على دلعونة و على و على دلعونة بي بيي الغربة الوطن حنونة
الضربة اللي ما بتكسر بتقوي
هيك كانت ام محمد تعلق لما حدى منا يوقع و تركض امو تتفقدو لا تخافي يا ستي كل دبه بشبه
و هيي بالذات عاركة السنين و الازمات و المصايب بنفس العقلية .
اما الصبر فالو حكاية طويلة مع ستنا هدلا هيك كنا نناديلها راحت ستي هدلا و اجت ستي هدلا و كانو شي ماركةو مسجلة كمان
ايام السفر برلك كانوا اهل سلمية و نواحيها يحفروا بكل بيت اكمين الاكمين هوي حفرة بالارض بتتسع لزلمة واحد لما يجو العسكر التركي ليجمعوا الشباب عالاخد عسكر كل زلمة و شب ينزل بالاكمين تبعو لحتى يغادر الاتراك فتلاقي الواحد منهن يعمل اكمين بالبيت و يحطو فوق الاكمين بساطة و جرة مي للتموية طبعا
بس كيف كانوا يعرفوا انو العسكر اجو كان في مجنون بسلمية اول ما يطلو العسكر باتجاه سلمية يبلش يعوي و يركد بالشوارع و هيك كل الناس تعرف انو الاتراك وصلوا .
و يدخل الاتراك سلمية و لما ما يلاقوا زلم كان قائد الدورية يرمي عصاة (الصولجان ) اللي معو باتجاه الدجاج المنتشر بالحي و طبعا تنصاب عدد من الدجاجات بالعصايه و تنكسر ارجلهن و معلومكن الجاجة المكسورة نهايتها تموت و طبعا لما يصير هيك يفهم الناس انو العسكر بدهن ياكلوا و يطبخ الاهالي الدجاج مع البرغل و يقدموه للعسكر مع دبس العنب ( هيك كانوا ياكلوا اول برغل و دبس عنب )
و اما الموت اللي تاخر كتير لطال ام محمد بشخصها كان الو حكاية طويلة معاها من يوم يومها ...
فبعد ما اتزوجت جدي و راحت عروس ع بري الشرقي طبعا ..
راح اخوها الصغير و اللي محبب كتير عقلبها مصطفى نصره ليزورها و بنفس الزيارة مرض بالحمى و مات عايدها و من هون بتبدأ مآسي الموت تتالى...
فابنهاالثاني و اللي هوي جدي بي بيي كان عمرو 21 سنةكان عريس جديد لانه تزوج بعمر 19 سنة و عنده ثلاث اولاد لما مرض و اول شي فكروا مرضان بالسل بس لما اخدوه عالمشفى بحمص اكتشفوا انو معو سرطان الرئه و بقي بالمشفى شهر و كانت مرافقتو طبعا ام محمد وحدها كانت معو لما اتوفى بنص الليل و بكل هدوء و صبر اتصلت ام محمد بسلمية و قالت و دموعها تتسلل من عيونها اللي اضناها السهر :
مدو الفراش و علو المرتبة جايبتلكن عريس اهدابو مزغبه... (مزغبه من الزغب.. يعني بعدو صغير ) و لما شافوها الممرضات بالمشفى محنوقة بس ما عم تولول قالولها شبك يا حجي ساكتة قالتلهن بكره بروح عسلمية بولول لاشبع هلق خطي هالمرضانين شو ذنبهن يسمعو صياحي.....
و تتالت المصايب عراسها و هي متل السنديانة ما تزيدها السنين الا صلابة و صبر .
و لما ضرب الجدري بسلمية انصابت بالمرض ستي ام حسن ام امي و هي بتكون بنت اخوها لام محمد و طبعا اجت الشرطة و عزلت المريضة و ما تسمح لحدى يدخل عليها و معروف الجدري مرض قاتل و معدي بايامهن فكانت ام محمد تنط من سطح لسطح لتوصلها الاكل لام حسن حتى شفت من مرضها ...
لما ام محمد هدلا كانت تروح ععرس و ما اكتر الاعراس اللي تنعزم عليهن ..و كانت عادة القواس او طق الرصاص شغالة ايامها كان طق الرصاص عجاهها ما الو والي ...
و طبعا الزلغوطة من تمها حقها مصاري لانها مو زلغوطة عادية زلغوطة اثرية ...تاريخية
و ستي ما سمعت لا بالحرب العالمية الاولى و لا التانية و لا بالعدوان الثلاثي و لا بالانقلابات و لا حتى بحرب خمسة حزيران كلشي بتعرفو و مقتنعة فيه انو اليهود اخدوا فلسطين و طردوا العرب و نحنا لازم نردها و بس .... و بدون نقاشات و تحليلات و مناظرات
و اما غرفة ام محمد فمتحف من الصور و التذكارات اللي بتستحق بجدارة ينقال عنها اثرية فاغلب جدودنا اللي ما شفناهن بحياتنا و اللي ما الهن غير صورة او تنتين بتلاقي صورهن معلقة بغرفة ام محمد ..
و جهاز عرسها ما فارقها من يوم اللي اتزوجت لحتى توفت سرير حديد و صندوق خشب مطعم بالصدف ....
و العصبة ام خيوط دهب هي لباسها الرسمي من يوم يومها ..
سنديانة عميقة الجذور تمد جذورها من القدموس و حتى العلباوي عبر كل هالمسافة يتوزع ابناء و احفاد و احفاد احفاد ام محمد هدلا
شافت ستي هدلا ببنامها انو خيها حسين جايي لعندها و كانت ام حامل و لما انولدت ما حدى بالكون ممكن يقنعها اني مو روح خيها حسين و اصرت عبيي يسميني حسين مع انو كان مقرر يسميني محمد و ضلت طول حياتها ما تناديني غير يا خيي ....
باواخر ايامها( اخر شهر من حياتها ) كان ما عم تعرف حدى من زوارها و لا عم تميز شي من شي و و قبل ما تتوفا بيومين كنت رايح عمعسكر الصاعقة مريت لعندها ودعها ومن اول ما ادخلت فغرت عيونها بالبكي و هيي عم تناديلي خيي حسين كيفك يا خيي ..
و جلست حدها و امسكت يدها الضامرة وودعتها و كان الوداع الاخير لانهاتوفيت بعد يومين و بنفس يوم وفاتها طلعت نتيجة البكالوريا تبعي فاختلطت دموع الفرح بالنجاح بدموع الحرن على ام محمد هدلا الله يرحمها و يعفي عنها ...
الضربة اللي ما بتكسر بتقوي
هيك كانت ام محمد تعلق لما حدى منا يوقع و تركض امو تتفقدو لا تخافي يا ستي كل دبه بشبه
و هيي بالذات عاركة السنين و الازمات و المصايب بنفس العقلية .
اما الصبر فالو حكاية طويلة مع ستنا هدلا هيك كنا نناديلها راحت ستي هدلا و اجت ستي هدلا و كانو شي ماركةو مسجلة كمان
ايام السفر برلك كانوا اهل سلمية و نواحيها يحفروا بكل بيت اكمين الاكمين هوي حفرة بالارض بتتسع لزلمة واحد لما يجو العسكر التركي ليجمعوا الشباب عالاخد عسكر كل زلمة و شب ينزل بالاكمين تبعو لحتى يغادر الاتراك فتلاقي الواحد منهن يعمل اكمين بالبيت و يحطو فوق الاكمين بساطة و جرة مي للتموية طبعا
بس كيف كانوا يعرفوا انو العسكر اجو كان في مجنون بسلمية اول ما يطلو العسكر باتجاه سلمية يبلش يعوي و يركد بالشوارع و هيك كل الناس تعرف انو الاتراك وصلوا .
و يدخل الاتراك سلمية و لما ما يلاقوا زلم كان قائد الدورية يرمي عصاة (الصولجان ) اللي معو باتجاه الدجاج المنتشر بالحي و طبعا تنصاب عدد من الدجاجات بالعصايه و تنكسر ارجلهن و معلومكن الجاجة المكسورة نهايتها تموت و طبعا لما يصير هيك يفهم الناس انو العسكر بدهن ياكلوا و يطبخ الاهالي الدجاج مع البرغل و يقدموه للعسكر مع دبس العنب ( هيك كانوا ياكلوا اول برغل و دبس عنب )
و اما الموت اللي تاخر كتير لطال ام محمد بشخصها كان الو حكاية طويلة معاها من يوم يومها ...
فبعد ما اتزوجت جدي و راحت عروس ع بري الشرقي طبعا ..
راح اخوها الصغير و اللي محبب كتير عقلبها مصطفى نصره ليزورها و بنفس الزيارة مرض بالحمى و مات عايدها و من هون بتبدأ مآسي الموت تتالى...
فابنهاالثاني و اللي هوي جدي بي بيي كان عمرو 21 سنةكان عريس جديد لانه تزوج بعمر 19 سنة و عنده ثلاث اولاد لما مرض و اول شي فكروا مرضان بالسل بس لما اخدوه عالمشفى بحمص اكتشفوا انو معو سرطان الرئه و بقي بالمشفى شهر و كانت مرافقتو طبعا ام محمد وحدها كانت معو لما اتوفى بنص الليل و بكل هدوء و صبر اتصلت ام محمد بسلمية و قالت و دموعها تتسلل من عيونها اللي اضناها السهر :
مدو الفراش و علو المرتبة جايبتلكن عريس اهدابو مزغبه... (مزغبه من الزغب.. يعني بعدو صغير ) و لما شافوها الممرضات بالمشفى محنوقة بس ما عم تولول قالولها شبك يا حجي ساكتة قالتلهن بكره بروح عسلمية بولول لاشبع هلق خطي هالمرضانين شو ذنبهن يسمعو صياحي.....
و تتالت المصايب عراسها و هي متل السنديانة ما تزيدها السنين الا صلابة و صبر .
و لما ضرب الجدري بسلمية انصابت بالمرض ستي ام حسن ام امي و هي بتكون بنت اخوها لام محمد و طبعا اجت الشرطة و عزلت المريضة و ما تسمح لحدى يدخل عليها و معروف الجدري مرض قاتل و معدي بايامهن فكانت ام محمد تنط من سطح لسطح لتوصلها الاكل لام حسن حتى شفت من مرضها ...
لما ام محمد هدلا كانت تروح ععرس و ما اكتر الاعراس اللي تنعزم عليهن ..و كانت عادة القواس او طق الرصاص شغالة ايامها كان طق الرصاص عجاهها ما الو والي ...
و طبعا الزلغوطة من تمها حقها مصاري لانها مو زلغوطة عادية زلغوطة اثرية ...تاريخية
و ستي ما سمعت لا بالحرب العالمية الاولى و لا التانية و لا بالعدوان الثلاثي و لا بالانقلابات و لا حتى بحرب خمسة حزيران كلشي بتعرفو و مقتنعة فيه انو اليهود اخدوا فلسطين و طردوا العرب و نحنا لازم نردها و بس .... و بدون نقاشات و تحليلات و مناظرات
و اما غرفة ام محمد فمتحف من الصور و التذكارات اللي بتستحق بجدارة ينقال عنها اثرية فاغلب جدودنا اللي ما شفناهن بحياتنا و اللي ما الهن غير صورة او تنتين بتلاقي صورهن معلقة بغرفة ام محمد ..
و جهاز عرسها ما فارقها من يوم اللي اتزوجت لحتى توفت سرير حديد و صندوق خشب مطعم بالصدف ....
و العصبة ام خيوط دهب هي لباسها الرسمي من يوم يومها ..
سنديانة عميقة الجذور تمد جذورها من القدموس و حتى العلباوي عبر كل هالمسافة يتوزع ابناء و احفاد و احفاد احفاد ام محمد هدلا
شافت ستي هدلا ببنامها انو خيها حسين جايي لعندها و كانت ام حامل و لما انولدت ما حدى بالكون ممكن يقنعها اني مو روح خيها حسين و اصرت عبيي يسميني حسين مع انو كان مقرر يسميني محمد و ضلت طول حياتها ما تناديني غير يا خيي ....
باواخر ايامها( اخر شهر من حياتها ) كان ما عم تعرف حدى من زوارها و لا عم تميز شي من شي و و قبل ما تتوفا بيومين كنت رايح عمعسكر الصاعقة مريت لعندها ودعها ومن اول ما ادخلت فغرت عيونها بالبكي و هيي عم تناديلي خيي حسين كيفك يا خيي ..
و جلست حدها و امسكت يدها الضامرة وودعتها و كان الوداع الاخير لانهاتوفيت بعد يومين و بنفس يوم وفاتها طلعت نتيجة البكالوريا تبعي فاختلطت دموع الفرح بالنجاح بدموع الحرن على ام محمد هدلا الله يرحمها و يعفي عنها ...