العنف عند الأطفال:
إن المتتبع لواقع الأطفال في هذا الزمان يلحظ نشؤ ظاهرة غريبة لديهم تدعو للتساؤل ألا وهي ظاهرة العنف. فظاهرة العنف تعودناها عند الكبار، فما بالها تحولت إلى الصغار – ما الأسباب والدوافع التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة في أوساط الصغار، رغم ما عهد فيهم من براءة وسلامة صدر ونسيان سريع حتى لو أسيء إليهم
حالة عدوانية
هناك ظاهرة عنف بين الأطفال بين بعضهم البعض، وهناك ظاهرة عنف من الكبار تجاه الأطفال وكلا الحالتين له تأثير سلبي جسدي ونفسي على الأطفال. ويشتد هذا التأثير سلباً إذا ارتبط العنف ضد الأطفال بالظلم والقسوة والتعنيف الشديد أو كان بوجود أقران الطفل من زملائه أو أصدقائه، مما يولد حالة عدوانية عند الطفل تعكس رغبته في الانتقام والتقليد والمحاكاة لما يجده من معاملة قاسية وعدوانية. ويزداد تأثير العنف بين الأطفال بين بعضهم البعض إذا لم يجد الطفل من يدافع عنه أو يعاقب المعتدي مما قد يدفع الطفل إلى الانطواء أو عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، وضعف التحصيل العلمي لشرود ذهن الطفل بالآثار السلبية الناتجة عن الاعتداء عليه من قبل الآخرين.
كما أنه قد يولد عند الطفل الاضطرابات النفسية والأعراض العضوية التي قد تحرمه النوم، وتؤثر على ثقته بنفسه وتشعره بالحزن والتوتر الشديد، لذا يحسن لتفادي كل هذه الآثار السلبية الناتجة عن العنف بين الأطفال الاهتمام بتربية الطفل تربية تحفظ له حقوقه، وتحمي الآخرين من اعتدائه عليهم بحيث ينشأ الطفل منذ الصغر على احترام حقوق الآخرين والحب والتسامح وتبادل الهدايا مع أقرانه وزملائه في المدرسة وأصدقائه ليكسب ودهم ومحبتهم. وكذلك يجب عدم إغفال السعي للمصالحة بينه وبين من يعتدي عليه ومعاقبته المعتدي عليه ومعاقبة المعتدي في حالة عدم قبوله الاعتذار، وتكرار الاعتداء.
المشاكل الزوجية
كما لا ننسى أن ننبه إلى أن المشاكل الزوجية المتكررة والمشادة بين الزوجين أمام الأطفال تولد نفسية عدوانية للأطفال بل يعمد بعض الأزواج إلى ضرب زوجته أمام أطفاله، مما يتسبب في تدمير نفسية الأطفال والاقتداء بوالده في الإساءة إلى اقرب الناس إليه من أفراد أسرته وزملائه في المدرسة.
كما لا ننسى أن نشير إلى الآثار السلبية الناتجة عن مشاهدة أفلام العنف سواء ما كان منها تلفزيونياً أو عبر الألعاب الالكترونية، يجب أن يقوم الوالدان المربون بدورهم الفعال للحد من هذه الظاهرة السيئة بين الأطفال.
وكذلك من أسباب عنف الأطفال إهمال الوالدين، وعدم قيامهما بواجب الرعاية المبكرة وأعني الرعاية بكامل معانيها من القرب إلى الأطفال وحسن التعامل معهم واللطف واللباقة معهم، وترك القسوة في التفاهم معهم إذ أن ترك هذه الرعاية قد يوجد ردة فعل يصاحبها شيء من العنف. ومن أسباب العنف عند الأطفال فتح الباب لهم على مصراعيه والإذن المطلق لهم بمشاهدة جميع الأفلام والقنوات واللعب بما يسمى (البليستيشن) وبحرية مطلقة حيث إن بعضا من برامجه وأشرطته كلها عنف، ، ولا شك أن الطفل سريع التأثر سريع التقليد .
ويعود سلوك العنف لدىالاطفال لعدة عوامل:
عوامل وراثية
مثل: ما ينقل إلى الابن من الآباء والأجداد من صفات وخصائص وتكوينات غير ناقلات الوراثة أو الجينات. فيحدث إفرازات هرمونية وغددية، فمثلاً إذا زاد إفراز الغدة الدرقية صاحب انفعال زائد وسلوك عدواني واضح، يعكس الخمول في إفراز الغدة النخامية ليصاحبه خمول وهدوء وإن صار هناك عدوان فهو ببرود أعصاب.
. عوامل بيئية
وهي جميع ما يسريه الطفل من خبرات من ولادته أو حتى قبل ولادته إلى أن يبلغ. ومن ذلك ظروف التنشئة الاجتماعية، وخبرات القسوة والعنف من الوالدين أو المحيطين به مع الطفل، والحرمان والصد والزجر والإهمال، ولعل همها الحرمان العاطفي، ومن العوامل البيئة: ظروف التربية والدراسة والظروف الثقافية ومكوناتها من العادات والتقاليد والقيم والنظم. إذا التفاعل مع هذه العوامل يؤثر على الحالة النفسية للطفل مما قد يجعله عدوانيا تجاه نفسه والآخرين من حوله.
•
فالمعروف عند المتخصص في علم النفس أو غيره أن الطفل الذي يشعر بالحرمان العاطفي من والده أو يشعر بنقص ما في شكله ( أصم، وزن زائد، تشويه جسمي معين) لا يستطيع التعبير عن انفعالاته بالكلام فيلجأ للصراخ أو الاعتداء على الآخرين، أو تكسير حاجاته أو حاجات الآخرين في المنزل.
هنا لا بد من فهم فسيولوجية الطفل (تكوينه النفسي والجسمي)، وكيف يحدث النمو وما هو تأثير كل مرحلة حتى يتناسى للآباء والأمهات التعامل مع بإيجابية. فنأخذ على سبيل المثال: الطفل حين لا يشعر بالحب والحنان والعطف من الذين حوله يجعله يستخدم حيلة لجذب انتباه الآخرين من حوله، فيلجأ لخطأ معين حتى يعاقب عليهم بعد ذلك يلتفت إليه الوالد أو الوالدة لتدليله وحضنه وضمه، وهكذا يرى الوالدان أن الطفل عنيف، كذلك حين شعوره بالغيرة بسبب وجود مولود جديد أو عدم حصوله على ما يريد أو ما يملكه الآخرون يلجأ لأي نوع من العنف ليعبر عن شعوره معتقدا أن الآخرين يفهمونه، فشعور الطفل بالخوف والقلق والتوتر أيضا يدفعه للعدوان مع نفسه أو مع الآخرين.
سلوك مكتسب
بعد إرجاع العنف لعدة عوامل، هنا يجب الإشارة إلى أن العدوان أو العنف لدى الأطفال سلوك مكتسب متعلم من البيئة مثل الوالدين والأقرباء والمدرسة والأصدقاء والأهم من وسائل الإعلام خصوصاً من القنوات التلفزيونية والموجهة لأطفالنا حالياً. ويدعم كلامي هذا نظرية العالم " باندور" بنظريته التقليدية ولمحاكاة ولتي خلاصتها أن غالبية سلوك الإنسان مكتسب ومتعلم، وهذا يعتبر نصيحة للوالدين ووسائل الإعلام بأن يحرصوا على أطفالنا، وعدم المساعدة في إيجاد جيل من الأطفال هم شباب الغد يتصف بالعدوانية والعنف.
اننا نفهم سلوك العائلة من مشاهدة سلوك الطفل وبالتالي نستطيع الحكم على اتجاه وأفكار محيطه الأسري.
ولقد دلت الدراسات النفسية أن من يشاهد العنف في منزل أسرته سواء عنف لفظي، أو بدني فهناك احتمال عشر مرات أن يكون عنيفاً مع الآخرين، وكذلك مع أسرته في المستقبل، فيجب عدم التهاون في مثل هذه الأمور، لأن ما يمر به الطفل من خبرات في حياته هو مجموعة من القواعد تحدد سلوك الفرد في المستقبل.
ولا بد من إدراك أن البرمجة العقلية للفرد تبدأ منذ الصغر، فلقد دلت الدراسات أن 50% من سلوك الطفل يتشكل في الخمس سنوات الأولى و 75% عند إكماله لثماني سنين و 95% عند بلوغه الثامنة عشر، فإذا وجد الطفل في بيته تشجيع على العنف والعدوان بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة فالمسؤولية تقع على المحيطين به.
• مشاعر الكراهة
قد ينشأ الطفل ببيت تسوده الكراهية بين أفراده، فالشجار دائم بين الأبوين والحب لا وجود له، فيه تراشق بالسباب والخصام أمام الأبناء، وقد يصل الأمر إلى القطيعة والطلاق، فيحدث أحد الأبوين الأبناء الصغار بمشاعر الكراهية التي يحملها نحو الآخر، هنا يمتص الطفل مهما كان سنه مشاعر الكراهية والشجار في الأسرة، فتكون طابعاً للعلاقات بينه وبين أقرانه وبينه وبين أسرته، وقد ينقلها للمدرسة وللأقران في الزيارات أو حتى المعلمين.
لذا نجد هؤلاء الأطفال يعانون من القلق الدائم والاضطراب النفسي نتيجة الظروف غير المستقرة التي يعيشونها ويكون الطفل عرضة للاستثارة لأتفه الأسباب، فيحملون مشاعر الكراهية لأنفسهم وللآخرين، وينتقل ذلك إلى مشاعر عدوانية موجهة ضد المجتمع بكامله على شكل سلوك منحرف (مخدرات، فتحيط، الكتابة على الجدران، سرقات، المشاجرات..الخ).
ويجب أن ندرك أن الطفل الصغير ما دون سنتين إذا تغيرت عليه البيئة (زيارة من منزل إلى منزل – نقل بالسيارة) نجده يشعر بالاضطراب وانزعاج يبرز ذلك من خلال عدوانيته بالصراخ والبكاء، فالأم لا تعرف ماذا حل بابنها أو بنتها؟ أيضاً بعد الأمهات العاملات عن أبنائهم يولد العنف لديهم كردة فعل لتركها لابنها، فلابد من ملاحظة هذه الأمور، فإلمام الأم والأب بمراحل النمو أمر مطلوب ومهم لمعرفة كل خصوصيات النمو فالوقاية خير من العلاج.
- ولابد من التوقف عن التعامل مع الاطفال باسلوب صارم كالضرب والتوبيخ الدائم.
- ابعاد الطفل عن القدوة السيئة التي يتعامل معها كالاصدقاء او بعض برامج التلفاز.
- ابعاد الطفل عن مشاهدة النزاعات الاسرية.
- تعزيز شعور الطفل بالسعادة والثقة بالنفس.
- تفريغ الطاقة البدنية للطفل من خلال ممارسة بعض الانشطة البدنية متل الجري قيادة الدراجة.....
- محاورة الطفل وارشاده لكيفية التعبير عن نفسه منخلال حركات او الرسم .
- اشعار الطفل بأهميتة مايقوم به وتشجيعه وعدم ارباكه بمهام لايستطيع تنفيذها.
- عدم مناقشة مشاكل الطفل مع الاخرين اثناء وجوده مإن ذلك يؤدي إما لشعوره بالانتصار نتيجة عدم قدرة الاهل على حلها او لشعوره بالحرج مما يؤدي الى زيادة المشكلة تعقيدا
إن المتتبع لواقع الأطفال في هذا الزمان يلحظ نشؤ ظاهرة غريبة لديهم تدعو للتساؤل ألا وهي ظاهرة العنف. فظاهرة العنف تعودناها عند الكبار، فما بالها تحولت إلى الصغار – ما الأسباب والدوافع التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة في أوساط الصغار، رغم ما عهد فيهم من براءة وسلامة صدر ونسيان سريع حتى لو أسيء إليهم
حالة عدوانية
هناك ظاهرة عنف بين الأطفال بين بعضهم البعض، وهناك ظاهرة عنف من الكبار تجاه الأطفال وكلا الحالتين له تأثير سلبي جسدي ونفسي على الأطفال. ويشتد هذا التأثير سلباً إذا ارتبط العنف ضد الأطفال بالظلم والقسوة والتعنيف الشديد أو كان بوجود أقران الطفل من زملائه أو أصدقائه، مما يولد حالة عدوانية عند الطفل تعكس رغبته في الانتقام والتقليد والمحاكاة لما يجده من معاملة قاسية وعدوانية. ويزداد تأثير العنف بين الأطفال بين بعضهم البعض إذا لم يجد الطفل من يدافع عنه أو يعاقب المعتدي مما قد يدفع الطفل إلى الانطواء أو عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، وضعف التحصيل العلمي لشرود ذهن الطفل بالآثار السلبية الناتجة عن الاعتداء عليه من قبل الآخرين.
كما أنه قد يولد عند الطفل الاضطرابات النفسية والأعراض العضوية التي قد تحرمه النوم، وتؤثر على ثقته بنفسه وتشعره بالحزن والتوتر الشديد، لذا يحسن لتفادي كل هذه الآثار السلبية الناتجة عن العنف بين الأطفال الاهتمام بتربية الطفل تربية تحفظ له حقوقه، وتحمي الآخرين من اعتدائه عليهم بحيث ينشأ الطفل منذ الصغر على احترام حقوق الآخرين والحب والتسامح وتبادل الهدايا مع أقرانه وزملائه في المدرسة وأصدقائه ليكسب ودهم ومحبتهم. وكذلك يجب عدم إغفال السعي للمصالحة بينه وبين من يعتدي عليه ومعاقبته المعتدي عليه ومعاقبة المعتدي في حالة عدم قبوله الاعتذار، وتكرار الاعتداء.
المشاكل الزوجية
كما لا ننسى أن ننبه إلى أن المشاكل الزوجية المتكررة والمشادة بين الزوجين أمام الأطفال تولد نفسية عدوانية للأطفال بل يعمد بعض الأزواج إلى ضرب زوجته أمام أطفاله، مما يتسبب في تدمير نفسية الأطفال والاقتداء بوالده في الإساءة إلى اقرب الناس إليه من أفراد أسرته وزملائه في المدرسة.
كما لا ننسى أن نشير إلى الآثار السلبية الناتجة عن مشاهدة أفلام العنف سواء ما كان منها تلفزيونياً أو عبر الألعاب الالكترونية، يجب أن يقوم الوالدان المربون بدورهم الفعال للحد من هذه الظاهرة السيئة بين الأطفال.
وكذلك من أسباب عنف الأطفال إهمال الوالدين، وعدم قيامهما بواجب الرعاية المبكرة وأعني الرعاية بكامل معانيها من القرب إلى الأطفال وحسن التعامل معهم واللطف واللباقة معهم، وترك القسوة في التفاهم معهم إذ أن ترك هذه الرعاية قد يوجد ردة فعل يصاحبها شيء من العنف. ومن أسباب العنف عند الأطفال فتح الباب لهم على مصراعيه والإذن المطلق لهم بمشاهدة جميع الأفلام والقنوات واللعب بما يسمى (البليستيشن) وبحرية مطلقة حيث إن بعضا من برامجه وأشرطته كلها عنف، ، ولا شك أن الطفل سريع التأثر سريع التقليد .
ويعود سلوك العنف لدىالاطفال لعدة عوامل:
عوامل وراثية
مثل: ما ينقل إلى الابن من الآباء والأجداد من صفات وخصائص وتكوينات غير ناقلات الوراثة أو الجينات. فيحدث إفرازات هرمونية وغددية، فمثلاً إذا زاد إفراز الغدة الدرقية صاحب انفعال زائد وسلوك عدواني واضح، يعكس الخمول في إفراز الغدة النخامية ليصاحبه خمول وهدوء وإن صار هناك عدوان فهو ببرود أعصاب.
. عوامل بيئية
وهي جميع ما يسريه الطفل من خبرات من ولادته أو حتى قبل ولادته إلى أن يبلغ. ومن ذلك ظروف التنشئة الاجتماعية، وخبرات القسوة والعنف من الوالدين أو المحيطين به مع الطفل، والحرمان والصد والزجر والإهمال، ولعل همها الحرمان العاطفي، ومن العوامل البيئة: ظروف التربية والدراسة والظروف الثقافية ومكوناتها من العادات والتقاليد والقيم والنظم. إذا التفاعل مع هذه العوامل يؤثر على الحالة النفسية للطفل مما قد يجعله عدوانيا تجاه نفسه والآخرين من حوله.
•
- الحرمان العاطفي
فالمعروف عند المتخصص في علم النفس أو غيره أن الطفل الذي يشعر بالحرمان العاطفي من والده أو يشعر بنقص ما في شكله ( أصم، وزن زائد، تشويه جسمي معين) لا يستطيع التعبير عن انفعالاته بالكلام فيلجأ للصراخ أو الاعتداء على الآخرين، أو تكسير حاجاته أو حاجات الآخرين في المنزل.
هنا لا بد من فهم فسيولوجية الطفل (تكوينه النفسي والجسمي)، وكيف يحدث النمو وما هو تأثير كل مرحلة حتى يتناسى للآباء والأمهات التعامل مع بإيجابية. فنأخذ على سبيل المثال: الطفل حين لا يشعر بالحب والحنان والعطف من الذين حوله يجعله يستخدم حيلة لجذب انتباه الآخرين من حوله، فيلجأ لخطأ معين حتى يعاقب عليهم بعد ذلك يلتفت إليه الوالد أو الوالدة لتدليله وحضنه وضمه، وهكذا يرى الوالدان أن الطفل عنيف، كذلك حين شعوره بالغيرة بسبب وجود مولود جديد أو عدم حصوله على ما يريد أو ما يملكه الآخرون يلجأ لأي نوع من العنف ليعبر عن شعوره معتقدا أن الآخرين يفهمونه، فشعور الطفل بالخوف والقلق والتوتر أيضا يدفعه للعدوان مع نفسه أو مع الآخرين.
سلوك مكتسب
بعد إرجاع العنف لعدة عوامل، هنا يجب الإشارة إلى أن العدوان أو العنف لدى الأطفال سلوك مكتسب متعلم من البيئة مثل الوالدين والأقرباء والمدرسة والأصدقاء والأهم من وسائل الإعلام خصوصاً من القنوات التلفزيونية والموجهة لأطفالنا حالياً. ويدعم كلامي هذا نظرية العالم " باندور" بنظريته التقليدية ولمحاكاة ولتي خلاصتها أن غالبية سلوك الإنسان مكتسب ومتعلم، وهذا يعتبر نصيحة للوالدين ووسائل الإعلام بأن يحرصوا على أطفالنا، وعدم المساعدة في إيجاد جيل من الأطفال هم شباب الغد يتصف بالعدوانية والعنف.
اننا نفهم سلوك العائلة من مشاهدة سلوك الطفل وبالتالي نستطيع الحكم على اتجاه وأفكار محيطه الأسري.
ولقد دلت الدراسات النفسية أن من يشاهد العنف في منزل أسرته سواء عنف لفظي، أو بدني فهناك احتمال عشر مرات أن يكون عنيفاً مع الآخرين، وكذلك مع أسرته في المستقبل، فيجب عدم التهاون في مثل هذه الأمور، لأن ما يمر به الطفل من خبرات في حياته هو مجموعة من القواعد تحدد سلوك الفرد في المستقبل.
ولا بد من إدراك أن البرمجة العقلية للفرد تبدأ منذ الصغر، فلقد دلت الدراسات أن 50% من سلوك الطفل يتشكل في الخمس سنوات الأولى و 75% عند إكماله لثماني سنين و 95% عند بلوغه الثامنة عشر، فإذا وجد الطفل في بيته تشجيع على العنف والعدوان بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة فالمسؤولية تقع على المحيطين به.
• مشاعر الكراهة
قد ينشأ الطفل ببيت تسوده الكراهية بين أفراده، فالشجار دائم بين الأبوين والحب لا وجود له، فيه تراشق بالسباب والخصام أمام الأبناء، وقد يصل الأمر إلى القطيعة والطلاق، فيحدث أحد الأبوين الأبناء الصغار بمشاعر الكراهية التي يحملها نحو الآخر، هنا يمتص الطفل مهما كان سنه مشاعر الكراهية والشجار في الأسرة، فتكون طابعاً للعلاقات بينه وبين أقرانه وبينه وبين أسرته، وقد ينقلها للمدرسة وللأقران في الزيارات أو حتى المعلمين.
لذا نجد هؤلاء الأطفال يعانون من القلق الدائم والاضطراب النفسي نتيجة الظروف غير المستقرة التي يعيشونها ويكون الطفل عرضة للاستثارة لأتفه الأسباب، فيحملون مشاعر الكراهية لأنفسهم وللآخرين، وينتقل ذلك إلى مشاعر عدوانية موجهة ضد المجتمع بكامله على شكل سلوك منحرف (مخدرات، فتحيط، الكتابة على الجدران، سرقات، المشاجرات..الخ).
ويجب أن ندرك أن الطفل الصغير ما دون سنتين إذا تغيرت عليه البيئة (زيارة من منزل إلى منزل – نقل بالسيارة) نجده يشعر بالاضطراب وانزعاج يبرز ذلك من خلال عدوانيته بالصراخ والبكاء، فالأم لا تعرف ماذا حل بابنها أو بنتها؟ أيضاً بعد الأمهات العاملات عن أبنائهم يولد العنف لديهم كردة فعل لتركها لابنها، فلابد من ملاحظة هذه الأمور، فإلمام الأم والأب بمراحل النمو أمر مطلوب ومهم لمعرفة كل خصوصيات النمو فالوقاية خير من العلاج.
- ولابد من التوقف عن التعامل مع الاطفال باسلوب صارم كالضرب والتوبيخ الدائم.
- ابعاد الطفل عن القدوة السيئة التي يتعامل معها كالاصدقاء او بعض برامج التلفاز.
- ابعاد الطفل عن مشاهدة النزاعات الاسرية.
- تعزيز شعور الطفل بالسعادة والثقة بالنفس.
- تفريغ الطاقة البدنية للطفل من خلال ممارسة بعض الانشطة البدنية متل الجري قيادة الدراجة.....
- محاورة الطفل وارشاده لكيفية التعبير عن نفسه منخلال حركات او الرسم .
- اشعار الطفل بأهميتة مايقوم به وتشجيعه وعدم ارباكه بمهام لايستطيع تنفيذها.
- عدم مناقشة مشاكل الطفل مع الاخرين اثناء وجوده مإن ذلك يؤدي إما لشعوره بالانتصار نتيجة عدم قدرة الاهل على حلها او لشعوره بالحرج مما يؤدي الى زيادة المشكلة تعقيدا