[color=indigo][size=18][color=indigo][size=18]في التاسع من شهر أكتوبر سنة 1967 ، إستقبلت الوحدة أمراً بإعدام تشي غيفارا وبقية السجناء ، ذهب الملازم بتريز إلى غيفارا ليسأله إن كان هناك ما يريده قبل أن يموت ؟
أجابه غيفارا ، أريد أن أموت بمعدة مليئة
Guevara replies that he only wishes to “die with a full stomach”
وعندما دخل الرقيب تيران Sgt. Terran ” المسؤول عن الإعدام ” إلى غرفة غيفارا ، وقف غيفارا والأغلال تقيد معصميه ورجله وقال : أنا أعلم سبب حضورك وأنا جاهز له “I know what you have come for, I am ready” ، قال له الرقيب تيران اجلس وغادر الغرفة لبضع دقائق ، في هذه الأثناء تمت عملية إعدام أحد رفاق غيفارا ويدعى Willy على يد الرقيب هواكا Sgt. Huacka ، عندما عاد الرقيب تيران إلى الغرفة ، وقف غيفارا مرة أخرى ورفض الجلوس قائلا :
سأظل واقفا لهذا ” يقصد عملية إعدامه ” I will remain standing for this ، غضب الرقيب وأمره بالجلوس إلا أن غيفارا رفض ذلك وأصر على موقفه ، وفي النهاية قال له غيفارا :
إعلم هذا الأن ، إنك تقوم بقتل رجل Know this now, you are killing a man ، هنا أطلق الرقيب النار على غيفارا .
مترجم من المصدر : تقرير معلومات إستخبارات وزارة الدفاع الصادر في الثامن والعشرين من نوفمبر لـعام 1967
(Dept. of Defense Intelligence Information Report - 11/28/67).
كانت هذه ..
اللحظات الأخيرة من حياة البطل الأرجنتيني تشي غيفارا ، البطل الذي أبى أن يموت إلا واقفا ، البطل الذي آمن بحق كل شعب في أن يحظى بحريته وبمستقبل أفضل ..
من هو غيفارا ؟ كيف عاش وكيف مات ؟ وغيرها ،، أسئلة قد تتبادر إلى أذهان الكثيرين منا ، فَلِم لا نعلم من هو تشي غيفارا ؟
بمناسبة الذكرى الـ 38 لوفـاة غيفارا أحببت أن أكتب لكم بعضـا مما أعرفه عنه ..
نبذة بسيطة مختصرة :
إيرنستو غيفارا دي لا سيرنا (Ernesto Guevara de la Serna) ، ولد سنة 1928 في الرابع عشر من June في روساريو - الأرجنتين (Rosario, Argentina) .
نتيجة الحالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي كانت تمر بها امريكا اللاتينية بالاضافة الى الصراعات الداخلية ، تكونت شخصية غيفارا القوية ، العنيفة ، الشريفة والصادقة .
حصل على شهادة في الطب من جامعة بيونس أيرس (Buenos Aires) سنة 1953 ، ثم توجه بعد ذلك الى المكسيك حيث التحق بحركة كوبية تحت قيادة فيدل كاسترو ، وقد لعب دورا مهما في هذه الحركة حيث اشتهر بلقب الضابط الأذكى بسبب صفاته ، كان يكره الخيانة والغدر والجبن ، حتى عندما ألقي القبض عليه وتم سجنه لم يتفوه بكلمة سيئة عن اللذين خانوه ووشو به ، وبهذه الصفات كان قد كسب احترام اصدقائه وأعدائه أيضا !! ، حتى عدوه اللدود جاري برادو (Gary Prado) كابتن الجيش البوليفي قائد عملية تدمير فرقة غيفارا العسكرية أعجب بشجاعة وصفات غيفارا نفسه .
وفي الخمسينات لعب دورا مهما في الإطاحة بحاكم كوبا الدكتاتوري وقتها فولجينكو باتيستا (Fulgencio Batista) .
تكونت صداقة عميقة بينه وبين فيدل كاسترو (Fidel Castro ) اللذي أطلق عليه اسم تشي غيفارا (Che Guevara) . وأصبح غيفارا مقربا جدا من فيدل اللذي أصبح حاكم كوبا رسميا واللذي عينه فيما بعد وزيرا للصناعة .
أفشل غيفارا العديد من محاولات إغتيال كاسترو التي نظمتها وكالة الإستخبارات المركزية (CIA) .
توجه عام 1967 إلى بوليفيا لمساعدة المقاومة هناك ، في هذه السنة تمكن جاري برادو من القاء القبض عليه بمساعدة الفرقة البوليفية المدربة والمجهزة بواسطة الاستخبارات الامريكية بعد العديد من المحاولات في أدغال بوليفا
تم اعدام غيفارا في التاسع من أكتوبر (October 9th) عام 1967 . كانت آخر كلماته لـمنفذ حكم الإعدام السرجنت تيران (Sgt. Terran) :
إعلم الأن أنك تقوم بقتل رجل .
ذاع صيته في العالم بعد أن عرفوا بقصة البطل الأسطوري .
اشهر صورة له التقطها له المصور ألبرتو كوردا (Alberto Korda) في الخامس من مارس سنة 1960
سياسة وكالة الإستخبارات المركزية (CIA) هي نشر بعض ملفات العمليات التي مر عليها أكثر من ربع قرن “25 سنة” ، وقد مر على وفاة غيفارا 38 سنة وبالتالي فإن ملفات العملية قد تم نشرها للملأ ، طبعا قامت وكالة الإستخبارات بإخفاء بعض الحقائق ودس بعض المعلومات المغلوطة لتحسين صورتها ، لذلك حاولت أن أتحرى الدقة في الترجمة مع مقارنة المعلومات بعدد من المصادر وآمل من الله أن يكون قد وفقني في ذلك ، وأترككم مع الوقائع ..
الثالث من أكتوبر سنة 1965 :
في خطاب رسمي ، قرأ فيدل كاسترو(Fidel Castro) رسالة وداع كتبها غيفارا في أبريل أعلن فيها تخليه عن منصبه في الحكومة الكوبيه وقد ذكر في الخطاب :
لقد قمت بأداء جزء واجبي الذي يربطني بالثورة الكوبية ، والأن أقول لهم وداعا ، للرفاق، للشعب الكوبي ، اللذين هم لي
I have fulfilled the part of my duty that tied me to the Cuban revolution…and I say goodbye to you, to the comrades, to your people, who are now mine
الثامن عشر من أكتوبر سنة 1965
عقدت وكالة الـ(CIA) اجتماعا طارئا حول خطر غيفارا على نظامهم السياسي والاقتصادي بعد ما فعله في كوبا واطاحة النظام والحاكم السابق الموالي لهم ، حيث انه اصبح مصدر خطر لهم خاصة مع عرضه للتعاون مع الروس والصين (الشيوعيين) ، سافر غيفارا بعدها إلى أمريكا ، أفريقيا ، والصين مدة ثلاثة أشهر ، وعندما عاد - طبقا لتقرير الـ(CIA) - بدا واضحا انه يخطط لمساعدة بعض الدول .
ما بين الأسبوع الثاني من سبتمبر والاسبوع الأول من نوفمبر سنة 1966
طبقا للمصادر المختلفة أشير أن غيفارا قد دخل بوليفا بواسطة جواز سفر مزور لتنظيم وقيادة حركة اصلاحية ، وقد اختار غيفارا بوليفيا لتكون قاعدة انطلاقه لعدة أسباب منها :
أولا : أن بوليفيا بعيدة عن القواعد الأمريكية في جزر الكاريبي كما انه لم يكن هناك اي نشاط امريكي في المنطقة .
ثانيا :طبيعة الظروف البوليفية جعلت نفسية البوليفيين تتقبل فكرة قيام حركة اصلاحية .
ثالثا : طبيعة جبال بوليفيا تساعده على التمركز في الجبال والإختباء من المقاومة والمناورة .
وأخيرا : موقع بوليفيا الجغرافي يتوسط خمسة دول أخرى ممكن أن تسمح للحركة بأن تنتشر بسهولة ونجاح .
ربيع عام 1967 ما بين مارس وأغسطس :
قام غيفارا ببعض الهجمات ضد الجيش البوليفي الموالي للحكومة الطاغية المكون من عشرين ألف جندي ، وكانت الخسائر هي رجل واحد من جيش غيفارا مقابل 30 جنديا في الجيش البوليفي خلال الستة أشهر
28 أبريل سنة 1967 :
وقع الجنرال أوفاندو (Ovando) من الجيش البوليفي وثيقة تعاون وتدريب مشتركة بين الجيش البوليفي والقوات المسلحة الأمريكية هناك لصد الاعتداءات
11 مايو سنة 1967 :
تم ارسال مبعوث رئاسي للرئيس الأمريكي برسالة مفادها :
ان تشي غيفارا حي وهو يخطط لعملية في أمريكا الجنوبية ، نحن بحاجة للمزيد من الأدلة
Che Guevara is alive and operating in South America, although more evidence is needed
يونيو سنة 1967 :
تلقى عميل الـ(CIA) فتلكس رودريجو FTlix Rodreguez الكوبي أمريكي مكالمة من ضابط الـ(CIA) لاري حيث كلفه فيها بمهمة خاصة في جنوب امريكا التي لابد له فيها من استعمال مهاراته القتالية والتخطيط والاتصال للذهاب الى بوليفيا والايقاع بغيفارا وعصابته وعين له شريكا يدعى إدواردو جونزاليس ( Eduardo Gonzplez ) كما طلب من رودريجواستعمال اسم أخر لاخفاء شخصيته الحقيقية وهو راموس ميدينا ( Ramos Medina )
26-30 جون سنة 1967 :
قام السفير الروسي أليكسي كوسين (Aleksey Kosygin ) بزيارة لكوبا للقيام ببعض المحاورات مع فيدل كاسترو ، طبقا لتقرير وكالة الـ(CIA) كانت للتخطيط مع كاسترو حول مهمة في الشرق الأوسط ،صحيح أنها مهمة ثانية لكنها كانت مهمة للغاية ، وقد عرض عليه دعم قوة غيفارا وحركته المقاومة للحكومات
2 أغسطس سنة 1967 :
وصل عميلا الـ(CIA) رودريجو جونزاليس إلى عاصمة بوليفيا - لاباز ، والتقوا هناك بالضابط المسؤول عن العملية ، الضابط جيم Jim اللذي كان هو ايضا عمليا للـ(CIA) وضابط في الجيش البوليفي وكان مدير العملية كلها في لاباز العميل جون تيلتون John Tilton .
وفي الوقت نفسه انضم لقوة غيفارا العميل جوستاف فيلولدو (Gustavo Villoldo) .
31 أغسطس 1967 :
حقق الجيش البوليفي نصره الأول ضد المقاومة ، تم القضاء على عدد كبير منهم بالإضافة إلى تمكنهم من الإمساك بـ كاستيلو شافيز ( Castillo Chpvez ) المعروف بـ باكو ( Paco ) أحد رجال تشي المهمين ، وبالتالي أجبروا المقاومة على التراجع بعض الشي ، في هذا الوقت تدهورت صحة تشي بعض الشيء بسبب تفاقم مرض الربو الذي كان يصيبه بالإضافة إلى إصاباته بإلتهاب في المفاصل .
الثالث من سبتمبر سنة 1967 :
سافر رودريجو و العميل أرنالدو من سانتا كروز (Santa Cruz ) إلى (Vallegrande ) للتحقيق مع المدعو باكو .
الخامس عشر من سبتمبر 1967 :
أعلنت الحكومة البوليفية جائزة تقدر بـ 4.200 دولار أمريكي للقبض على تشي غيفارا ( المصدر : جريدة النيويورك تايمز )
18 سبتمبر سنة 1967 :
تم القبض على خمسين عضو في جماعة شيوعية كانو يهربون المؤن إلى أدغال بوليفيا .
22 سبتمبر سنة 1967 :
وصل تشي ورفاقه إلى Alto Seco ، وألقى صديقه بيريدو ( Inti Peredo ) خطة تبين أهداف المقاومة ، وتزودوا من هناك بالمزيد من المقاومين والمؤن .
وقد ذكر في المصدر أن تشي لم يدفع ثمن المؤن والسبب أن أحد السكان قد غادر لإعلام الحكومة بوجود تشي ورفاقه في القرية ، وهذا كلام غير منطقي فـ غيفارا يعلم أنه لا ذنب لصاحب المتجر إن ذهب أحدهم لإخبار الحكومة ، والسبب الثاني كيف يوافق بعض سكان القرية على الذهاب معه كمتطوعين معه يرونه يتصرف بهذه الطريقة الظالمة ؟
نفس اليوم :
أرز غيفارا !! ( Guevara Arze ) وزير خارجية بوليفيا يقدم أدلة لمنظمة أمريكية توضح أن تشي غيفارا هو قائد المقاومة عبارة عن وثائق وأوراق مكتوبة بخط اليد وصور لغيفارا وبصماته ، ومتوقعا بأن المقاومة مكونة من كوبيين و أرجنتينيين وبوليفيين وأشخاص من البيرو ، كما صرح أيضا بأن أحدا لن يستولي على هذه البلد أبدا .
الرابع والعشرين من سبتمبر سنة 1967 :
وصل تشي و رجاله إلى Loma Larga وهم متعبين ومرهقين .
26 سبتمبر 1967 :
توجه غيفارا نحو La Higuera ، لكنه فوجيء بأنها شبه خالية وقد أخبره بعض المتواجدين بأن الجميع في حفل تقيمه قرية مجاورة تدعى Jahue ، توجه غيفارا نحو Jahue التي اتضح فيما بعد أنها كمين تم نصبه للمقاومة في حالة مرت بالقرب من القرية ، خسر تشي في هذا الكمين العديد من رفاقه كان من بينهم :
- روبيرتو بريدو ( Roberto Peredo ) قائد بوليفي كان من أهم رجال تشي .
- أنتونيو ( Antonio ) قائد كوبي مهم .
- خوليو ( Julio ) أحد أصدقاء تشي البوليفيين .
وأمر تشي غيفارا رجاله بالهرب نحو Rio Grande
* أشار تشي غيفارا في مذكراته بأن الكمين في La Higuera قد سبب له خسائر كبيرة
26-27 سبتمبر سنة 1967 :
قامت الحكومة بوضع دوريات على نهر سان أنتونيو San Antonio ، وقد أمسكت إحدى هذه الدوريات بأحد رجال غيفارا ويدعى غامبا ( Gamba ) والذي بدى متعبا جدا ومريضا كذلك ، وقال غامبا بأنه إنفصل عن المجموعة من فترة وقد آكمل طريقه على غير هدى آملا أن يستطيع إيجاد المقاومة مرة أخرى .
29 سبتمبر سنة 1967 :
إنضم رودريجوز ( Rodrfguez ) لقوة الجوالة الثانية التي يبلغ عددها ستمائة وخمسون رجل مدربون جيدا على يد القوات الخاصة الأمريكية U.S. Special Forces .
30 سبتمبر سنة 1967 :
تشي ورجاله مطوقين من قبل الجيش في وادي سيرانو جنوب النهرب العظيم
Che and his group are trapped by the army in a canyon in Valle Serrano, south of the Grande River
( المصدر : جريدة النيويورك تايمز )
السابع من أكتوبر سنة 1967 :
ذكر تشي في مذكراته التالي :
توجهنا نحو امرأة عجوز ترعى الخراف وسألناها إن كان هناك أي جنود في المنطقة ولكننا لم نحظ بإجابة شافية ، وخوفا منا أن تبلغ عنا هذه المرأة أعطيناها 50 بيزو “العملة البوليفية” لتصمت ، ولكن أملي في أنها ستصمت كان قليلا ولكن ماذا أفعل ؟ ..
وفي المساء توجهنا نحو Quebrada del Yuro - كيبرادا دليورو - لنأخذ قسطا من الراحة .
الثامن من أكتوبر سنة 1967 :
وصلت للحكومة معلومات بأن هناك مجموعة صغيرة من المقاومة فيه Churro Ravine ، وتمت مداهمة الموقع وتم القضاء عليهم .
و قامت إمرأة عجوز ( المرأة راعية الخراف ) بالإبلاغ عن مشاهدتها لغيفارا ورجاله شخصيا .
في الصباح قامت الفرق بمحاصرة الموقع الذي يشتبه وجود غيفارا فيه ثم حصلت المواجهة بين الطرفين وحصلت العديد من الإصابات ..
في الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر حصلت المواجهه الأخيرة بين تشي والقوات ، أصيب تشي فيها بعدة طلقات ، فقام صديقه سارابيا Sarabia الملقب بـ ويلي ( Willy ) عامل المناجم البوليفي الذي أصبح قائدا للثورة مع تشي بحمله ليبعده عن خط النار ، عاود الجنود إطلاق النار ووقعت قبعة تشي العسكرية ” البريهه أو الباريه beret ” ، قام ويلي بوضع تشي على الأرض ليعاود إطلاق النار ولكن الجنود الذين كانوا على بعد عشرة ياردات أصابوه إصابات بالغة فوقع ، حاول تشي المصاب بالطلقات في كافة أنحاء جسمه إطلاق النار بيده اليمنى السليمة ولكن الجنود أصابو يده ، وتم أسر تشي و صديقه ويلي .
يُقال - وهناك الكثير من هذا الهراء - بأن تشي توسل للجنود أن لا يقتلوه ، طبعا المثل الشعبي يقول ( الكلام بلاش ) والتعليق لكم ..
كان قائد الجنود هو جاري برادو Captain Prado ، وقد أعلن في تمام الساعة الرابعة عصرا بأنه قد أسر تشي غيفارا وأرسل الرسالة المتفق عليها عن طريق اللاسلكي والتي كانت ، مرحبا ساتورنو ، لدينا بابا “Hello Saturno, we have Papa!” ، طبعا ساتورنو هو الكولونيل زينتينو Colonel Joaquin Zenteno, وبابا - التي تعني الأب باللاتينية - هو غيفارا ، طلب الكولونيل تأكيدا لأنه لم يكن مصدقا ووصله التأكيد فأمر بإحضار غيفارا وجميع الأسرى إلى المقر في La Higuera.
إستقبل رودريجوز في Vallegrande رسالة رمزية “Papa cansado,” وتعني الأب متعب ، وهي تعني بأنه تم القبض على غيفارا .
ممددا على حمالة قام بحمل غيفارا أربع جنود نحو La Higuera التي تبعد 7 كيلومترات ، وتم إرغام ويلي على السير ويديه مقيدتين خلفه ، وتم الوصول في الليل ووضعوا في الأسر منفصلين ، وبعد مدة تم إحضار 5 من أفراد المقاومة
أعلن الجيش البوليفي بأنه تم القضاء على تشي غيفارا وقتله في الجبال وأن الجيش يتحفظ على الجثة في الوقت الراهن ، ولكن لم يتم تأكيد الخبر من قبل الجهات العليا .
أرسلت والت روستو Walt Rostow مذكرة للرئيس الأمريكي يعلمه بأنه تم القبض على غيفارا من قبل الوحدة المدربة على يد القوات الأمريكية .
9 أكتوبر سنة 1967 ، الساعة السادسة والربع صباحا :
وصل رودريجوز بالهليكيوبتر إلى La Higuera مع الكولونيل زينتينو ، أحضر رودريجوز معه مسجلا وكاميرا قوية مخصصة لتصوير المستندات لتسجيل الأحداث .
قال رودريجوز في مذكراته فيما بعد أنه عندما شاهد غيفارا مستلقيا على الأرض مكبلا بالأغلال ويديه خلف ظهره ومرتديا أسمالا باليا ومنكوش الشعر أنه رغم كون غيفارا قد قتل العديد من أبناء وطنه إلا أنه عندما رآه شعر حقا بالأسف نحوه
I had mixed emotions when I first arrived there. Here was the man who had assassinated many of my countrymen. And nevertheless, when I saw him, the way he looked….I felt really sorry for him
قام رودريجوز بتصوير مذكرات غيفارا التي وجدها معه ، بالإضافة إلى أنه قام بالحديث مع غيفارا قليلا وصوره ، والصور موجودة في وكالة الإستخبارات المركيزة
في الساعة العاشرة صباحا ، تم عقد اجتماع بين القادة البوليفيين ، وتوصلوا أن إجراء محاكمة لـ تشي قد يثير تعاطف الرأي العام والعالم ، إذن لابد من إنهاء غيفارا حالا ، ولكن القصة التي ستنشر رسميا أنه مات بسبب جروح أصيب بها في المعركة ، وتلقى رودريجوز إتصالا يشير أن عليه القيام بالمهمة 500 و 600 ، كانت المهمة 500 تعني تشي والمهمة 600 تعني قتل تشي :
Five hundred is the Bolivian code for Che and six hundred is the order to kill him.
أجاب رودريجوز بأن الحكومة الأمريكية قد طلبت منه الإبقاء على تشي مهما كان الثمن ، وقد كانت الحكومة الأمريكية و الإستخبارات الأمريكية قد جهزت طائرة ومروحية لنقل غيفارا إلى بانما لإستجوابه ، ولكن السلطات أخبروه بأن عليه إطاعة الأمر ، هنا قرر رودريجوز بأن يترك التاريخ يأخذ مجراه “to let history take its course,”، ويطيع البوليفيين .
ذهب رودريجوز ليخبر تشي بالأوامر الصادرة ، أجابه تشي : الأمر أفضل هكذا ، ما كان يجب أن يتم القبض علي حيا “It is better like this … I never should have been captured alive.”
ثم أعطى رودريجوز رسالتين ، إحداهما لـ فيدل كاستور والثانية لزوجته ، قام رودريجوز بإحتضان غيفارا وهو يبكي ثم غادر الغرفة
ويقال بأنه تم عقد قرعة بين الضباط حول من سيكون منفذ حكم الإعدام في غيفارا ، وقد سحب القشة الأصغر الرقيب جايم تيران Sergeant Jaime Teraan ، وقد تم ذكر قصة عملية الإعدام في بداية الموضوع ..
أجابه غيفارا ، أريد أن أموت بمعدة مليئة
Guevara replies that he only wishes to “die with a full stomach”
وعندما دخل الرقيب تيران Sgt. Terran ” المسؤول عن الإعدام ” إلى غرفة غيفارا ، وقف غيفارا والأغلال تقيد معصميه ورجله وقال : أنا أعلم سبب حضورك وأنا جاهز له “I know what you have come for, I am ready” ، قال له الرقيب تيران اجلس وغادر الغرفة لبضع دقائق ، في هذه الأثناء تمت عملية إعدام أحد رفاق غيفارا ويدعى Willy على يد الرقيب هواكا Sgt. Huacka ، عندما عاد الرقيب تيران إلى الغرفة ، وقف غيفارا مرة أخرى ورفض الجلوس قائلا :
سأظل واقفا لهذا ” يقصد عملية إعدامه ” I will remain standing for this ، غضب الرقيب وأمره بالجلوس إلا أن غيفارا رفض ذلك وأصر على موقفه ، وفي النهاية قال له غيفارا :
إعلم هذا الأن ، إنك تقوم بقتل رجل Know this now, you are killing a man ، هنا أطلق الرقيب النار على غيفارا .
مترجم من المصدر : تقرير معلومات إستخبارات وزارة الدفاع الصادر في الثامن والعشرين من نوفمبر لـعام 1967
(Dept. of Defense Intelligence Information Report - 11/28/67).
كانت هذه ..
اللحظات الأخيرة من حياة البطل الأرجنتيني تشي غيفارا ، البطل الذي أبى أن يموت إلا واقفا ، البطل الذي آمن بحق كل شعب في أن يحظى بحريته وبمستقبل أفضل ..
من هو غيفارا ؟ كيف عاش وكيف مات ؟ وغيرها ،، أسئلة قد تتبادر إلى أذهان الكثيرين منا ، فَلِم لا نعلم من هو تشي غيفارا ؟
بمناسبة الذكرى الـ 38 لوفـاة غيفارا أحببت أن أكتب لكم بعضـا مما أعرفه عنه ..
نبذة بسيطة مختصرة :
إيرنستو غيفارا دي لا سيرنا (Ernesto Guevara de la Serna) ، ولد سنة 1928 في الرابع عشر من June في روساريو - الأرجنتين (Rosario, Argentina) .
نتيجة الحالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي كانت تمر بها امريكا اللاتينية بالاضافة الى الصراعات الداخلية ، تكونت شخصية غيفارا القوية ، العنيفة ، الشريفة والصادقة .
حصل على شهادة في الطب من جامعة بيونس أيرس (Buenos Aires) سنة 1953 ، ثم توجه بعد ذلك الى المكسيك حيث التحق بحركة كوبية تحت قيادة فيدل كاسترو ، وقد لعب دورا مهما في هذه الحركة حيث اشتهر بلقب الضابط الأذكى بسبب صفاته ، كان يكره الخيانة والغدر والجبن ، حتى عندما ألقي القبض عليه وتم سجنه لم يتفوه بكلمة سيئة عن اللذين خانوه ووشو به ، وبهذه الصفات كان قد كسب احترام اصدقائه وأعدائه أيضا !! ، حتى عدوه اللدود جاري برادو (Gary Prado) كابتن الجيش البوليفي قائد عملية تدمير فرقة غيفارا العسكرية أعجب بشجاعة وصفات غيفارا نفسه .
وفي الخمسينات لعب دورا مهما في الإطاحة بحاكم كوبا الدكتاتوري وقتها فولجينكو باتيستا (Fulgencio Batista) .
تكونت صداقة عميقة بينه وبين فيدل كاسترو (Fidel Castro ) اللذي أطلق عليه اسم تشي غيفارا (Che Guevara) . وأصبح غيفارا مقربا جدا من فيدل اللذي أصبح حاكم كوبا رسميا واللذي عينه فيما بعد وزيرا للصناعة .
أفشل غيفارا العديد من محاولات إغتيال كاسترو التي نظمتها وكالة الإستخبارات المركزية (CIA) .
توجه عام 1967 إلى بوليفيا لمساعدة المقاومة هناك ، في هذه السنة تمكن جاري برادو من القاء القبض عليه بمساعدة الفرقة البوليفية المدربة والمجهزة بواسطة الاستخبارات الامريكية بعد العديد من المحاولات في أدغال بوليفا
تم اعدام غيفارا في التاسع من أكتوبر (October 9th) عام 1967 . كانت آخر كلماته لـمنفذ حكم الإعدام السرجنت تيران (Sgt. Terran) :
إعلم الأن أنك تقوم بقتل رجل .
ذاع صيته في العالم بعد أن عرفوا بقصة البطل الأسطوري .
اشهر صورة له التقطها له المصور ألبرتو كوردا (Alberto Korda) في الخامس من مارس سنة 1960
سياسة وكالة الإستخبارات المركزية (CIA) هي نشر بعض ملفات العمليات التي مر عليها أكثر من ربع قرن “25 سنة” ، وقد مر على وفاة غيفارا 38 سنة وبالتالي فإن ملفات العملية قد تم نشرها للملأ ، طبعا قامت وكالة الإستخبارات بإخفاء بعض الحقائق ودس بعض المعلومات المغلوطة لتحسين صورتها ، لذلك حاولت أن أتحرى الدقة في الترجمة مع مقارنة المعلومات بعدد من المصادر وآمل من الله أن يكون قد وفقني في ذلك ، وأترككم مع الوقائع ..
الثالث من أكتوبر سنة 1965 :
في خطاب رسمي ، قرأ فيدل كاسترو(Fidel Castro) رسالة وداع كتبها غيفارا في أبريل أعلن فيها تخليه عن منصبه في الحكومة الكوبيه وقد ذكر في الخطاب :
لقد قمت بأداء جزء واجبي الذي يربطني بالثورة الكوبية ، والأن أقول لهم وداعا ، للرفاق، للشعب الكوبي ، اللذين هم لي
I have fulfilled the part of my duty that tied me to the Cuban revolution…and I say goodbye to you, to the comrades, to your people, who are now mine
الثامن عشر من أكتوبر سنة 1965
عقدت وكالة الـ(CIA) اجتماعا طارئا حول خطر غيفارا على نظامهم السياسي والاقتصادي بعد ما فعله في كوبا واطاحة النظام والحاكم السابق الموالي لهم ، حيث انه اصبح مصدر خطر لهم خاصة مع عرضه للتعاون مع الروس والصين (الشيوعيين) ، سافر غيفارا بعدها إلى أمريكا ، أفريقيا ، والصين مدة ثلاثة أشهر ، وعندما عاد - طبقا لتقرير الـ(CIA) - بدا واضحا انه يخطط لمساعدة بعض الدول .
ما بين الأسبوع الثاني من سبتمبر والاسبوع الأول من نوفمبر سنة 1966
طبقا للمصادر المختلفة أشير أن غيفارا قد دخل بوليفا بواسطة جواز سفر مزور لتنظيم وقيادة حركة اصلاحية ، وقد اختار غيفارا بوليفيا لتكون قاعدة انطلاقه لعدة أسباب منها :
أولا : أن بوليفيا بعيدة عن القواعد الأمريكية في جزر الكاريبي كما انه لم يكن هناك اي نشاط امريكي في المنطقة .
ثانيا :طبيعة الظروف البوليفية جعلت نفسية البوليفيين تتقبل فكرة قيام حركة اصلاحية .
ثالثا : طبيعة جبال بوليفيا تساعده على التمركز في الجبال والإختباء من المقاومة والمناورة .
وأخيرا : موقع بوليفيا الجغرافي يتوسط خمسة دول أخرى ممكن أن تسمح للحركة بأن تنتشر بسهولة ونجاح .
ربيع عام 1967 ما بين مارس وأغسطس :
قام غيفارا ببعض الهجمات ضد الجيش البوليفي الموالي للحكومة الطاغية المكون من عشرين ألف جندي ، وكانت الخسائر هي رجل واحد من جيش غيفارا مقابل 30 جنديا في الجيش البوليفي خلال الستة أشهر
28 أبريل سنة 1967 :
وقع الجنرال أوفاندو (Ovando) من الجيش البوليفي وثيقة تعاون وتدريب مشتركة بين الجيش البوليفي والقوات المسلحة الأمريكية هناك لصد الاعتداءات
11 مايو سنة 1967 :
تم ارسال مبعوث رئاسي للرئيس الأمريكي برسالة مفادها :
ان تشي غيفارا حي وهو يخطط لعملية في أمريكا الجنوبية ، نحن بحاجة للمزيد من الأدلة
Che Guevara is alive and operating in South America, although more evidence is needed
يونيو سنة 1967 :
تلقى عميل الـ(CIA) فتلكس رودريجو FTlix Rodreguez الكوبي أمريكي مكالمة من ضابط الـ(CIA) لاري حيث كلفه فيها بمهمة خاصة في جنوب امريكا التي لابد له فيها من استعمال مهاراته القتالية والتخطيط والاتصال للذهاب الى بوليفيا والايقاع بغيفارا وعصابته وعين له شريكا يدعى إدواردو جونزاليس ( Eduardo Gonzplez ) كما طلب من رودريجواستعمال اسم أخر لاخفاء شخصيته الحقيقية وهو راموس ميدينا ( Ramos Medina )
26-30 جون سنة 1967 :
قام السفير الروسي أليكسي كوسين (Aleksey Kosygin ) بزيارة لكوبا للقيام ببعض المحاورات مع فيدل كاسترو ، طبقا لتقرير وكالة الـ(CIA) كانت للتخطيط مع كاسترو حول مهمة في الشرق الأوسط ،صحيح أنها مهمة ثانية لكنها كانت مهمة للغاية ، وقد عرض عليه دعم قوة غيفارا وحركته المقاومة للحكومات
2 أغسطس سنة 1967 :
وصل عميلا الـ(CIA) رودريجو جونزاليس إلى عاصمة بوليفيا - لاباز ، والتقوا هناك بالضابط المسؤول عن العملية ، الضابط جيم Jim اللذي كان هو ايضا عمليا للـ(CIA) وضابط في الجيش البوليفي وكان مدير العملية كلها في لاباز العميل جون تيلتون John Tilton .
وفي الوقت نفسه انضم لقوة غيفارا العميل جوستاف فيلولدو (Gustavo Villoldo) .
31 أغسطس 1967 :
حقق الجيش البوليفي نصره الأول ضد المقاومة ، تم القضاء على عدد كبير منهم بالإضافة إلى تمكنهم من الإمساك بـ كاستيلو شافيز ( Castillo Chpvez ) المعروف بـ باكو ( Paco ) أحد رجال تشي المهمين ، وبالتالي أجبروا المقاومة على التراجع بعض الشي ، في هذا الوقت تدهورت صحة تشي بعض الشيء بسبب تفاقم مرض الربو الذي كان يصيبه بالإضافة إلى إصاباته بإلتهاب في المفاصل .
الثالث من سبتمبر سنة 1967 :
سافر رودريجو و العميل أرنالدو من سانتا كروز (Santa Cruz ) إلى (Vallegrande ) للتحقيق مع المدعو باكو .
الخامس عشر من سبتمبر 1967 :
أعلنت الحكومة البوليفية جائزة تقدر بـ 4.200 دولار أمريكي للقبض على تشي غيفارا ( المصدر : جريدة النيويورك تايمز )
18 سبتمبر سنة 1967 :
تم القبض على خمسين عضو في جماعة شيوعية كانو يهربون المؤن إلى أدغال بوليفيا .
22 سبتمبر سنة 1967 :
وصل تشي ورفاقه إلى Alto Seco ، وألقى صديقه بيريدو ( Inti Peredo ) خطة تبين أهداف المقاومة ، وتزودوا من هناك بالمزيد من المقاومين والمؤن .
وقد ذكر في المصدر أن تشي لم يدفع ثمن المؤن والسبب أن أحد السكان قد غادر لإعلام الحكومة بوجود تشي ورفاقه في القرية ، وهذا كلام غير منطقي فـ غيفارا يعلم أنه لا ذنب لصاحب المتجر إن ذهب أحدهم لإخبار الحكومة ، والسبب الثاني كيف يوافق بعض سكان القرية على الذهاب معه كمتطوعين معه يرونه يتصرف بهذه الطريقة الظالمة ؟
نفس اليوم :
أرز غيفارا !! ( Guevara Arze ) وزير خارجية بوليفيا يقدم أدلة لمنظمة أمريكية توضح أن تشي غيفارا هو قائد المقاومة عبارة عن وثائق وأوراق مكتوبة بخط اليد وصور لغيفارا وبصماته ، ومتوقعا بأن المقاومة مكونة من كوبيين و أرجنتينيين وبوليفيين وأشخاص من البيرو ، كما صرح أيضا بأن أحدا لن يستولي على هذه البلد أبدا .
الرابع والعشرين من سبتمبر سنة 1967 :
وصل تشي و رجاله إلى Loma Larga وهم متعبين ومرهقين .
26 سبتمبر 1967 :
توجه غيفارا نحو La Higuera ، لكنه فوجيء بأنها شبه خالية وقد أخبره بعض المتواجدين بأن الجميع في حفل تقيمه قرية مجاورة تدعى Jahue ، توجه غيفارا نحو Jahue التي اتضح فيما بعد أنها كمين تم نصبه للمقاومة في حالة مرت بالقرب من القرية ، خسر تشي في هذا الكمين العديد من رفاقه كان من بينهم :
- روبيرتو بريدو ( Roberto Peredo ) قائد بوليفي كان من أهم رجال تشي .
- أنتونيو ( Antonio ) قائد كوبي مهم .
- خوليو ( Julio ) أحد أصدقاء تشي البوليفيين .
وأمر تشي غيفارا رجاله بالهرب نحو Rio Grande
* أشار تشي غيفارا في مذكراته بأن الكمين في La Higuera قد سبب له خسائر كبيرة
26-27 سبتمبر سنة 1967 :
قامت الحكومة بوضع دوريات على نهر سان أنتونيو San Antonio ، وقد أمسكت إحدى هذه الدوريات بأحد رجال غيفارا ويدعى غامبا ( Gamba ) والذي بدى متعبا جدا ومريضا كذلك ، وقال غامبا بأنه إنفصل عن المجموعة من فترة وقد آكمل طريقه على غير هدى آملا أن يستطيع إيجاد المقاومة مرة أخرى .
29 سبتمبر سنة 1967 :
إنضم رودريجوز ( Rodrfguez ) لقوة الجوالة الثانية التي يبلغ عددها ستمائة وخمسون رجل مدربون جيدا على يد القوات الخاصة الأمريكية U.S. Special Forces .
30 سبتمبر سنة 1967 :
تشي ورجاله مطوقين من قبل الجيش في وادي سيرانو جنوب النهرب العظيم
Che and his group are trapped by the army in a canyon in Valle Serrano, south of the Grande River
( المصدر : جريدة النيويورك تايمز )
السابع من أكتوبر سنة 1967 :
ذكر تشي في مذكراته التالي :
توجهنا نحو امرأة عجوز ترعى الخراف وسألناها إن كان هناك أي جنود في المنطقة ولكننا لم نحظ بإجابة شافية ، وخوفا منا أن تبلغ عنا هذه المرأة أعطيناها 50 بيزو “العملة البوليفية” لتصمت ، ولكن أملي في أنها ستصمت كان قليلا ولكن ماذا أفعل ؟ ..
وفي المساء توجهنا نحو Quebrada del Yuro - كيبرادا دليورو - لنأخذ قسطا من الراحة .
الثامن من أكتوبر سنة 1967 :
وصلت للحكومة معلومات بأن هناك مجموعة صغيرة من المقاومة فيه Churro Ravine ، وتمت مداهمة الموقع وتم القضاء عليهم .
و قامت إمرأة عجوز ( المرأة راعية الخراف ) بالإبلاغ عن مشاهدتها لغيفارا ورجاله شخصيا .
في الصباح قامت الفرق بمحاصرة الموقع الذي يشتبه وجود غيفارا فيه ثم حصلت المواجهة بين الطرفين وحصلت العديد من الإصابات ..
في الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر حصلت المواجهه الأخيرة بين تشي والقوات ، أصيب تشي فيها بعدة طلقات ، فقام صديقه سارابيا Sarabia الملقب بـ ويلي ( Willy ) عامل المناجم البوليفي الذي أصبح قائدا للثورة مع تشي بحمله ليبعده عن خط النار ، عاود الجنود إطلاق النار ووقعت قبعة تشي العسكرية ” البريهه أو الباريه beret ” ، قام ويلي بوضع تشي على الأرض ليعاود إطلاق النار ولكن الجنود الذين كانوا على بعد عشرة ياردات أصابوه إصابات بالغة فوقع ، حاول تشي المصاب بالطلقات في كافة أنحاء جسمه إطلاق النار بيده اليمنى السليمة ولكن الجنود أصابو يده ، وتم أسر تشي و صديقه ويلي .
يُقال - وهناك الكثير من هذا الهراء - بأن تشي توسل للجنود أن لا يقتلوه ، طبعا المثل الشعبي يقول ( الكلام بلاش ) والتعليق لكم ..
كان قائد الجنود هو جاري برادو Captain Prado ، وقد أعلن في تمام الساعة الرابعة عصرا بأنه قد أسر تشي غيفارا وأرسل الرسالة المتفق عليها عن طريق اللاسلكي والتي كانت ، مرحبا ساتورنو ، لدينا بابا “Hello Saturno, we have Papa!” ، طبعا ساتورنو هو الكولونيل زينتينو Colonel Joaquin Zenteno, وبابا - التي تعني الأب باللاتينية - هو غيفارا ، طلب الكولونيل تأكيدا لأنه لم يكن مصدقا ووصله التأكيد فأمر بإحضار غيفارا وجميع الأسرى إلى المقر في La Higuera.
إستقبل رودريجوز في Vallegrande رسالة رمزية “Papa cansado,” وتعني الأب متعب ، وهي تعني بأنه تم القبض على غيفارا .
ممددا على حمالة قام بحمل غيفارا أربع جنود نحو La Higuera التي تبعد 7 كيلومترات ، وتم إرغام ويلي على السير ويديه مقيدتين خلفه ، وتم الوصول في الليل ووضعوا في الأسر منفصلين ، وبعد مدة تم إحضار 5 من أفراد المقاومة
أعلن الجيش البوليفي بأنه تم القضاء على تشي غيفارا وقتله في الجبال وأن الجيش يتحفظ على الجثة في الوقت الراهن ، ولكن لم يتم تأكيد الخبر من قبل الجهات العليا .
أرسلت والت روستو Walt Rostow مذكرة للرئيس الأمريكي يعلمه بأنه تم القبض على غيفارا من قبل الوحدة المدربة على يد القوات الأمريكية .
9 أكتوبر سنة 1967 ، الساعة السادسة والربع صباحا :
وصل رودريجوز بالهليكيوبتر إلى La Higuera مع الكولونيل زينتينو ، أحضر رودريجوز معه مسجلا وكاميرا قوية مخصصة لتصوير المستندات لتسجيل الأحداث .
قال رودريجوز في مذكراته فيما بعد أنه عندما شاهد غيفارا مستلقيا على الأرض مكبلا بالأغلال ويديه خلف ظهره ومرتديا أسمالا باليا ومنكوش الشعر أنه رغم كون غيفارا قد قتل العديد من أبناء وطنه إلا أنه عندما رآه شعر حقا بالأسف نحوه
I had mixed emotions when I first arrived there. Here was the man who had assassinated many of my countrymen. And nevertheless, when I saw him, the way he looked….I felt really sorry for him
قام رودريجوز بتصوير مذكرات غيفارا التي وجدها معه ، بالإضافة إلى أنه قام بالحديث مع غيفارا قليلا وصوره ، والصور موجودة في وكالة الإستخبارات المركيزة
في الساعة العاشرة صباحا ، تم عقد اجتماع بين القادة البوليفيين ، وتوصلوا أن إجراء محاكمة لـ تشي قد يثير تعاطف الرأي العام والعالم ، إذن لابد من إنهاء غيفارا حالا ، ولكن القصة التي ستنشر رسميا أنه مات بسبب جروح أصيب بها في المعركة ، وتلقى رودريجوز إتصالا يشير أن عليه القيام بالمهمة 500 و 600 ، كانت المهمة 500 تعني تشي والمهمة 600 تعني قتل تشي :
Five hundred is the Bolivian code for Che and six hundred is the order to kill him.
أجاب رودريجوز بأن الحكومة الأمريكية قد طلبت منه الإبقاء على تشي مهما كان الثمن ، وقد كانت الحكومة الأمريكية و الإستخبارات الأمريكية قد جهزت طائرة ومروحية لنقل غيفارا إلى بانما لإستجوابه ، ولكن السلطات أخبروه بأن عليه إطاعة الأمر ، هنا قرر رودريجوز بأن يترك التاريخ يأخذ مجراه “to let history take its course,”، ويطيع البوليفيين .
ذهب رودريجوز ليخبر تشي بالأوامر الصادرة ، أجابه تشي : الأمر أفضل هكذا ، ما كان يجب أن يتم القبض علي حيا “It is better like this … I never should have been captured alive.”
ثم أعطى رودريجوز رسالتين ، إحداهما لـ فيدل كاستور والثانية لزوجته ، قام رودريجوز بإحتضان غيفارا وهو يبكي ثم غادر الغرفة
ويقال بأنه تم عقد قرعة بين الضباط حول من سيكون منفذ حكم الإعدام في غيفارا ، وقد سحب القشة الأصغر الرقيب جايم تيران Sergeant Jaime Teraan ، وقد تم ذكر قصة عملية الإعدام في بداية الموضوع ..