الســـــــــــيف المغبر
دخل مسرعا ووجهه يقطر غضبا , امتشق سيفا قديما كان معلقا على الجدار وقد ( اعتلاه ) الغبار صعد على مقعد خشبي قبالة التلفاز الذي كان مايزال يذيع نشرة الأخبار والتعليق ... والتعليق على التعليق منذ زمن ولو استطاع الغبار ان ( يعتليه ) ايضا لفعل .
ضحكت زوجته بسخرية قائلة: ماذا تفعل يا( أخو)...العرب
- سأحارب .. وسأسترد كل ما أخذ وبالقوة
وبنفس انبرة الساخرة .....انز يا أخو ...... العــــ....لقد سبقوك تاركين لك وهما تعافوا منه وأعتقد بل أجزم انهم يبحثون عن ند لهم فلم تعد منافسهم .
نظر حوله بعد أن نبا سيفه وغادرته النخوة بائسة وانتحر الضميرعلى عتبة خطاباته .. أيعيدهذا السيف الى مكانه فقد أقلق راحته بعد سنين طويلة من الرقاد ؟؟؟؟؟؟؟ ام يحاول ثانية ربمايقبلون به في ساحةالوغى ....؟؟؟؟؟
لم يطل به التردد , طلب من زوجته ان تعيده الى مكانه فقد انعكست صورة الزمن الهرم بتجاعيده على يديه وتكاثفت خيطان العناكب على ذلك الرأس الذي انحنى وفارقته نشوة الشموخ ولم ..ولن ...يقو على الصراخ فما قد كان...., كان كثيرا على أن يستعاد والمسافة بينه وبين الآخرين لم تعد تقاس .
تكور على نفسه فوق ذلك المقعد الخشبي ناسيا و متناسيا صوت المذياع الاخباري وتاه في مجاهل اللامكان واللازمان فما عاد شيء يفك رموز احجيته سوى المعجزة .