نعم.. نشتري البكاء، فقد أدمنّا السياط والبكاء، ونشتري في كثير من الأحيان السياط، وندفع أجر الجلاد الذي ينهمر بالسياط على ظهورنا ووجوهنا ومؤخراتنا.. أدمنّا البكاء والعذاب، ومن ثم تحجرت المآقي، ولم يعد من مزيد للدمع..
من فاجعة إلى فاجعة، من كفر قاسم إلى مرج الزهور، ومن قانا إلى قانا دماء تسيل تشربها الأرض فتتشرب الغضب من عناقيد الأعداء، ونغطي الأرض بالرخام الأبيض فننسى ما حدث وما قد يحدث..
كنا نلوذ بالصمت عندما نعجز عن الفعل
ثم بدأنا نرفض كلاماً
وتطورنا لندافع عن جبننا.
لقد كتب علينا أن يقتل بعضنا بعضاً دون أي تأنيب ضمير، قد يكون هذا مقبولاً لدى بعضهم الذين يتمتعون بقدر كبير من الجبروت والتعصب ولكن أن يبلغ الأمر مدى أن نبيح للآخر أن يقتلنا دون أي تصرف فهذا أمر فيه نظر. ولكننا نحن العرب بلغنا حداً لا يفيد فيه النظر، فلم نعد نقتل، ولم نعد نسكت، بل صرنا نستأجر القتلة، وليس أي قتلة، بل القتلة الذين يريدون إنهاءنا..
قبل خمسة وثلاثين عاماً يرى نزار قباني ما يحدث في أعياد الميلاد ورأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية فيقول:
أيا فلسطين من يهديك زنبقة ومن يعيد لك البيت الذي خربا
تلفتي تجدينا في مباذلنا من يعبد الجنس أو من يعبد الذهبا
فواحد أعمت الدنيا بصيرته فللخنى والغواني كل ما وهبا
وواحد ببحار النفط مغتسل قد ضاق بالخيش لبساً فارتدى القصبا
وخلفوا القدس فوق الوحل عارية تبيح عزة نهديها لمن رغبا
قد يفعلون ما يشاؤون بغزة، ولن يستطيع أحد فعل شيء، لأن غزة بلا عمق استراتيجي يقدم لها وسائل الصمود، لكن غزة ستقوم من جديد وكل حجر أو نقطة دم ستنجب طفلاً، ليتحول هذا الطفل إلى أي شيء، لكن سيشكل غزة المستقبل. ألم يقل نزار قباني:
كل ليمونة ستنجب طفلاً ومحال أن ينتهي الليمون؟
إن ما نراه على الشاشات عُشر ما يحدث على الأرض.. سواء أكان من آثار العدوان، أم من لؤم اللئام، أم من الدمار والضحايا، لكن التسعة أعشار التي لم نرها هي مستقبل غزة ومستقبل فلسطين والفلسطينيين إن التسعة أعشار ستنغرس في الأرض لتنبت في المستقبل، وهذا الكلام ليس من قبيل اصبروا فقط، ولكن من باب سيرورة الحياة، فالشافعي تعرض له الرعاع وآذوه، ولكن اسمه بقي ونسي التاريخ أولئك، ..
ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان عن أحد الثغور قول امرأة تناشد الجيش الذي بدأ الفرار: «إن يهزموكم أدخلوا فينا الغُلُف» والغلف بيوت السيوف، فعاد المقاتلون وقاتلوا حتى تحقق لهم النصر، لكن ذلك كان في زمن مضى، وثمة من ناشد، وثمة من استجاب، ولكننا نسمع من يقول للمعتدي: «إن يهزموكم»!
الخوف الخوف من الهزيمة، والخوف الخوف عليكم ومنكم من أن لا تستشهدوا وقوفاً لتزرعوا في الأرض بانتظار الأيام المقبلة.
ها أنتم اليوم تردون العزة والثوب على غزة، ولا تسمحون لمستبيحها أن يستبيح، فبورك ما أنتم فيه، وأهنأ أيها الشاعر العظيم فالرغبة والعجز لن يحققا للعدو والمتآمر الغاية.اسماعيل مروة
من فاجعة إلى فاجعة، من كفر قاسم إلى مرج الزهور، ومن قانا إلى قانا دماء تسيل تشربها الأرض فتتشرب الغضب من عناقيد الأعداء، ونغطي الأرض بالرخام الأبيض فننسى ما حدث وما قد يحدث..
كنا نلوذ بالصمت عندما نعجز عن الفعل
ثم بدأنا نرفض كلاماً
وتطورنا لندافع عن جبننا.
لقد كتب علينا أن يقتل بعضنا بعضاً دون أي تأنيب ضمير، قد يكون هذا مقبولاً لدى بعضهم الذين يتمتعون بقدر كبير من الجبروت والتعصب ولكن أن يبلغ الأمر مدى أن نبيح للآخر أن يقتلنا دون أي تصرف فهذا أمر فيه نظر. ولكننا نحن العرب بلغنا حداً لا يفيد فيه النظر، فلم نعد نقتل، ولم نعد نسكت، بل صرنا نستأجر القتلة، وليس أي قتلة، بل القتلة الذين يريدون إنهاءنا..
قبل خمسة وثلاثين عاماً يرى نزار قباني ما يحدث في أعياد الميلاد ورأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية فيقول:
أيا فلسطين من يهديك زنبقة ومن يعيد لك البيت الذي خربا
تلفتي تجدينا في مباذلنا من يعبد الجنس أو من يعبد الذهبا
فواحد أعمت الدنيا بصيرته فللخنى والغواني كل ما وهبا
وواحد ببحار النفط مغتسل قد ضاق بالخيش لبساً فارتدى القصبا
وخلفوا القدس فوق الوحل عارية تبيح عزة نهديها لمن رغبا
قد يفعلون ما يشاؤون بغزة، ولن يستطيع أحد فعل شيء، لأن غزة بلا عمق استراتيجي يقدم لها وسائل الصمود، لكن غزة ستقوم من جديد وكل حجر أو نقطة دم ستنجب طفلاً، ليتحول هذا الطفل إلى أي شيء، لكن سيشكل غزة المستقبل. ألم يقل نزار قباني:
كل ليمونة ستنجب طفلاً ومحال أن ينتهي الليمون؟
إن ما نراه على الشاشات عُشر ما يحدث على الأرض.. سواء أكان من آثار العدوان، أم من لؤم اللئام، أم من الدمار والضحايا، لكن التسعة أعشار التي لم نرها هي مستقبل غزة ومستقبل فلسطين والفلسطينيين إن التسعة أعشار ستنغرس في الأرض لتنبت في المستقبل، وهذا الكلام ليس من قبيل اصبروا فقط، ولكن من باب سيرورة الحياة، فالشافعي تعرض له الرعاع وآذوه، ولكن اسمه بقي ونسي التاريخ أولئك، ..
ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان عن أحد الثغور قول امرأة تناشد الجيش الذي بدأ الفرار: «إن يهزموكم أدخلوا فينا الغُلُف» والغلف بيوت السيوف، فعاد المقاتلون وقاتلوا حتى تحقق لهم النصر، لكن ذلك كان في زمن مضى، وثمة من ناشد، وثمة من استجاب، ولكننا نسمع من يقول للمعتدي: «إن يهزموكم»!
الخوف الخوف من الهزيمة، والخوف الخوف عليكم ومنكم من أن لا تستشهدوا وقوفاً لتزرعوا في الأرض بانتظار الأيام المقبلة.
ها أنتم اليوم تردون العزة والثوب على غزة، ولا تسمحون لمستبيحها أن يستبيح، فبورك ما أنتم فيه، وأهنأ أيها الشاعر العظيم فالرغبة والعجز لن يحققا للعدو والمتآمر الغاية.اسماعيل مروة