*
*
هوايه الصيد
تلازم معظم ابناء الريف منذ ايام الطفوله فمن صيد الفراشات لصيد العصافير لصيد الطيور المختلفه، لصيد الأسماك ما زالت تلك الايام الجميله بذاكرتي
ولا ازال اشعر بالحنين لتلك الايام واذكر لحظات الفرح بالصيد ولحظات الخيبه عند العوده خاوي الوفاض
مفاهيمي للصيد قد تغيرت واصبحت اؤمن ان عشرة عصافيرعلى الشجره افضل من عصفور يتألم باليد ويتوق للحريه لاسيما
ان الصيد الجائر قد أخل بالتوازن البيئي الطبيعي واختفت من طبيعتنا الكثير من الطيور التي كنا نراها ايام زمان حيث لم يعد الصيد مجرد هوايه بل أصبح
كابادة للحياة الطبيعيه فقد اختفت الكثير من الحيوانات كالغزلان والارانب والكثير من انواع الطيور التي تعتبر بيئتنا مثاليه لها
تنوعت كثيرا ادواتنا للصيد حسب الطرائد وحسب الامكانات المتاحه
الطافوحه:
كانت
وسيلتنا لصيد العصافير في ايام الشتاء، وخاصة عندما كانت السماء تمطر بغزاره، نراقب العصافير عبر شبك النافذه حيث تتجمع تحت البرنده الجافه
لتتقي المطر، وكنا نراها ولا ترانا طافوحتنا كانت مجرد غربال حيث كنا ننصبه تحت البرنده بشكل زاويه حاده بسنده بواسطة عود مربوط بخيط وننثر
تحته القمح وما ان تتجمع العصافير تحت الغربال فنسحب الخيط المربوط بالعود فيقع الغربال فوق العصافير وانتقلنا للصيد بواسطه المطيطه(النقيفه)
وكنا نصطاد العصافير النائمه ليلا على ضوء (البيل)او مصباح الطاريه المبهر للعصفور الآمن النائم وكان الصيد ايام زمان وفيرا والعصفور الدوري من اطيب
انواع اللحوم على الاطلاق وازكاها رائحة وطعما وكان يصل عدد ما نصطاده الى
70 او 80 عصفورا بالليله وكنا نحمسها او نشويها وحتى تعلمنا على كبة العصافير حيث نطحنها بعظامها
البعض يتسنى له شراء باروده ضغط والبعض الآخر كان يستأجرها
اهم الطيور المستهدفه
العصافير طبعا بالمقدمه
القبره (القنبر) الدلــّون، المطواق
الكروان
القراقفين(الأكحل، الأبرش، المزرزر)،
الشاويش أو الهدهد،
الشحارير الزرزور، الوروار،البيـّوض ،الدرّج(الدرّاج)، الحمرّون،ابو الحن،والبرقيطي(مطويزه)القطا الحجل الفري و السمان
تطورت الهوايه الى الصيد بالفخ ، والفخ هو عباره عن وسيله مصنوعه من قضيب حديدي قطره
2-3ملم يصنع على شكل نصفي دائره ترتبطان ببعضهما بواسطه نابض قوي كنا نسميه الشداده حيش تشد نصفي الدائره
ولكن لصلي الفخ يلزم ما كنا نسميه الشرنقايه لتثبيت الطعم والتي تثبت بواسطة سلك نسميه ابزيم(الابزيم) فما ان يلتقط الطائر الطعم والذي هو عباره عن
دوده أو خنفسه او يرقات الخنافس وكانت تسمى الدعّــــُس
حتى يطبق حلقات الفخ على الطائر المسكين ويحطم رقبته الطريه او اجنحته
الشرنقايه: كانت تصنع من أعواد الدوالي اليابسه، او أعواد الصفصاف،وأفضلها وأقواها المصنوعه من بذره الزيتون
المطيطه او النقيفه والمقليعه
بارودة الدك
الكسريه
الجفت
اللبنانيين:كانت
تعبر قريتنا سيارات هواة الصيد اللبنايين متوجهين الى شرق سلميه او الى جنوب القريه او شمالها وكانت تبهرنا سياراتهم وملابسهم وبنادقهم واصطحابهم
للكلاب السلوقيه كأفضل واسرع كلاب الصيد
وكانوا
غالبا يأتون في مواسم الحجل والقطا فكانوا يتسوقون بعض المونه وهم في طريقهم للصيد الأرانب البريه،الحجل، الفري والسمان،الحمام البري،
وانتشرت
في فترة الثمانيننات ظاهرة صيد الصقور وافضل انواع الصقر هو طير الحر وكان يستخدم الحمام كطعم وكان الصيادين يقبعون لفترات طويله في حفره خاصه هي
النجوي(النجوه) والنجوه هي حفره بالارض تغطى بالاغصان ويربض بها الصياد ربما لفترات طويله بانتظار طير الحر وهو احد انواع الجوارح الذكيه(
الصقور) ويروض لاستخدامه في الصيد ويباع بأسعار خياليه للخليجيين الذين يدفعون بسخاء للحصول على هذا الطائر و يبذخون في رحلات الصيد بالصقور
وللصقور في الامارات مثلا مشافي خاصه بالصقور تكلفتها بالمليارات
كل هذه المقدمه لنصل الى حكاية صيد الضبع
اصطياد الضبع
حيث اتفق مجموعه من الشبان(في سن المراهقه) وهم فؤاد ، تميم ، حسين واسماعيل للقيام برحله لصيد الطيور و الارانب البريه....
كل واحد منهم سرق باروده والده مع بعض الخرطوشات (الفشكات)وخرجو بعد ظهيره يوم ربيعي جميل الى البريه، وبعد ان صارو خارج القريه علق كل منهم الجفت في كتفه ويا ارض اشتدي ما حدى قدي
مشوا كثيرا ولم يحالفهم الحظ بصيد لو عصفور واحد ولما اعياهم التعب بدون أن يصطادوا اي شيء اطلق كل منهم طلقه في الهواء معلنين خيبتهم ومن ثم توجهوا
لمزرعة والد فؤاد على اطراف القريه حيث قرروا تناول طعامهم مما تيسر في غرفه المزرعه كما قرروا النوم للصباح حيث تتوفر بالغرفه كل مستلزمات
المطبخ الميداني وبعض الفرش والأغطيه بالاضافه لورق اللعب حيث . بعد منتصف خرج احدهم لقضاء حاجه ولكنه سرعان ما عاد يلهث مذعورا وقال لهم بعد ان التقط انفاسه ... ضبع ضبع في ضبع
ارتعبوا
جميعا
وقفلوا الباب ثلاث طقات ولم يجرؤوا حتى الى النظر من النافذه،...فجأة تذكروا البنادق وقال احدهم : معقول معنا 3 جفوت وكسريه وخرطوش نمرة صفر
ولا نستطيع عمل شيء؟؟
تجرأوا حينها للنظر عبر النافذة بعد أن ذخّروا بنادقهم بخرطوشات عيار 0، كان الظلام دامسا فقد حجبت بعض الغيوم
القمر.. لم يتبينوا اي شيء.. فتحو الباب قليلا واختلسوا النظر لم يكن هناك أي شيء.. تشجعوا قليلا وخرجوا ووقفوا اما باب الغرفه وقلوبهم الواجفه تدق
بعنف من شدة الفزع وما هي الا لحظات حتى تمثل لهم الضبع بكل جبروته امام اعينهم... ها هو الضبع صاح احدهم؟؟ أجل هو... يوجد شيء اسود يقف بشموخ
امامهم.. هرعوا مسرعين للداخل... ما العمل ؟؟ تشاوروا و قرروا ان ان يطلقو
النار بلحظه واحده خرجوا ثانية ..لا يزال في مكانه...يلى شباب.....سددو..1...2...تلااااااااااته طااااق دوت اصوات بنادقهم مخترقة
هدوء الليل ..واسرعوا للدخول للغرفه وقفلوا الباب... ربما قتل... أو لعله جرح وبهذه الحاله يصبح اشد خطوره علق احدهم... لننتظر.. لم يفتحوا الباب..
أقسم أحدهم أنه يسمع جعير الضبع الجريح .. وتحدث حسين عن الضبع الذي أكل بائع الحلاوه على طريق جوبر.. وكيف كان يأكل الصغار والكبار في المكان
الفلاني والزمن الفلاني
.سيره الضبع مثل سيرة الحيه لا تنتهي الحكايات...لم يناموا ابدا ولم تغفل أعينهم و مع الفجر ومع تسرب خيوط الضوء الاولى تشجعوا وفتحوا الباب
ليجدوا جحشا صغيرا ( كر ) ميت ( فاطس ) يرقد فوق بقعه من الدم
انتهى
*
اعتذر للاطاله
*
*
سمار
*
*
*
*
هوايه الصيد
تلازم معظم ابناء الريف منذ ايام الطفوله فمن صيد الفراشات لصيد العصافير لصيد الطيور المختلفه، لصيد الأسماك ما زالت تلك الايام الجميله بذاكرتي
ولا ازال اشعر بالحنين لتلك الايام واذكر لحظات الفرح بالصيد ولحظات الخيبه عند العوده خاوي الوفاض
مفاهيمي للصيد قد تغيرت واصبحت اؤمن ان عشرة عصافيرعلى الشجره افضل من عصفور يتألم باليد ويتوق للحريه لاسيما
ان الصيد الجائر قد أخل بالتوازن البيئي الطبيعي واختفت من طبيعتنا الكثير من الطيور التي كنا نراها ايام زمان حيث لم يعد الصيد مجرد هوايه بل أصبح
كابادة للحياة الطبيعيه فقد اختفت الكثير من الحيوانات كالغزلان والارانب والكثير من انواع الطيور التي تعتبر بيئتنا مثاليه لها
تنوعت كثيرا ادواتنا للصيد حسب الطرائد وحسب الامكانات المتاحه
الطافوحه:
كانت
وسيلتنا لصيد العصافير في ايام الشتاء، وخاصة عندما كانت السماء تمطر بغزاره، نراقب العصافير عبر شبك النافذه حيث تتجمع تحت البرنده الجافه
لتتقي المطر، وكنا نراها ولا ترانا طافوحتنا كانت مجرد غربال حيث كنا ننصبه تحت البرنده بشكل زاويه حاده بسنده بواسطة عود مربوط بخيط وننثر
تحته القمح وما ان تتجمع العصافير تحت الغربال فنسحب الخيط المربوط بالعود فيقع الغربال فوق العصافير وانتقلنا للصيد بواسطه المطيطه(النقيفه)
وكنا نصطاد العصافير النائمه ليلا على ضوء (البيل)او مصباح الطاريه المبهر للعصفور الآمن النائم وكان الصيد ايام زمان وفيرا والعصفور الدوري من اطيب
انواع اللحوم على الاطلاق وازكاها رائحة وطعما وكان يصل عدد ما نصطاده الى
70 او 80 عصفورا بالليله وكنا نحمسها او نشويها وحتى تعلمنا على كبة العصافير حيث نطحنها بعظامها
البعض يتسنى له شراء باروده ضغط والبعض الآخر كان يستأجرها
اهم الطيور المستهدفه
العصافير طبعا بالمقدمه
القبره (القنبر) الدلــّون، المطواق
الكروان
القراقفين(الأكحل، الأبرش، المزرزر)،
الشاويش أو الهدهد،
الشحارير الزرزور، الوروار،البيـّوض ،الدرّج(الدرّاج)، الحمرّون،ابو الحن،والبرقيطي(مطويزه)القطا الحجل الفري و السمان
تطورت الهوايه الى الصيد بالفخ ، والفخ هو عباره عن وسيله مصنوعه من قضيب حديدي قطره
2-3ملم يصنع على شكل نصفي دائره ترتبطان ببعضهما بواسطه نابض قوي كنا نسميه الشداده حيش تشد نصفي الدائره
ولكن لصلي الفخ يلزم ما كنا نسميه الشرنقايه لتثبيت الطعم والتي تثبت بواسطة سلك نسميه ابزيم(الابزيم) فما ان يلتقط الطائر الطعم والذي هو عباره عن
دوده أو خنفسه او يرقات الخنافس وكانت تسمى الدعّــــُس
حتى يطبق حلقات الفخ على الطائر المسكين ويحطم رقبته الطريه او اجنحته
الشرنقايه: كانت تصنع من أعواد الدوالي اليابسه، او أعواد الصفصاف،وأفضلها وأقواها المصنوعه من بذره الزيتون
المطيطه او النقيفه والمقليعه
بارودة الدك
الكسريه
الجفت
اللبنانيين:كانت
تعبر قريتنا سيارات هواة الصيد اللبنايين متوجهين الى شرق سلميه او الى جنوب القريه او شمالها وكانت تبهرنا سياراتهم وملابسهم وبنادقهم واصطحابهم
للكلاب السلوقيه كأفضل واسرع كلاب الصيد
وكانوا
غالبا يأتون في مواسم الحجل والقطا فكانوا يتسوقون بعض المونه وهم في طريقهم للصيد الأرانب البريه،الحجل، الفري والسمان،الحمام البري،
وانتشرت
في فترة الثمانيننات ظاهرة صيد الصقور وافضل انواع الصقر هو طير الحر وكان يستخدم الحمام كطعم وكان الصيادين يقبعون لفترات طويله في حفره خاصه هي
النجوي(النجوه) والنجوه هي حفره بالارض تغطى بالاغصان ويربض بها الصياد ربما لفترات طويله بانتظار طير الحر وهو احد انواع الجوارح الذكيه(
الصقور) ويروض لاستخدامه في الصيد ويباع بأسعار خياليه للخليجيين الذين يدفعون بسخاء للحصول على هذا الطائر و يبذخون في رحلات الصيد بالصقور
وللصقور في الامارات مثلا مشافي خاصه بالصقور تكلفتها بالمليارات
كل هذه المقدمه لنصل الى حكاية صيد الضبع
اصطياد الضبع
حيث اتفق مجموعه من الشبان(في سن المراهقه) وهم فؤاد ، تميم ، حسين واسماعيل للقيام برحله لصيد الطيور و الارانب البريه....
كل واحد منهم سرق باروده والده مع بعض الخرطوشات (الفشكات)وخرجو بعد ظهيره يوم ربيعي جميل الى البريه، وبعد ان صارو خارج القريه علق كل منهم الجفت في كتفه ويا ارض اشتدي ما حدى قدي
مشوا كثيرا ولم يحالفهم الحظ بصيد لو عصفور واحد ولما اعياهم التعب بدون أن يصطادوا اي شيء اطلق كل منهم طلقه في الهواء معلنين خيبتهم ومن ثم توجهوا
لمزرعة والد فؤاد على اطراف القريه حيث قرروا تناول طعامهم مما تيسر في غرفه المزرعه كما قرروا النوم للصباح حيث تتوفر بالغرفه كل مستلزمات
المطبخ الميداني وبعض الفرش والأغطيه بالاضافه لورق اللعب حيث . بعد منتصف خرج احدهم لقضاء حاجه ولكنه سرعان ما عاد يلهث مذعورا وقال لهم بعد ان التقط انفاسه ... ضبع ضبع في ضبع
ارتعبوا
جميعا
وقفلوا الباب ثلاث طقات ولم يجرؤوا حتى الى النظر من النافذه،...فجأة تذكروا البنادق وقال احدهم : معقول معنا 3 جفوت وكسريه وخرطوش نمرة صفر
ولا نستطيع عمل شيء؟؟
تجرأوا حينها للنظر عبر النافذة بعد أن ذخّروا بنادقهم بخرطوشات عيار 0، كان الظلام دامسا فقد حجبت بعض الغيوم
القمر.. لم يتبينوا اي شيء.. فتحو الباب قليلا واختلسوا النظر لم يكن هناك أي شيء.. تشجعوا قليلا وخرجوا ووقفوا اما باب الغرفه وقلوبهم الواجفه تدق
بعنف من شدة الفزع وما هي الا لحظات حتى تمثل لهم الضبع بكل جبروته امام اعينهم... ها هو الضبع صاح احدهم؟؟ أجل هو... يوجد شيء اسود يقف بشموخ
امامهم.. هرعوا مسرعين للداخل... ما العمل ؟؟ تشاوروا و قرروا ان ان يطلقو
النار بلحظه واحده خرجوا ثانية ..لا يزال في مكانه...يلى شباب.....سددو..1...2...تلااااااااااته طااااق دوت اصوات بنادقهم مخترقة
هدوء الليل ..واسرعوا للدخول للغرفه وقفلوا الباب... ربما قتل... أو لعله جرح وبهذه الحاله يصبح اشد خطوره علق احدهم... لننتظر.. لم يفتحوا الباب..
أقسم أحدهم أنه يسمع جعير الضبع الجريح .. وتحدث حسين عن الضبع الذي أكل بائع الحلاوه على طريق جوبر.. وكيف كان يأكل الصغار والكبار في المكان
الفلاني والزمن الفلاني
.سيره الضبع مثل سيرة الحيه لا تنتهي الحكايات...لم يناموا ابدا ولم تغفل أعينهم و مع الفجر ومع تسرب خيوط الضوء الاولى تشجعوا وفتحوا الباب
ليجدوا جحشا صغيرا ( كر ) ميت ( فاطس ) يرقد فوق بقعه من الدم
انتهى
*
اعتذر للاطاله
*
*
سمار
*
*
*
عدل سابقا من قبل سمارتلدره في الخميس فبراير 05, 2009 4:24 pm عدل 1 مرات