ألف ألف ألف تحية إلى شعب وحكومة تركيا".. "من بين كل التحركات السياسية التي تشهدها المنطقة الآن، يبدو التحرك التركي أكثرها جدية واتزانا".. "دور تركيا هو أنسب الأدوار في هذه اللحظة".. "تركيا فرصة هائلة للضياع العربي وشوكة في حلق الغرب والأمريكان".. "حقا هي قادرة على تغيير الواقع المؤسف".
بتلك العبارات وصف كتاب عرب وقراء لصحف ومواقع إلكترونية الموقف التركي من العدوان الإسرائيلي المتواصل من أحد عشر يومًا على قطاع غزة المحاصر، مؤكدين أنه "تحرك رسمي وجماهيري نشط يعمل على إنهاء مأساة غزة"، ووصل الأمر بأحدهم أن اعتبر تركيا "قلب العروبة النابض".
وفي حين وُجهت معظم الاتهامات الرسمية العربية والدولية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، المسيطرة على غزة منذ يونيو 2007، بأنها مسئولة عن التصعيد الراهن في القطاع، حمل رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إسرائيل أول أمس المسئولية الكاملة عما وصل إليه الوضع في غزة.
وشدد أردوغان على أن اتهام حماس "غير مقبول ولا يجوز"، واعتبر العدوان الإسرائيلي على غزة "إهانة" لتركيا، التي كانت تضطلع بدور وساطة في مباحثات سلام غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا.
الدولة العثمانية
وفي كلمة أمام برلمانيي حزبه العدالة والتنمية، ذي الجذور الإسلامية، أمس وصف رئيس الوزراء التركي العدوان الإسرائيلي بأنه "نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية"، وشدد على أن الهدف من هذا العدوان هو "تسجيل مكاسب انتخابية" في الانتخابات التشريعية المبكرة في العاشر من الشهر المقبل.
ولفت أردوغان إلى أن "الأتراك العثمانيين أنقذوا أجداد ليفني (وزيرة الخارجية الإسرائيلية) وباراك (وزير الدفاع) من مظالم الصليبيين في إسبانيا عام 1490 لدى سقوط الدولة الأندلسية".
وهذه هي المرة الأولى التي يذكر فيه مسئول رسمي كلمة "الأتراك العثمانيين"، منذ سقوط الدولة العثمانية وإنهاء خلافتها عام 1924.
قادرة على التغيير
تعليقا على هذه التصريحات، وغيرها من جانب أنقرة، بشأن الوضع في غزة، أشاد بعض القراء في مداخلات لهم على بعض مواقع الإنترنت بالدور التركي.
فعلى موقع "الجزيرة.نت"، قال قارئ، يدعى عماد عويس، إن "دور تركيا هو أنسب الأدوار في هذه اللحظة؛ لأنها دولة ذات تاريخ حقيقي".
وأضاف: "تركيا فرصة هائلة للضياع العربي بما تحمل الكلمة من معانٍ، وشوكة مغلفة عند الغرب والأمريكان.. حقا تركيا ترتقي إلى حقيقة أظن أنها قادرة على تغيير الواقع المؤسف".
تعليق آخر، منشور أسفل أحد الأخبار على الموقع ذاته ويحمل اسم أحمد يونس، يقول "الله يحميك ويكثر من أمثالك يا أردوغان، أنت مخلص لبلدك وشعبك وأمتك".
وتابع قائلا: "كم نتمنى من الله أن يكون حكامنا بنفس المنهجية ونفس الحب والإيمان بأمتهم".
وعلى الموقع نفسه، كتب أحمد الشربيني: "أردوغان لم يبتسم منذ أن ظهر على الشاشات في الأزمة، وإذا ابتسم فعلى استحياء شديد، ولكن انظروا إلى قادتنا فيضحكون ملء فيهم وكأن الأمر لا يعنيهم، بداية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس صاحب المصيبة".
وتركيا من الدول التي بادرت برفض الهجوم الإسرائيلي على غزة فور وقوعه، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار، كما شارك مئات الآلاف من الأتراك في مظاهرات حاشدة لدعم غزة لم تشهد تركيا مثيلا لها منذ عام 1980.
تحرك جاد
من جانبه، أشاد الكاتب السياسي الأردني عريب الرنتاوي بالدور التركي في الأزمة الإنسانية التي تشهدها غزة، معتبرا أن تركيا أصبحت تمثل قلب العروبة النابض.
وفي مقال له على صحيفة الدستور الأردنية، قال الرنتاوي، "من بين كل التحركات السياسية النشطة التي تشهدها المنطقة الآن، يبدو التحرك التركي أكثرها جدية وتوازنا واتزانا".
وأردف قائلا: "ففي الوقت الذي يحمّل فيه بعض العرب حماس مسئولية انهيار التهدئة والكارثة في غزة، تهب أنقرة رسميا وشعبيا، لنقد العدوان الإسرائيلي وإدانته بأشد العبارات".
وفي إطار مساعداتها لغزة، أرسلت جمعية خيرية تركية تسمى "كيمسة يوك مو" إلى القطاع ٤ شاحنات أدوية ومواد غذائية، وذكر مسئول الجمعية أنهم يستمرون في مواصلة الحملة الإغاثية لسكان غزة.
العرب وتركيا
وفي حوار حي أجرته "إسلام أون لاين.نت" الثلاثاء مع محمد العادل، الخبير في العلاقات التركية - العربية، قال: "موقف تركيا السياسي كان موقفًا جادًّا وواضحا؛ لذلك أرى أنه لو تعاونت بعض الدول العربية والإسلامية مع تركيا؛ لاتخاذ موقف جماعي بتعليق علاقاتها أو وقفها مع إسرائيل، لأجبرت هذا الكيان المعتدي على وقف عدوانه على إخواننا في غزة".
وردا على سؤال آخر حول الدور التركي في قضية الشرق الأوسط، قال: "أعتقد أن الدور التركي يمكن أن يكون مكملا ومساندًا للجانب العربي، بل مقويًا لها، لو أحسنت بعض العواصم العربية التعامل بشكل جدي مع المبادرات التركية".
واحتجاجا على العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، أوقف مشجعون أتراك مباراة كرة سلة أمام فريق إسرائيلي في العاصمة التركية أنقرة أمس بعد أن قذفوا أحذيتهم في الملعب، واحتسبت المباراة فوزا للفريق التركي، بعد رفض الفريق الإسرائيلي بدء المباراة بعد إخلاء الشرطة للمحتجين.
أحمد عبد الجواد
_________________
بتلك العبارات وصف كتاب عرب وقراء لصحف ومواقع إلكترونية الموقف التركي من العدوان الإسرائيلي المتواصل من أحد عشر يومًا على قطاع غزة المحاصر، مؤكدين أنه "تحرك رسمي وجماهيري نشط يعمل على إنهاء مأساة غزة"، ووصل الأمر بأحدهم أن اعتبر تركيا "قلب العروبة النابض".
وفي حين وُجهت معظم الاتهامات الرسمية العربية والدولية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، المسيطرة على غزة منذ يونيو 2007، بأنها مسئولة عن التصعيد الراهن في القطاع، حمل رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إسرائيل أول أمس المسئولية الكاملة عما وصل إليه الوضع في غزة.
وشدد أردوغان على أن اتهام حماس "غير مقبول ولا يجوز"، واعتبر العدوان الإسرائيلي على غزة "إهانة" لتركيا، التي كانت تضطلع بدور وساطة في مباحثات سلام غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا.
الدولة العثمانية
وفي كلمة أمام برلمانيي حزبه العدالة والتنمية، ذي الجذور الإسلامية، أمس وصف رئيس الوزراء التركي العدوان الإسرائيلي بأنه "نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية"، وشدد على أن الهدف من هذا العدوان هو "تسجيل مكاسب انتخابية" في الانتخابات التشريعية المبكرة في العاشر من الشهر المقبل.
ولفت أردوغان إلى أن "الأتراك العثمانيين أنقذوا أجداد ليفني (وزيرة الخارجية الإسرائيلية) وباراك (وزير الدفاع) من مظالم الصليبيين في إسبانيا عام 1490 لدى سقوط الدولة الأندلسية".
وهذه هي المرة الأولى التي يذكر فيه مسئول رسمي كلمة "الأتراك العثمانيين"، منذ سقوط الدولة العثمانية وإنهاء خلافتها عام 1924.
قادرة على التغيير
تعليقا على هذه التصريحات، وغيرها من جانب أنقرة، بشأن الوضع في غزة، أشاد بعض القراء في مداخلات لهم على بعض مواقع الإنترنت بالدور التركي.
فعلى موقع "الجزيرة.نت"، قال قارئ، يدعى عماد عويس، إن "دور تركيا هو أنسب الأدوار في هذه اللحظة؛ لأنها دولة ذات تاريخ حقيقي".
وأضاف: "تركيا فرصة هائلة للضياع العربي بما تحمل الكلمة من معانٍ، وشوكة مغلفة عند الغرب والأمريكان.. حقا تركيا ترتقي إلى حقيقة أظن أنها قادرة على تغيير الواقع المؤسف".
تعليق آخر، منشور أسفل أحد الأخبار على الموقع ذاته ويحمل اسم أحمد يونس، يقول "الله يحميك ويكثر من أمثالك يا أردوغان، أنت مخلص لبلدك وشعبك وأمتك".
وتابع قائلا: "كم نتمنى من الله أن يكون حكامنا بنفس المنهجية ونفس الحب والإيمان بأمتهم".
وعلى الموقع نفسه، كتب أحمد الشربيني: "أردوغان لم يبتسم منذ أن ظهر على الشاشات في الأزمة، وإذا ابتسم فعلى استحياء شديد، ولكن انظروا إلى قادتنا فيضحكون ملء فيهم وكأن الأمر لا يعنيهم، بداية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس صاحب المصيبة".
وتركيا من الدول التي بادرت برفض الهجوم الإسرائيلي على غزة فور وقوعه، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار، كما شارك مئات الآلاف من الأتراك في مظاهرات حاشدة لدعم غزة لم تشهد تركيا مثيلا لها منذ عام 1980.
تحرك جاد
من جانبه، أشاد الكاتب السياسي الأردني عريب الرنتاوي بالدور التركي في الأزمة الإنسانية التي تشهدها غزة، معتبرا أن تركيا أصبحت تمثل قلب العروبة النابض.
وفي مقال له على صحيفة الدستور الأردنية، قال الرنتاوي، "من بين كل التحركات السياسية النشطة التي تشهدها المنطقة الآن، يبدو التحرك التركي أكثرها جدية وتوازنا واتزانا".
وأردف قائلا: "ففي الوقت الذي يحمّل فيه بعض العرب حماس مسئولية انهيار التهدئة والكارثة في غزة، تهب أنقرة رسميا وشعبيا، لنقد العدوان الإسرائيلي وإدانته بأشد العبارات".
وفي إطار مساعداتها لغزة، أرسلت جمعية خيرية تركية تسمى "كيمسة يوك مو" إلى القطاع ٤ شاحنات أدوية ومواد غذائية، وذكر مسئول الجمعية أنهم يستمرون في مواصلة الحملة الإغاثية لسكان غزة.
العرب وتركيا
وفي حوار حي أجرته "إسلام أون لاين.نت" الثلاثاء مع محمد العادل، الخبير في العلاقات التركية - العربية، قال: "موقف تركيا السياسي كان موقفًا جادًّا وواضحا؛ لذلك أرى أنه لو تعاونت بعض الدول العربية والإسلامية مع تركيا؛ لاتخاذ موقف جماعي بتعليق علاقاتها أو وقفها مع إسرائيل، لأجبرت هذا الكيان المعتدي على وقف عدوانه على إخواننا في غزة".
وردا على سؤال آخر حول الدور التركي في قضية الشرق الأوسط، قال: "أعتقد أن الدور التركي يمكن أن يكون مكملا ومساندًا للجانب العربي، بل مقويًا لها، لو أحسنت بعض العواصم العربية التعامل بشكل جدي مع المبادرات التركية".
واحتجاجا على العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، أوقف مشجعون أتراك مباراة كرة سلة أمام فريق إسرائيلي في العاصمة التركية أنقرة أمس بعد أن قذفوا أحذيتهم في الملعب، واحتسبت المباراة فوزا للفريق التركي، بعد رفض الفريق الإسرائيلي بدء المباراة بعد إخلاء الشرطة للمحتجين.
أحمد عبد الجواد
_________________