بقلم د. محمد الأحمري
'ما يهمنيش ..غزة على الجزمة.. يهمني أمريكا وإسرائيل'!
هكذا قال المسؤول المصري الأول في المفاوضات بين حماس ومصر، قبل بدء الإبادة العسكرية في غزة، وأكمل:
"يجب أن تخرج حماس من غزة وتسلمها للسلطة.. كلمة وحدة"
، فرد الفلسطيني، ولكن.. فرد المسؤول الكبير:
"ما يهمنيش ..غزة على الجزمة.. يهمني أمريكا وإسرائيل"،
المسؤول المصري الكبير الذي قال وهدد بهذا القول، ولكنه كان صارما ونهائيا في قوله قبل بدء الإبادة، النص السابق قاله المسؤول المصري الأعلى من مبارك في الموضوع.
يستحي المفاوضون الفلسطينيون فيمدحون الحكومة المصرية (التي أصبحت مجرد مكاتب دعاية وضغط للحكومة الصهيونية) فيسمون مصر:
"وسيطة"، ولكنهم يعلمون حقا أنها في حالة حرب معهم، "ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى عدوا له ما من صداقته بد!" لأنه ما من نصير ولا صديق ولا وسيط ولا قريب ولا بعيد.
الوسيط المصري قال:
"ما يهمنيش ..غزة على الجزمة.. يهمني أمريكا وإسرائيل"، قالها في وجوه الغزاويين المقاومين، وهو الموقف المعلن والمخفي أسوأ إن كان هناك تخيل للأسوأ، ثم يقوم بدور الوسيط، ومن قبل أهانت كونداليزا رايس محمود عباس ونهرته أمام حكومته وصعب الأمر على الموجودين فمدحته بعد خروجها على الإعلام، وهي من ميراث العبيد تعرف تماما أثر السوط والمدح لتقويم سلوك العبد!
أن تهين كونداليزا وبوش الحكام العرب، فهذا هو الهاري والطاري، وكله مقبول عندهم إذ يكفي رضاهم! ولكن أن يتخيلوا هم أنهم ارتقوا لمستواها، وأن يقلدوها ويستخدموا الأسلوب نفسه الذي تستخدمه معهم على المقاومة فقد ارتقوا مرتقى صعبا بهذا التشبه!
مصر وأتباعها كانوا صريحين وبلا نقاش أنهم يمثل الموقف الصهيوني والأمريكي، ويدينون المقاومة، قالت ليفني قبل أيام إن محادثات القاهرة لمصلحة إسرائيل وضد حماس، والآن على الصفحة الأخيرة من نيوز ويك 2 يناير 29 مقابلة مع ليفني، وجوابا على سؤال: هل تشعرون بأنكم تتمتعون بدعم العرب المعتدلين؟ أجابت:
"لا أريد أن أحرج أحد، ولكن أعلم أني أمثل مصالحهم أيضا، لم نعد اليوم أمام صراع إسرائيلي فلسطيني أو عربي، بل أمام صراع بين المعتدلين والمتطرفين، هكذا تنقسم المنطقة اليوم".
فالمبادرة المصرية الإسرائيلية تذهب وتجيئ ويتأخر الرد المماطل ثم يعود بالرفض، وكأنه لا هواتف ولا دوائر تلفزيوينة
ومماطلة للتأخير ولاستمرار المذبحة ولإبادة المقاومة، ولإخضاعها التام،
وقد حاول المحور الإسرائيلي المصري إيقاف عقد جلسة مجلس الأمن، ثم منعوا القمة، ولينتهي الصهاينة من فكرة أن هناك فلسطينيين أوأن هناك مستقبل لهم، فالمستقبل لإدارة تكلف بها تل أبيب أمثال "دحلان"، الذي لعله أمر بأن يخفف ظهوره حتى يأتي وقته وأمثاله،
ولينتصر الصهاينة بالحرب التي ألهبتها مصر، بتوجيه الصهاينة بأن ترفض وجود حماس على حدودها،
وبرفض ما تعنيه من إسلام وديمقراطية واختيار شعبي،
فصور الصهاينة الحرب المصرية على غزة بأنها مصيرية لمبارك وأنها حرب مصرية داخلية حاسمة، وفرع عن الحرب الداخلية على الإسلام الذي يمثله أحرار مصر من الذين لم يقبلوا بالعبودية المباركية للصهاينة، ويأبون أن تصبح بلادهم كما يريد جواسيس الصهاينة المتحكمين مجرد "مكتب خلفي" لإدارة المصالح الصهيونية في المنطقة، وبث السيطرة الصهيونية على مجموعة المعتذرين للإرهاب الصهيوني أي من تسميهم ليفني مادحة بـ"المعتدلين".
لا يعرف الصهاينة في قاموسهم السياسي في المنطقة العربية إلا عبيدا تملكتهم ودولهم بمعاهدات مهينة ومذلة، وتعرف في المقابل مقاومة تقتلها وتسميها إرهابا، وتحرض العرب على حرب المقاومة والمستقلين والإسلاميين،
ولكنها كأي إرهابي محتل ستغدق المدح على العبيد وتصفهم بـ"المعتدلين"، وهم من يجاهر بالاعتذار لها، وتجمع العالم ضد المقاومة وتجرمها، وفي الطريق لمدح المعتذرين وتقدير جهودهم، وسيرقّصهم مرة أخرى بيريز ولفني وباراك بالمدح كالأطفال، ويشكرونهم علنا على الخدمات الجليلة للإرهاب الصهيوني في حربه على غزة.
أن تعقد مصر معاهدة مع الإرهاب الصهيوني العنصري، فهكذا الدول تضطر للظروف الصعبة، تنتصر وتنهزم، وتحارب وتقاوم، ولكن المعاهدة أخرجت مصر من التاريخ ومن القدرة والقوة، وأصبحت كما ترون لا قيمة لها إلا بما تمنحه تل أبيب لها من دور.
ولكن أيضا أن ترهق الآخرين بأن يتبعوها، وتجرهم بالقوة والترغيب بمودة الصهاينة والترهيب بالطرد أو الحرمان من الحضن الأمريكي، وأن يستعبد مبارك عربا آخرين لا لمصلحة مصر فليته كذلك، ولكن لخدمة سادته، وإثبات كمال العبودية فهذه إنهاء لبقية أشكال السيادة، وفراغ وضياع سياسي هائل.
إن الحكومات العربية الكثيرة التي يجرجرها حتى مبارك وعمر سليمان والغيط، ويستخدمونها رشوة رخيصة لكسب استمرار المودة ولتأييد الصهاينة يجب أن تبحث عن مخرج يخرجها من الذل والخضوع لمكتب ليفني في القاهرة، فإن لم يقدموا شيئا للفلسطينيين فلا يحق لهم أن يساعدوا على تدمير غزة وإماتة الناس فيها، فلا أقل من أن يترفعوا من التبعية المهينة هذه، ومن رضي بإبادة غزة فلن يدافع عن غيرها، ويعلم أنه سيكون الضحية القادمة عسكريا.
إن العرب الذين تنازلوا من قبل وسحبوا جهودهم ومبادراتهم للمصالحة الفلسطينية، والتي كادت أن تثمر، فأبى مبارك وأوقف مبادرتهم، بسبب تبعيته، وبسبب حربه المشتركة معهم ضد الفلسطينيين ولتستفرد بهم واحدا واحدا، فأوغر صدور العرب ضد إخوانهم، وبسبب خوفه أيضا من دخول غيره مستقلا على خط المودة، فمبارك هو من أوقف المصالحة الأولى بإلحاح إسرائيلي.
يجب أن تفكر هذه الكيانات العربية أن تتحول يوما ما لتكون دولا، لا أن تبقى مجرد مكاتب تابعة لمن عبر أو لمبارك، وهو بدوره تابع لغيره، وسيقول مستقبلا لكم: ما يهمنيش..
_________________
'ما يهمنيش ..غزة على الجزمة.. يهمني أمريكا وإسرائيل'!
هكذا قال المسؤول المصري الأول في المفاوضات بين حماس ومصر، قبل بدء الإبادة العسكرية في غزة، وأكمل:
"يجب أن تخرج حماس من غزة وتسلمها للسلطة.. كلمة وحدة"
، فرد الفلسطيني، ولكن.. فرد المسؤول الكبير:
"ما يهمنيش ..غزة على الجزمة.. يهمني أمريكا وإسرائيل"،
المسؤول المصري الكبير الذي قال وهدد بهذا القول، ولكنه كان صارما ونهائيا في قوله قبل بدء الإبادة، النص السابق قاله المسؤول المصري الأعلى من مبارك في الموضوع.
يستحي المفاوضون الفلسطينيون فيمدحون الحكومة المصرية (التي أصبحت مجرد مكاتب دعاية وضغط للحكومة الصهيونية) فيسمون مصر:
"وسيطة"، ولكنهم يعلمون حقا أنها في حالة حرب معهم، "ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى عدوا له ما من صداقته بد!" لأنه ما من نصير ولا صديق ولا وسيط ولا قريب ولا بعيد.
الوسيط المصري قال:
"ما يهمنيش ..غزة على الجزمة.. يهمني أمريكا وإسرائيل"، قالها في وجوه الغزاويين المقاومين، وهو الموقف المعلن والمخفي أسوأ إن كان هناك تخيل للأسوأ، ثم يقوم بدور الوسيط، ومن قبل أهانت كونداليزا رايس محمود عباس ونهرته أمام حكومته وصعب الأمر على الموجودين فمدحته بعد خروجها على الإعلام، وهي من ميراث العبيد تعرف تماما أثر السوط والمدح لتقويم سلوك العبد!
أن تهين كونداليزا وبوش الحكام العرب، فهذا هو الهاري والطاري، وكله مقبول عندهم إذ يكفي رضاهم! ولكن أن يتخيلوا هم أنهم ارتقوا لمستواها، وأن يقلدوها ويستخدموا الأسلوب نفسه الذي تستخدمه معهم على المقاومة فقد ارتقوا مرتقى صعبا بهذا التشبه!
مصر وأتباعها كانوا صريحين وبلا نقاش أنهم يمثل الموقف الصهيوني والأمريكي، ويدينون المقاومة، قالت ليفني قبل أيام إن محادثات القاهرة لمصلحة إسرائيل وضد حماس، والآن على الصفحة الأخيرة من نيوز ويك 2 يناير 29 مقابلة مع ليفني، وجوابا على سؤال: هل تشعرون بأنكم تتمتعون بدعم العرب المعتدلين؟ أجابت:
"لا أريد أن أحرج أحد، ولكن أعلم أني أمثل مصالحهم أيضا، لم نعد اليوم أمام صراع إسرائيلي فلسطيني أو عربي، بل أمام صراع بين المعتدلين والمتطرفين، هكذا تنقسم المنطقة اليوم".
فالمبادرة المصرية الإسرائيلية تذهب وتجيئ ويتأخر الرد المماطل ثم يعود بالرفض، وكأنه لا هواتف ولا دوائر تلفزيوينة
ومماطلة للتأخير ولاستمرار المذبحة ولإبادة المقاومة، ولإخضاعها التام،
وقد حاول المحور الإسرائيلي المصري إيقاف عقد جلسة مجلس الأمن، ثم منعوا القمة، ولينتهي الصهاينة من فكرة أن هناك فلسطينيين أوأن هناك مستقبل لهم، فالمستقبل لإدارة تكلف بها تل أبيب أمثال "دحلان"، الذي لعله أمر بأن يخفف ظهوره حتى يأتي وقته وأمثاله،
ولينتصر الصهاينة بالحرب التي ألهبتها مصر، بتوجيه الصهاينة بأن ترفض وجود حماس على حدودها،
وبرفض ما تعنيه من إسلام وديمقراطية واختيار شعبي،
فصور الصهاينة الحرب المصرية على غزة بأنها مصيرية لمبارك وأنها حرب مصرية داخلية حاسمة، وفرع عن الحرب الداخلية على الإسلام الذي يمثله أحرار مصر من الذين لم يقبلوا بالعبودية المباركية للصهاينة، ويأبون أن تصبح بلادهم كما يريد جواسيس الصهاينة المتحكمين مجرد "مكتب خلفي" لإدارة المصالح الصهيونية في المنطقة، وبث السيطرة الصهيونية على مجموعة المعتذرين للإرهاب الصهيوني أي من تسميهم ليفني مادحة بـ"المعتدلين".
لا يعرف الصهاينة في قاموسهم السياسي في المنطقة العربية إلا عبيدا تملكتهم ودولهم بمعاهدات مهينة ومذلة، وتعرف في المقابل مقاومة تقتلها وتسميها إرهابا، وتحرض العرب على حرب المقاومة والمستقلين والإسلاميين،
ولكنها كأي إرهابي محتل ستغدق المدح على العبيد وتصفهم بـ"المعتدلين"، وهم من يجاهر بالاعتذار لها، وتجمع العالم ضد المقاومة وتجرمها، وفي الطريق لمدح المعتذرين وتقدير جهودهم، وسيرقّصهم مرة أخرى بيريز ولفني وباراك بالمدح كالأطفال، ويشكرونهم علنا على الخدمات الجليلة للإرهاب الصهيوني في حربه على غزة.
أن تعقد مصر معاهدة مع الإرهاب الصهيوني العنصري، فهكذا الدول تضطر للظروف الصعبة، تنتصر وتنهزم، وتحارب وتقاوم، ولكن المعاهدة أخرجت مصر من التاريخ ومن القدرة والقوة، وأصبحت كما ترون لا قيمة لها إلا بما تمنحه تل أبيب لها من دور.
ولكن أيضا أن ترهق الآخرين بأن يتبعوها، وتجرهم بالقوة والترغيب بمودة الصهاينة والترهيب بالطرد أو الحرمان من الحضن الأمريكي، وأن يستعبد مبارك عربا آخرين لا لمصلحة مصر فليته كذلك، ولكن لخدمة سادته، وإثبات كمال العبودية فهذه إنهاء لبقية أشكال السيادة، وفراغ وضياع سياسي هائل.
إن الحكومات العربية الكثيرة التي يجرجرها حتى مبارك وعمر سليمان والغيط، ويستخدمونها رشوة رخيصة لكسب استمرار المودة ولتأييد الصهاينة يجب أن تبحث عن مخرج يخرجها من الذل والخضوع لمكتب ليفني في القاهرة، فإن لم يقدموا شيئا للفلسطينيين فلا يحق لهم أن يساعدوا على تدمير غزة وإماتة الناس فيها، فلا أقل من أن يترفعوا من التبعية المهينة هذه، ومن رضي بإبادة غزة فلن يدافع عن غيرها، ويعلم أنه سيكون الضحية القادمة عسكريا.
إن العرب الذين تنازلوا من قبل وسحبوا جهودهم ومبادراتهم للمصالحة الفلسطينية، والتي كادت أن تثمر، فأبى مبارك وأوقف مبادرتهم، بسبب تبعيته، وبسبب حربه المشتركة معهم ضد الفلسطينيين ولتستفرد بهم واحدا واحدا، فأوغر صدور العرب ضد إخوانهم، وبسبب خوفه أيضا من دخول غيره مستقلا على خط المودة، فمبارك هو من أوقف المصالحة الأولى بإلحاح إسرائيلي.
يجب أن تفكر هذه الكيانات العربية أن تتحول يوما ما لتكون دولا، لا أن تبقى مجرد مكاتب تابعة لمن عبر أو لمبارك، وهو بدوره تابع لغيره، وسيقول مستقبلا لكم: ما يهمنيش..
_________________