صابرٌ في هذه الغزاة صبر المحتسبين، وملاقيهم وحسبي الله عز وجل،
{من أراد منكم أن يرجع فليرجع فإنه لا سلطان هاهنا إلا الله}
قالوا: نحن معك تبعناك وأعناك فافعل ما تريد،
فلبس الكفن الأبيض وتحنط -أي: وضع من الطيب ما يوضع للميت-ثم امتطى جواده ونادى بأعلى صوته في أرض المعركة{إن هزمت فإنى لا أرجع أبداً فإن ساحة الحرب تغدو قبري}
وقال: ليودع كل واحدٍ صاحبه، وتواعدوا على الموت،
وبهذا المشهد الرهيب الذى تخشع أمامه أشقى النفوس
استطاع 'ألب أرسلان' أن يحول 15 ألف جندي إلى 15 ألف أسد كاسر ضاري ،صاروا على قلب رجل واحد
وعند وقت الزوال من يوم الجمعة اصطدم الجيشان وألب أرسلان على رأس جيشه يصول ويجول كالأسد الهصور ودارت معركة طاحنة في منتهي العنف حاول البيزنطيون حسم المعركة مبكراً مستغلين كثرتهم العددية الضخمة، ولكن ثبات المسلمين أذهلهم وأنساهم كل المعارك التي خاضوها من قبل حتى أصيب الروم بالتعب والإرهاق وذلك عند غروب الشمس،
ثم حاول 'رومانوس' الانسحاب إلى الخلف قليلاً للراحة ومواصلة القتال في اليوم التالي، وعندها انتهز الأسد الباسل الفرصة وشد بكامل جيشه على الرومان حتى أحدث بصفوفهم المنسحبة ثغرة،
أنسال منها فرسان الإسلام إلى قلب الجيش البيزنطي وأمطروهم بوابل من السهام المميتة فوقعت مقتلة عظيمة وانكشفت صفوف البيزنطيين وركبوا بعضهم بعضاً وفرت الفرق الفرنجية المرتزقة من أرض المعركة ووقع في الأسر أعداد كبيرة منهم الإمبراطور 'رومانوس' نفسه!!!.
أسره مملوكٌ من مماليك المسلمين، فلما جيء به إلى ألب أرسلان وفي عنق النصراني حبل ملك النصارى،
فقال: ما تصنعوا بي؟
قال ألب أرسلان: ما تظن أني صانعٌ بك؟
قال: لا أشك أنك تقتلني،
قال: أنت أقل في عيني من أن أقتلك، اذهبوا به فبيعوه،
فطافوا به جميع العسكر والحبل في عنقه ينادى عليه بالدراهم والفلوس فما يشتريه أحد من المسلمين، حتى انتهوا في آخر العسكر إلى رجل من المسلمين قال:إن بعتمونيه بهذا الكلب الذي معي اشتريته!!!
فجاءوا بالجندي ومعه الكلب الثمن، وبملك النصارى إلى ألب أرسلان مجروراً بالحبل، فأخبروه بأن هذا يريد شراءه بالكلب، فقال ألب أرسلان:
الكلب خير منه؛ لأنه ينفع، وهذا لا ينفع، لكن خذوا الكلب، وادفعوا له هذا الكلب!!!
وضربه بيده ثلاث مقارع ووضع قدمه على هامة 'رومانوس' تحقيراً وإذلالاً له وجعله يقبل الأرض باتجاه بغداد حيث الخليفة العباسي لإظهار عز الإسلام وأهله .
ثم أمر بإطلاقه وجعل الكلب قريناً له مربوطاً في عنقه وأوصله إلى بلاده؛ نظير دفع فدية كبيرة وفك أسر كل الأسرى المسلمين في سائر بلاد الروم وإلزامه بالقسم بأغلظ الأيمان على عدم العودة مرة أخرى لقتال المسلمين
فلما رأى الروم ما حل بملكهم عزلوه وكحلوا عينيه
إذا أردت قوة القلب وشجاعته وثباته وتحديه للأعداء
فعليك بالتوكل على الله لحديث(... ومن سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله...) (8)
وإذا أردت العزة فعليك بالتوكل على الله
قال تعالى (وتوكل على العزيز الرحيم) ، (ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم) ،( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ...) آل عمران : 160(وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً)الأحزاب
إذا أردت الغنى فعليك بالتوكل على الله
عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً. (9)
قال الحسن: العز والغنى يجولان في طلب التوكل فإذا ظفرا أوطنا .
إذا أردت الحفظ والوقاية من الشيطان فعليك بالتوكل على الله
قال تعالى (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) وفي حديث( إذا خرج الرجل من باب بيته كان معه ملكان موكلان به فإذا قال:بسم الله قالا:هديت فإذا قال:لا حول ولا قوة إلا بالله قالا:وقيت فإذا قال:توكلت على الله قالا:كفيت قال: فيلقاه قريناه فيقولان:ماذا تريدان من رجل قد هدي ووقي وكفي). (10)
إذا أردت دخول الجنة فعليك بالتوكل على الله
لحديث ابن عباس في السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر. قال في وصفهم: هم الذين لا يتطيرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون . متفق عليه
منقول بتصرف
=======================================