إذا نجحت "إسرائيل" -لا قدر الله- في عدوانها الإجرامي على غزة بإسناد دولي وتواطؤ عربي، فكيف سيترجم ذلك الانتصار الفاشي على الأرض؟
وما هي ثماره المرة على الخارطة السياسية في المنطقة، وعلى عقيدة الأمة ومستقبلها؟
ستكون للدولة العبرية هيمنة مطلقة على «الشرق الأوسط الجديد»، الكيان الذي بشر به شمعون بيريز في كتابة الشهير منذ ما يزيد عن عقد من الزمان، وهو نفس المشروع الذي حملته لنا عصابة المحافظين الجدد من واشنطن في ولايتي جورج بوش، وكان أول خطواته العملية، تدمير العراق وتفكيك جيشه وتحطيم قدراته.
وليس مستبعداً إعادة طرح الوطن الفلسطيني البديل من جديد كواحد من أهداف ونتائج الحملة الإسرائيلية على غزة ومقاومتها. فالدولة العبرية تعلم أن المقاومة الإسلامية لا ترضى بديلاً عن فلسطين عقائدياً ومبدئياً، ولا يمكن طرح هذا الخيار إذا كان وجودها على الساحة مؤثراً وفاعلاً.
أما الأطرف الفلسطينية الأخرى فلا يستغرب منها التناغم مع مثل هذه المشاريع وقد أدمنت على تقديم التنازلات مقابل أن تبقى في دائرة الضوء والاهتمام الدولي الزائف. وإلا لماذا تصر "إسرائيل" دائماً على تأجيل ما يسمى بقضايا الحل النهائي؟
تدمير المسجد الأقصى سواء تم بأسلوب عرضي جراء انهيارات مبرمجة، أو استعراضي بأيدي صهاينة «متشددين»، سيكون أحد ثمار الانتصار الصهيوني -لا قدر الله- على المقاومة في غزة، خصوصاً مع الاكتشاف المستغرب من وسائل الإعلام الإسرائيلية للامبالاة العرب والمسلمين من استهداف الجيش الإسرائيلي للمساجد في القطاع والتي وصلت إلى 14 مسجداً. والتي كان أبشعها إلقاء قنبلة تزن نصف طن على مسجد إبراهيم المقادمة في بلدة بيت لاهيا، أثناء أداء عشرات المصلين صلاة المغرب مما أدى لاستشهاد أكثر من 10 منهم. فقد قالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: إن الجيش الإسرائيلي توقع ردّة فعل أكثر صعوبة على تدمير المساجد في العالمين العربي والإسلامي، ولكن لم يجد تلك الهبّة التي كان يخشاها!.
فهل ترانا تعودنا على تدنيس مقدساتنا والنيل من حرماتنا، من اعتداءات على المصاحف في العراق وأفغانستان وغوانتاناموا ومن رسوم كارتونية إلى روايات وأفلام ومسرحيات مسيئة؟
وهل ماتت فينا مشاعر الغيرة والنخوة أو كادت؟ أ
م تراه الحصاد المبرمج لمناهج تعليمية تبتعد بنا عن ثوابتنا والقنوات الفضائية والتي غزت بيوتنا وعقولنا بالفحش وسنوات الضياع والبرامج المستوردة والتي تحول حياة المراهقين والناشئة إلى إدمان على أوهام الثراء وسراب الشهرة والنجومية.
أليس من العيب أن تصدح شاكيرا ليلة رأس السنة في عاصمة عربية، فيما تطحن القنابل والطائرات الصهيونية أجساد وأشلاء الأطفال والنساء والمصلين في غزة؟ أوليس من المحرج أن تقام دورة كروية في عاصمة عربية أخرى لتتعالى أصوات الفرحة والمتعة والإثارة لتمتزج مع أصوات الجرحى والثكالى في محرقة غزة؟
لقد فضحت بطولات غزة وصمود أهلها الأسطوري عورات كثيرة وهتكت أستاراً عديدة. وعاد السؤال القديم والجديد ليطرح نفسه في الشارع العربي، ما هي مهمة الجيوش العربية؟
ولماذا تنفق مليارات الدولارات على صفقات الأسلحة؟
ثم إذا كانت "إسرائيل" عاجزة وبعد أيام من جنون القتل والقصف على مواجهة مقاومين محصورين، ترى كيف يكون الحال لو كانت مهمة الجيوش العربية الدفاع عن المقدسات وعن الأمة، لا عن تعسف الأنظمة؟
ياسر سعد
_________________
وما هي ثماره المرة على الخارطة السياسية في المنطقة، وعلى عقيدة الأمة ومستقبلها؟
ستكون للدولة العبرية هيمنة مطلقة على «الشرق الأوسط الجديد»، الكيان الذي بشر به شمعون بيريز في كتابة الشهير منذ ما يزيد عن عقد من الزمان، وهو نفس المشروع الذي حملته لنا عصابة المحافظين الجدد من واشنطن في ولايتي جورج بوش، وكان أول خطواته العملية، تدمير العراق وتفكيك جيشه وتحطيم قدراته.
وليس مستبعداً إعادة طرح الوطن الفلسطيني البديل من جديد كواحد من أهداف ونتائج الحملة الإسرائيلية على غزة ومقاومتها. فالدولة العبرية تعلم أن المقاومة الإسلامية لا ترضى بديلاً عن فلسطين عقائدياً ومبدئياً، ولا يمكن طرح هذا الخيار إذا كان وجودها على الساحة مؤثراً وفاعلاً.
أما الأطرف الفلسطينية الأخرى فلا يستغرب منها التناغم مع مثل هذه المشاريع وقد أدمنت على تقديم التنازلات مقابل أن تبقى في دائرة الضوء والاهتمام الدولي الزائف. وإلا لماذا تصر "إسرائيل" دائماً على تأجيل ما يسمى بقضايا الحل النهائي؟
تدمير المسجد الأقصى سواء تم بأسلوب عرضي جراء انهيارات مبرمجة، أو استعراضي بأيدي صهاينة «متشددين»، سيكون أحد ثمار الانتصار الصهيوني -لا قدر الله- على المقاومة في غزة، خصوصاً مع الاكتشاف المستغرب من وسائل الإعلام الإسرائيلية للامبالاة العرب والمسلمين من استهداف الجيش الإسرائيلي للمساجد في القطاع والتي وصلت إلى 14 مسجداً. والتي كان أبشعها إلقاء قنبلة تزن نصف طن على مسجد إبراهيم المقادمة في بلدة بيت لاهيا، أثناء أداء عشرات المصلين صلاة المغرب مما أدى لاستشهاد أكثر من 10 منهم. فقد قالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: إن الجيش الإسرائيلي توقع ردّة فعل أكثر صعوبة على تدمير المساجد في العالمين العربي والإسلامي، ولكن لم يجد تلك الهبّة التي كان يخشاها!.
فهل ترانا تعودنا على تدنيس مقدساتنا والنيل من حرماتنا، من اعتداءات على المصاحف في العراق وأفغانستان وغوانتاناموا ومن رسوم كارتونية إلى روايات وأفلام ومسرحيات مسيئة؟
وهل ماتت فينا مشاعر الغيرة والنخوة أو كادت؟ أ
م تراه الحصاد المبرمج لمناهج تعليمية تبتعد بنا عن ثوابتنا والقنوات الفضائية والتي غزت بيوتنا وعقولنا بالفحش وسنوات الضياع والبرامج المستوردة والتي تحول حياة المراهقين والناشئة إلى إدمان على أوهام الثراء وسراب الشهرة والنجومية.
أليس من العيب أن تصدح شاكيرا ليلة رأس السنة في عاصمة عربية، فيما تطحن القنابل والطائرات الصهيونية أجساد وأشلاء الأطفال والنساء والمصلين في غزة؟ أوليس من المحرج أن تقام دورة كروية في عاصمة عربية أخرى لتتعالى أصوات الفرحة والمتعة والإثارة لتمتزج مع أصوات الجرحى والثكالى في محرقة غزة؟
لقد فضحت بطولات غزة وصمود أهلها الأسطوري عورات كثيرة وهتكت أستاراً عديدة. وعاد السؤال القديم والجديد ليطرح نفسه في الشارع العربي، ما هي مهمة الجيوش العربية؟
ولماذا تنفق مليارات الدولارات على صفقات الأسلحة؟
ثم إذا كانت "إسرائيل" عاجزة وبعد أيام من جنون القتل والقصف على مواجهة مقاومين محصورين، ترى كيف يكون الحال لو كانت مهمة الجيوش العربية الدفاع عن المقدسات وعن الأمة، لا عن تعسف الأنظمة؟
ياسر سعد
_________________